يمثل تطوراً نوعياً ويمهّد لمرحلة جديدة من اهتمام الوزارة بتطوير خدماتها الطبية

الإسعاف الجوي... ينقل الكويت إلى مصاف الدول المتقدمة

1 يناير 1970 11:02 ص
• جمال الحربي: أهمية الخطوة في نقل المصابين من المناطق البعيدة حيث تكون السرعة أمراً حاسماً في الإسعاف

• فيصل الغانم: الطائرات مزوّدة بطاقم مختص يقدم كل الإسعافات لحين الوصول إلى أقرب مستشفى

• علي الفودري: المشروع لاقى دعماً كبيراً من السلطات العليا

• عبدالرضا عباس: المسعفون والأطقم الطبية على مستوى عالٍ من الجهوزية
كونا- أطلقت وزارة الصحة خدمة الاسعاف الجوي داخل الكويت وخارجها في نقلة نوعية وخطوة حضارية تدشن لمرحلة جديدة من اهتمام الوزارة بتطوير خدماتها الطبية ومواكبة التطور العالمي وحرصها الدائم على تقديم خدمات طبية افضل.

ورغم ان خدمة الاسعاف الجوي بدأت في الاول من يناير الماضي فان كثيرين لا يعلمون شيئا عن هذه الخدمة المتطورة، التي ستعمل على نقل الكويت الى مصاف الدول المتقدمة طبيا.

واكد وكيل وزارة الصحة المساعد لشؤون الخدمات الطبية المساندة الدكتور جمال الحربي اهمية الاسعاف الجوي في عمليات انقاذ حياة المصابين لاسيما في المناطق والظروف التي يصعب وصول سيارات الاسعاف اليها كالمناطق الصحراوية النائية والحدودية والجزر البعيدة عن المدن والمناطق السكنية المأهولة.

وقال الحربي ان اهمية المشروع تكمن في نقل المصابين من المناطق البعيدة نتيجة حوادث السير والتعامل مع الازمات الطارئة كالحرائق والكوارث الطبيعية وغيرها حيث تكون السرعة امرا حاسما في عملية علاج واسعاف الحالات الحرجة.

واضاف ان الاسعاف الجوي سيضيف خدمة نقل المرضى بين المستشفيات موضحا ان الوزارة حرصت على هذه الخدمة لتوفير الراحة للحالات المرضية التي تستدعي النقل العاجل حسب رأي الطبيب الاستشاري المعالج مؤكدا ضرورة جاهزية المهابط الخاصة بالطائرات العمودية.

وبين ان المشروع يضم نوعين من الطائرات وهما «النفاثة» و«العمودية» وتستطيع حمل مريضين على الحمالات ومسعفين جويين اضافة الى الطيار ومساعده مضيفا ان الطائرة مزودة بمسجل بيانات ومسجل صوت وجهاز لتحديد المواقع في حالات الطوارئ اضافة الى نظام تحذير من الاقتراب من الارض.

وعن كيفية عمل الطائرات العمودية ذكر الحربي ان هبوط الطائرة يحتاج الى منطقة امان حول موقع الحادث واغلاق بعض الشوارع كما يشترط ان تكون الطائرة على بعد نحو 30 مترا على الاقل عن السيارات تطبيقا لشروط الامان والحماية.

وعن الطائرة النفاثة التي تنقل الحالات الحرجة خارج البلاد اوضح انها تستطيع حمل مصابين اثنين على الاسرة كحد اقصى مع اثنين من المسعفين الى جانب طبيب مختص واثنين من مرافقي المريض اضافة الى الطيار ومساعده مشيرا الى ان اعدادا كبيرة من الحالات الحرجة تم نقلها من الكويت واليها حتى الان.

من جهته اكد مدير ادارة الطوارئ الطبية في وزارة الصحة الدكتور فيصل الغانم في تصريح اهمية العامل الزمني المتمثل بالنقل السريع والامن للمصابين بواسطة طائرات مجهزة بشكل كامل بمعدات طبية فائقة المستوى.

وقال الدكتور الغانم ان الطائرات مزودة بطاقم مختص على متنها يقوم بتقديم كافة الاسعافات الاولية الى حين وصول الحالات الى اقرب مستشفى مؤكدا جاهزية فريق طبي مختص لاستقبال الحالات الطارئة.

بدوره اشار رئيس قسم التخدير والعناية المركزة في مستشفى الرازي الدكتور حسين المجادي، وهو احد الاطباء الذين رافقوا عددا من الحالات الحرجة على الاسعاف الجوي الى الايجابيات التي تتمتع بها هذه الخدمة ومنها تلافي التاخير في بعض رحلات الطائرات المدنية.

واضاف الدكتور المجادي ان الاسعاف الجوي يمتاز بعدم وجود ركاب عاديين على متن الطائرة والذي يعوق احيانا عملية اسعاف المرضى وتلافي صعوبة الحصول على كرسي مما يعرض حياة المريض للخطر فضلا عن عدم امكانية نقل الميكروبات الى الركاب.

واوضح ان هذه «الخدمة من الخدمات المتميزة وان دولا قليلة في العالم توفرها لمواطنيها وذلك لارتفاع تكلفتها» مشددا في الوقت نفسه على توعية مرافقي المرضى بكيفية التعامل مع الاسعاف الطائر.

بدوره كشف مراقب خدمات الاسعاف والطوارئ الطبية جاسم الفودري في تصريح مماثل ان عملية تلقي البلاغات تتم بواسطة احدث الاجهزة مؤكدا اهتمام وزارة الصحة بتطبيق خطة الطوارئ وادارة الازمات من خلال التعاون المشترك بين وزارتي الصحة والداخلية والادارة العامة للاطفاء.

من جهته قال نائب رئيس مجلس الادارة الرئيس التنفيذي للشركة المتعاقدة العميد الركن الطيار المتقاعد علي الفودري «ان المشروع لاقى دعما كبيرا من السلطات العليا وذلك لتوفير افضل الخدمات للمواطنين و المقيمين» مضيفا ان الطائرات المستخدمة على اعلى مستوى من التطور لتغطية جميع الطرق وجاهزة للتعامل مع الحوادث في اقل وقت ممكن.

واوضح الفودري ان الطائرتين العموديتين المستخدمتين في الخدمة من نوع «بل 429» مجهزتان بنظام انذار تنبيه حركة المرور ونظام الاتصالات الداخلية ونظام تتبع عبر الاقمار الصناعية وتبلغ سرعتهما 237 كيلومترا بالساعة ومداهما 650 كيلومترا.

واشار الى ان سرعة الطائرة النفاثة وهي من نوع «تشالنجر 604» تبلغ 889 كلم في الساعة ويمكنها الطيران من الكويت مباشرة الى اي مقصد، لافتا الى انها تحلق على ارتفاع 41000 قدم ومزودة بنظام اتصال داخلي فضلا عن المعدات الطبية الضرورية وهي تحمل شعار دولة الكويت وشعار وزارة الصحة - ادارة الطوارئ الطبية.

من ناحيته اكد مسؤول المشروع وممثل الشركة عبدالرضا عباس وهو احد مؤسسي الاسعاف الاوائل بالكويت انه تم اعداد جميع المسعفين الجويين والاطقم الطبية واخضاعهم لدورات في الطوارئ ليكونوا على مستوى عال من الجهوزية.

واضاف عباس ان وزارة الصحة تقوم كل عام بترشيح 15 فردا ليكونوا ضمن طاقم صحي يتم تدريبهم وتأهيلهم للقيام بهذه المهمة حتى يكونوا على إلمام كامل بالتعامل مع الظروف الخاصة بالاسعاف الطائر.

ورغم ان مشروع الاسعاف الجوي مازال في بدايته فانه يبقى انجازا عظيما يحسب لدولة الكويت ويؤكد اهتمامها بالمواطن والمقيم والحرص على تقديم خدمات صحية متميزة تواكب العصر وتلبي طموحات وتطلعات المواطنين.

السهلاوي لـ «الراي»: طائرتا G5 تنضمان للخدمة قريباً



| كتب عمر العلاس |

أعلن وكيل وزارة الصحة الدكتور خالد السهلاوي عن انضمام طائرتين عموديتين من نوع G5 خلال الايام المقبلة لخدمة الاسعاف الجوي بعد أخذ موافقة الجهات المعنية. وقال السهلاوي في تصريح صحافي لـ «الراي» إن الخطوة تأتي في إطار حرص الوزارة على مواكبة التطور العالمي، وتقديم خدمة طبية أفضل، لافتا إلى أن الطائرتين ستكونان مزودتين بسريرين بدلا من نظام السرير الواحد الذي كان معمولا في السابق، معتبرا ان ذلك يُعَدُّ نقلة نوعية وخطوة حضارية تدشن لمرحلة جديدة من اهتمام الوزارة بتطوير خدماتها الطبية.

من جهة أخرى، كشف السهلاوي عن إعطاء توجيهات وتعليمات بتوفير كل التخصصات الطبية المطلوبة في مركز حمد الحميضي وشيخة السديراوي في منطقة الشويخ وسد كل النواقص في بعض التخصصات سواء الجلدية أو أمراض الحساسية أو غيرهما بما يمكن من تقديم خدمة طبية متميزة لكل سكان ضاحية الشويخ.