حوار / وزير الشؤون الخارجية التونسي يعلن مشاركة بلاده في «القوة العربية المشتركة»
العبدولي لـ «الراي»: العرب في حرب إما نقف معاً... وإما نخسر معاً
| القاهرة ـ من أحمد إمبابي |
1 يناير 1970
12:25 م
• اتفقنا في تونس على محو الإرهابيين ولا مجال للحديث معهم عن حقوق الإنسان
• العلاقات مع مصر جيدة جدا بعد انتخاب السيسي والسبسي
أكد وزير الشؤون الخارجية التونسية التهامي العبدولي، إن بلاده توافق من دون أي تحفظ، على «تشكيل قوى عربية لمكافحة الإرهاب، وستدعمها على المستوى المادي واللوجيستي». وأضاف العبدولي، المكلف بشؤون العالم العربي وأفريقيا، في حوار مع «الراي»، بعد مشاركته، ضمن وفد بلاده في القمة العربية الأخيرة: «هناك لجان تقنية من مختصين في الفنون العسكرية سيجلسون ويتفقون على كيفية تشكيل هذه القوة وإخراجها عمليّا إلى أرض الواقع». وقال إن «الدول العربية في حرب، إما أن نقف معا وإما نخسر معا»، مشيرا، إلى أن مثل هذه القوة العربية ستساهم في صيانة الأمن القومي العربي.
وأكد أن بلاده «تدعم الحرب ضد معاقل الحوثيين في اليمن، لأنها في إطار الوقاية وحماية الأمن القومي العربي، خصوصا أننا ندعم شرعية الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي».
وفي ما يلي نص الحوار:
? كيف ترى نتائج أعمال القمة العربية التي عقدت في شرم الشيخ؟
ـ قمة ناجحة جدّا بكل المقاييس، والقرارات التي اتخذت فيها غير عادية واستثنائية في تاريخ التضامن العربي المشترك.
? كيف ترى شكل العلاقات المصرية ـ التونسية الآن؟
ـ العلاقات مع مصر جيدة جدّا، ويفصل بين الرئيس عبدالفتاح السيسي والرئيس التونسي باجي قائد السبسي، نقطة واحدة فقط، والعلاقات بطبيعتها كانت جيدة جدّا منذ انتخاب الرئيس السيسي ثم انتخاب الرئيس التونسي.
? ما الخطوات التي رسمتها الحكومة التونسية لمجابهة قوى الإرهاب على الأراضي التونسية؟
ـ تونس الآن في حرب تامة على الإرهاب، واتفقنا على محو الإرهاب من تونس، ولا مجال للحديث معهم عن حقوق الإنسان ولا عن أي شي ء آخر. فهؤلاء أعداء الحياة، وسنمحقهم ولن نتردد في ذلك، وعليهم أن يفهموا ذلك، حتى الذين يدّعون أنهم يجاهدون في سورية والعراق وليبيا وغيرها فإن القاتل ومن أزهق روحا بشرية في سورية أو العراق أو في مصر أو في أي دولة أخرى بغير سبب وهو تونسي وعاد إليها سينال عقابه وجزاءه، فهي حرب على الإرهاب لا هوادة فيها.
? القمة العربية رفعت شعار صيانة الأمن القومي العربي.. إلى أي مدى ستشارك تونس في الإجراءات التي اتخذتها القمة لصياغة منظومة القوة العربية المشتركة؟
ـ نحن أعلنا موافقتنا على هذه المبادرة، ونشارك بالطريقة التي نراها مع الأشقاء العرب، ولكن تفاصيل المشاركة ستبحث في اللجان الفنية المشتركة بين الدول والاشقاء العرب، ولكن المبدأ تمت الموافقة على المشاركة في الإجراءات الجديدة التي اعتمدتها القمة العربية.
? أحد أهم القرارات التي اتخذتها القمة لحماية الأمن القومي العربي، هو تشكيل قوة عربية مشتركة لمواجهة التحديات المحتملة للأمة العربية، كيف ترى تلك الخطوة؟
ـ هذه الخطوة وافقنا عليها بالتأكيد، لأن مبدأ تشكيل القوة العسكرية العربية المشتركة جاء بند الإنشاء الأول من أجل صيانة وحماية الأمن القومي العربي ومحاربة الإرهاب، وستتولى الجامعة متابعة تفاصيل تشكيل تلك القوة مع الجيوش العربية.
? لكن هذه الخطوة في هذا التوقيت كيف ترى أهميتها في ظل التحديات المختلفة التي تواجهها الأمة العربية؟
ـ خطوة جيدة جدّا، لأننا في حرب، إما سنكون معا وإما نخسر معا، وبالتالي الجميع يستشعر الخطر، خصوصا خطر الإرهاب والتحدي مشترك، وهذا يفرض علىنا المواجهة المشتركة والاصطفاف.
? هل كانت لديكم أي تحفظات على قرار تشكيل القوة العربية المشتركة، وكيف سيتم دعمها؟
ـ نحن وافقنا على المقترح دون أي تحفظ، وسندعمها على المستوى المادي واللوجستي، وهناك لجان تقنية من مختصين في الفنون العسكرية سيجلسون ويتفقون على كيفية تشكيل هذه القوة وإخراجها عمليّا إلى أرض الواقع.
? متى تقبل الدولة التونسية بتدخل القوى العربية المشتركة لمواجهة خطر داخلها أو في أي دولة أخرى؟ أي متى يمكن اللجوء لتلك القوة؟
ـ الأمر سهل، فنحن طلبنا أن يكون هناك شرط بأن تطلب الدولة المعنية التدخل من القوة العربية المشتركة لمساعدتها في مواجهة تحدٍّ معين.
? لكن اتفاقية الدفاع المشترك التابعة للجامعة العربية تلزم جميع الدول الأعضاء المشاركة فيها، هل يمكن أن يتغير الموقف هنا؟
ـ الدول التي تنص دساتيرها على منع ذلك لا تستطيع، خصوصا أن الدستور هو أُم القوانين الحاكمة للدول، وبالتالي جاء نص القرار أن تكون المشاركة اختيارية بين الدول العربية في هذه القوة.
? هل معنى ذلك، أنه يمكن أن يكون هناك تعديل في اتفاقية الدفاع العربي المشترك التي قد تتعارض بعض نصوصها مع نصوص القوة العربية الجديدة؟
ـ أعتقد أننا تجاوزنا الآن اتفاقية الدفاع العربي المشترك بالتصديق على قرار القوة العربية الموحدة. فهناك أشياء كثيرة سيتم تجاوزها في ميثاق الجامعة العربية، وتعديلات كثيرة بعد القرارات التي تم اتخاذها في القمة.
? كيف تابعت قرار قوات التحالف العربي بتوجيه عملية «عاصفة الحزم» ضد معاقل الحوثيين في اليمن؟
ـ تونس تدعم الحرب ضد معاقل الحوثيين في اليمن، لأنها في إطار الوقاية وحماية الأمن القومي العربي، ونحن ندعم شرعية الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، خصوصا أن هذه الحرب لم تكن مخالفة للقوانين والأعراف الدولية.
? هل أنت مع توجيه ضربة عسكرية ضد معاقل الإرهاب في ليبيا مثلما يحدث في اليمن؟
ـ الضربة العسكرية يجب ألا تتم إلا بعد استنفاد جميع إمكانيات الحوار، وهناك حكومة وحدة وطنية تتشكل الآن في ليبيا. ونحن مع الضربة العسكرية ضد الإرهاب، ولكن لسنا مع ضرب الطرفين أو الأطراف المختلفة في ليبيا.
? هل هناك حديث عن تغيير الأمين العام للجامعة العربية، خصوصا أن ولاية نبيل العربي ستنتهي منتصف العام المقبل؟
ـ نحن لم نتطرق لهذا الموضوع، وتونس لم تطرح أو ترشح أمينا عامّا للجامعة العربية.