حوار / نادية العثمان أول امرأة نجحت في انتخابات اتحاد المزارعين سعياً لكويت خضراء

زراعة كويتية بأنامل... ناعمة

1 يناير 1970 10:44 ص
• كنت متخوّفة في بداية عملي في مجال احتكره الرجال سنوات طويلة لكن تشجيع المزارعين لي بدّد هذا الخوف

• أنصح المرأة الكويتية بخوض التجربة لتساعد الرجل في تأمين الأمن الغذائي

• التكلفة الباهظة للبذور والتقاوي والأسمدة والآليات الزراعية أبرز المشاكل التي تواجهنا

• نطالب بتطوير وتوسعة مستوصف العبدلي وتعزيز المخفر بالآليات وزيادة قوات الشرطة

• نحتاج عمالة بنغالية ويمنية لأنها الأقدر على العمل في المزارع

• عمالة «الشؤون» تقلّصها «الداخلية» بالرغم من حاجتنا الماسّة لها

• المزارعون يلعبون دوراً مميزاً في تحقيق الأمن الغذائي ويجب توفير منافذ لتسويق المنتج الكويتي

• بلدية الكويت عينها «عوراء» فهناك شوارع نظيفة وأخرى تئن من المخلّفات

• اقتحمت المهنة لتنفيذ رغبة الأمير في جعل الكويت واحة خضراء

• أطالب هيئة الزراعة بتقديم تسهيلات للمزارعين في الشبرة الجديدة

• الهيئة مطالبة بالتدقيق في تحديد الحيازات الزراعية لمنع الصراعات بين أصحابها
نادية عبد الله العثمان...سيدة كويتية تعد نموذجاً مضيئاً للكفاح وإثبات الذات بعد أن اتخذت قراراً بالعمل في حرفة الزراعة التي ظلت حكراً على الرجال غير مبالية بردود فعل المجتمع وتاركة العمل في الوظائف والمهن العليا ورفيعة المستوى داخل المكاتب المكيفة.

وبرغم مشقة هذه المهنة إلا انها استطاعت بالمثابرة والصبر والعزيمة ان تتحدى كل الظروف القاسية والصعبة التي تغلفها بعد ان وقعت في غرامها وسخرت وقتها وجهدها لرعاية مزرعتها الكائنة في منطقة العبدلي...تسقي بأناملها الناعمة محاصيلها وتحصد وتحرث وتتابع كل صغيرة وكبيرة من أجل تأمين الأمن الغذائي للوطن العزيز.

التقيناها لنتعرف منها على قصة اقتحامها مجال الزراعة وسر عشقها لهذه المهنة وأبرز الصعوبات والعقبات التي تواجهها وأمنياتها.

قابلتنا بابتسامة عريضة يغمرها التفاؤل وبصدر رحب تحتضن الحياة وتعلو محياها ابتسامة أمل حيث تحدثت في البداية عن الأسباب التي دعتها للعمل في الزراعة قائلة «اشتريت مزرعة في العبدلي من أجل تحقيق رغبة سمو أمير البلاد لجعل الكويت واحة خضراء وأيضاً تحقيق حلم ابنتي «شوق» و«نور» بإيجاد بيئة زراعية منتشرة في كافة أنحاء البلاد بعد ان غطت الأبنية والمجمعات التجارية على المعمورة وقضت على جمال البيئة البحرية والزراعية وكل ما هو جميل،».

وأضافت«قررت أنا وابنتي ان ننطلق من العبدلي الزراعية ونسعى من خلال المنشأة الزراعية إلى تأمين بيئة زراعية صحية بعيداً عن الشعارات الزائفة لحماية البيئة ومن ثم وجدتها مسؤولية ثقيلة كونها تتعلق بالأمن الغذائي الذي نحن بأمس الحاجة إليه لذا وقفت بجانب إخواني المزارعين الذين يسعون أيضا لتحقيق رغبة سمو أمير البلاد على أرض الواقع بالرغم من الصعوبات الكثيرة التي يعشيها إخواني المزارعون والذين استمروا بالعطاء سنين بالرغم من تلك المساهمة في تحقيق الأمن الغذائي».

? كيف لمستِ تعاوناً من المزارعين العاملين معك كونك امرأة تقتحم هذا المجال الذكوري؟

- في الحقيقة عندما خضت هذه التجربة كنت متخوفة كوني امرأة وأخوض هذه التجربة التي احتكرها الرجال سنوات طوال إلا ان هذا الأمر كان مجرد خوف سرعان ماتبدد بعد ان وجدت كل تعاون واحترام وتشجيع من المزارعين للاستمرار في مشروعي الزراعي.

كما وجدت كل التشجيع من الهيئة العامة للزراعة والثروة السمكية وتفهمها للمشاكل والصعوبات الخاصة التي تواجه المرأة في هذا المجال وفي نفس الوقت وجدت اهتماماً خاصاً من قبل أسرتي التي شجعتني على هذا العمل ومساندتي خطوة بخطوة حتى استطعت الوقوف وتعدي الصعاب ولا أنسي توصيات والدتي وأخي هيثم العثمان اللذين وقفا معي أثناء متابعتي لإدارة أعمال المنشأة الزراعية.

? هل تشجعين المرأة الكويتية على خوض هذه التجربة لتساعد الرجل في تأمين الأمن الغذائي لبلدنا الكويت؟

- نعم أنصح المرأة الكويتية بخوض هذه التجربة للوقوف بجانب أخيها الرجل لتحقيق الرغبة السامية لتخضير الكويت وتوفير الأمن الغذائي السليم.

وأرى أن المرأة الكويتية خاضت مجالات عدة صعبة ومتعددة سياسية واجتماعية ورياضية وثقافية، ولا مانع من ان تخوض تجربة الزراعة وأنا أساند أي امرأة كويتية تخوض تجربة الزراعة من خلال نقل خبرتي إليها ومساندتها ومعاونتها من أجل ان نجد مزارعات آخريات في العبدلي والوفرة.

? برأيك ما العوامل التي تحد من استمرارية المزارع في الإنتاج؟

- لا شك ان هناك صعوبات تعيق حركة المزارع الكويتي وأهمها المنافذ التسويقية والعوامل الجوية،والعمالة، وسائل النقل، الدعم، ونأمل أنا وبقية المزارعين من الجهات المعنية تقديم تسهيلات لنا في الشبرة الجديدة في الصليبية كما نتمنى إجراء مزاد المنتجات تحت إشراف هيئة الزراعة وتحديد الأسعار ويشمل تكلفة العبوة والنقل لوحدة التعبئة وان يكون السعر رمزيا للمنتج وبعدها تتم المزايدة تحت إشراف متخصصين من قبل هيئة الزراعة وذلك من أجل دعم المزارع في استمرار الإنتاج دون توقف بالإضافة إلى إيجاد منافذ تسويقية من خلال وجود شبرة الخضار الجديدة مع زيادة المنافذ التسويقية ونتمنى ان يعطي المجال مباشرة للمزارع لبيع المنتج عبر منافذ الجمعيات مع تحديد كمية كل انتاج على ان يتم توزيعها بالإنصاف لكي يأخذ كل مزارع حقه بالكامل مع تحديد الكمية المنتجة لدفع الدعم من هيئة الزراعة.

? ما دور اتحاد الكويتي للمزارعين في كل مشاكلهم؟

- نتمنى من الاتحاد أن يهتم بالقضايا التي يعاني منها المزارع الكويتي منذ سنوات عدة ولابد أن يفكر بجدية لدعم هذه المزارع وأصحابها دون تفرقة وخصوصاً المزارع المنتجة والمبتدئة حتى يتم كسر احتكار الأسعار وهذه الخطوة قد تفتح قنوات بين الاتحاد والمزارعين بعيداً عن الشخصانية ووقتها سنجد هناك مزارع منتجة تدعم الأمن الغذائي ونتمنى ان تكون هناك حلقة وصل بين اتحاد المزارعين والهيئة العامة للزراعة والثروة والسمكية من أجل تهيئة الجو المناسب للمزارع الكويتي وتذليل الصعوبات التي تواجه المزارع والمتمثلة في قلة الدعم وقلة المنافذ التسويقية وخلق جو من التعاون والتفاهم مع الهيئة العامة للزراعة والثروة السمكية ووضع المزارع بالصورة بالمستجدات أول بأول، كما أتمنى من الاتحاد ان يقوم بجولات تفقدية ولقاءات مع أصحاب المزارع للوقوف على المشاكل التي تعانيها مزارع الكويت مع إيجاد الحلول المناسبة لها ووضعها علي طاولة المسؤولين في الدولة.

? هل تطمحين في ان تكون مزرعتك من ضمن المزارع المنتجة في الكويت؟

- حالياً تعتبر مزرعتي من المزارع المنتجة لكن أطمح بأفضل من هذا الإنتاج جودته وكميته واستخدام أحدث وسائل الزراعة بما يمكننا من منافسة الأسواق الخليجية ومن ثم العالمية.

? ماأبرز المشاكل التي تواجهينها في إدارة المنشأة الزراعية؟

-هناك مشاكل عدة تواجه المزارع الكويتي متمثلة في التكلفة الباهظة للبذور والتقاوي والأسمدة الكيماوية والمبيدات الحشرية وآليات الزراعة والتمديدات وكذلك عدم صرف الدعم مباشرة بعد الانتهاء من الموسم الزراعي الربع سنوي ما يؤدي إلى تأخير في سداد قيمة المواد الزراعية وتحمل المزارع أعباء مالية تقلل من الإنتاج ما تسبب في عدم تشجيع البعض في الاستمرار بالإنتاج.

كما نواجه بعض العراقيل الأخرى أثناء جلب العمالة للمنشأة الزراعية ونتمنى تسهيل هذه الإجراءات من خلال إيجاد منافذ في العبدلي والوفرة على ان تعمل خلال العطل الرسمية بالإضافة إلى تقليص عدد المستندات المطلوبة وان يكون هناك تنسيق بين وزارات الشؤون الاجتماعية والعمل والداخلية متمثلة في إدارة الهجرة والمنافذ بالإضافة إلى وزارة الصحة.

كما أطالب بإعادة التركيزعلى توفير المياه بكميات أكبر من المياه المعالجة وكذلك ضعف عمل المضخات للقضاء على العوامل الجوية مثل الجفاف وقلة الأمطار وارتفاع الحرارة.

? ما الخدمات التي تحتاجها مزارع العبدلي؟

- نحتاج إلى تطوير وتوسعة مستوصف العبدلي على ان يشتمل على وحدة أشعة وعيادة أسنان وتحويله إلى مستوصف صحي متكامل يخدم عمال المزارع وروادها لأنه في حال حدوث أي مكروه فإن أقرب مستشفى يقع على بعد 80 كيلو متراً من العبدلي كما نطالب بتطوير عمل مضخات المياه وتشغيل كل المضخات الموجودة وخصوصاً في فصل الصيف الذي تزيد فيه احتياجاتنا للمياه.

? وماذا عن دور مخفر العبدلي؟

- دور المخفر متميز ودورياته منتشرة في المنطقة بالرغم من نقص عدد قوة الشرطة وآلياتهم اللازمة لبسط الأمن وأطالب بتعزيزه بالآليات وزيادة قوة أفراد الشرطة لخدمة ما يقارب

3 آلاف مزرعة.

? وماذا تطلبين من بلدية الكويت؟

- عينها عوراء حيث تجد شوارع نظيفة جداً بالمنطقة وأخرى لا تمر عليها سيارات البلدية ما يؤدي إلى تراكم الفضلات ومخلفات المزارع والبناء.

? ماذا كنت تتمنين تطبيقه أثناء عضويتك في مجلس الاتحاد الكويتي للمزارعين؟

-إعادة إدارة شبرات الخضار التابعة لاتحاد المزارعين وتطوير عملها لتسويق منتجات المزارعين وبما يواكب التطورات العالمية في التسويق وكذلك تفعيل دور اللجنة الثقافية والاجتماعية في الاتحاد من خلال توعية المزارعين والتواصل معهم ومد يد التعاون مع وزارة التربية لبث روح حب الزراعة والبيئة النظيفة في نفوس أبنائنا الطلبة خصوصاً ان الزراعة تعمل على تحسين البيئة والأرض الكويتية بحاجة كبيرة لذلك.

? وما الرسالة التي ترغبين في توجيهها إلى وزارة الداخلية؟

- نحن بحاجة إلى عمالة من الجنسية البنغلاديشية واليمنية لأنها قادرة على العمل في مزارعنا وتحمل البيئة الكويتية بالإضافة إلى توفير الأعداد الكافية للمزارع فبالرغم من أن وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل وافقت على السماح لكل مزرعة باستقدام 10 عمال نجد وزارة الداخلية توافق على اثنين فقط دون توضيح معايير الاستثناء لذا نأمل من وزارة الداخلية تحديد وتوضيح معايير الاستثناءات للشفافية والتعاون مع المزارعين الكويتيين.

? ما الأسباب التي دعتك لخوض انتخابات الاتحاد الكويتي للمزارعين وما الذي دعاك للاستقالة بعد مرور 5 أشهر فقط من نجاحك؟

-خضت الانتخابات بدافع توصيل ومعالجة المشاكل التي يعاني منها المزارع الكويتي وايصال مشاكل وهموم المزارعة الكويتية المظلوم حقها في الاتحاد وتسجيل موقف للمرأة الكويتية وفتح مجال للمزارعات لخوض التجربة والمطالبة بحقوقهن، وأعتبر أول كويتية تنجح في انتخابات اتحاد المزارعين.

أما عن الاستقالة فترجع لأسباب عدة أهمها أنها استقالة جماعية من 5 اعضاء نظراً لعدم التعاون بين بقية الأعضاء مثل عدم الدعوة لعقد مجلس الادارة وما يترتب عليه من اتخاذ قرارات غير جماعية ما يؤثر على مصداقيتنا أمام ناخبينا وعدم تحقيق الاهداف من نجاحنا.

أما الانتخابات التكميلية الآتية جرت في 2015/3/10 فلم أخضها لإعادة الاستراتيجية للعمل النقابي فيما بعد وترتيب الأوراق.

? ماذا تتمنين للمنتج الكويتي ؟

-أتمني زيادة في كميات المنتج الوطني وأدعو الشركات المتخصصة إلى ان تتقدم لتقديم الأفضل للسوق المحلي من خلال إيجاد منافذ تسويقية وتنظيف المنتج وتغليفه بأفضل الصور من أجل خلق تنافس شريف بين المزارعين.

? ماالرسالة التي تودين توجيهها للجهات الحكومية المرتبطة بالمنشأة الزراعية؟

-رسالتي الأولى موجهة إلى الهيئة العامة للزراعة والثروة السمكية بأن تسعى مع الاتحاد الكويتي للمزارعين والبنك الصناعي لإيجاد الحلول المناسبة للمزارع الكويتي وحل كافة المشاكل التي يعاني منها المزارع وأهمها التحديد الدقيق للحيازات الزراعية منعا للمشاكل بين أصحاب المزارع وان تكون عادلة في ذلك.

والرسالة الثانية للاتحاد الكويتي للمزارعين بأن يترك الشخصانية ويتعامل ويتعاون مع المزارعين ويسعي لنقل مطالبه بشفافية إلى كافة المسؤولين في الجهات الحكومية المختصة حتى تجد لها الحلول المناسبة.

والرسالة الثالثة موجهة إلى البنك الصناعي وأدعوه إلى أن يفتح المجال أمام المزارعين الجدد لتحقيق احتياجاتهم وتسهيل إجراءات الدعم وذلك تحقيقاً لما يطالب به مجلس الوزراء بدعم المزارع الكويتي في تحقيق وتوفير الأمن الغذائي، وان يتم جدولة احتياجات جميع المزارعين بحيث توزع ميزانية الصندوق الزراعي بعدالة وفقاً لاحتياجات كل مزرعة.