«حزب الله» طالب الحكومة اللبنانية بـ «تنبيه عاجل» للسفير السعودي
عسيري: خطاب نصر الله يكشف أزمة نفسية
| بيروت - «الراي» |
1 يناير 1970
08:46 ص
اتخذت الحملة الأعنف التي شنّها الامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله على السعودية على خلفية عملية «عاصفة الحزم» منحى غير مسبوق مع رفْع السفير السعودي في بيروت علي عواض عسيري سقف ردّه لدرجة اعتباره ان كلام نصر الله «يعبّر عن أزمة نفسيّة» وخروج الحزب عن صمته معتبرا كلام عسيري «خروجاً عن الاصول الديبلوماسية» مطالباً من الحكومة اللبنانية توجيه «تنبيه عاجل له (لعسيري) لوضع حد لهذا التدخل في الشأن اللبناني».
فغداة اعتباره في تصريح له ان كلام نصر الله «عبّر عن ارتباك الجهات التي يمثلها وتضمّن الكثير من الافتراء والتجني والتحريف والتضليل»، أطلّ السفير السعودي عبر شاشة «ام تي في» اللبنانية (مساء اول من امس) لافتاً الى ان «لا تفسير لخطاب الأمين العام لحزب الله في شأن السعودية سوى انه يكشف أزمة نفسية»، مشيراً الى أن «ما يصدر عن بعض القيادات السياسية في لبنان ليس في مكانه والشأن اليمني ليس شأناً لبنانياً».
وفي ما خص اتهام نصر الله السعودية بتعطيل الانتخابات الرئاسية في لبنان ووضع وزير خارجيتها الامير سعود الفيصل «فيتو» على العماد ميشال عون، سأل عسيري: «من يمنع النواب من الوصول الى البرلمان لانتخاب رئيس؟ نحن نعلم من. فالبعض يحاولون تعليق فشلهم بملف الرئاسة بإيجاد شماعة لتعليق أخطائهم عليها».
واذ شدد عسيري على «اننا ضد اي تدخل خارجي في اليمن»، اكد «ان السعودية تدع الشرعية التي يريدها اليمنيون، وعلى ايران ان تبتعد عن اليمن، ونحن لا نحارب لا ايران ولا غيرها، بل نحارب توجهاتها بسبب ذهابها الى بلد بالقرب من السعودية من أجل دعم طائفة معينة، ما أدى الى ارباك الوضع في اليمن وايصال البلاد الى حافة حرب أهلية، وكل ذلك سببه الدعم الايراني العلني بالأسلحة والطيران للحوثيين».
ولم يتأخّر ردّ «حزب الله» اذ اعلن النائب حسن فضل الله في تصريح من مجلس النواب «انَّ تكرار السفير السعودي في لبنان تصريحاته التي يتعرض فيها للامين العام لحزب الله، تشكل خروجاً عن الاصول الديبلوماسية التي تحكم عمل السفراء، والتي تفرض عليهم عدم التدخل في شؤون لبنان، ومن هذه الاصول عدم التعليق على مواقف قياداته، أو تحديد ما يجب على نوابه القيام به عبر الادعاء أنَّ هناك من يمنعهم من النزول الى المجلس النيابي، كما فعل السفير السعودي الذي توهّم انه يستطيع التطاول على هامة وطنية وعربية واسلامية من حجم سماحة السيد نصرالله، أو يؤثِّر على خيارات اللبنانيين المستقلة عن الإرادة الخارجية، ومثل هذا السلوك غير المتوافق مع مهماته الديبلوماسية يستدعي تنبيهاً عاجلاً من الحكومة اللبنانية لوضع حد لهذا التدخل في الشأن اللبناني».
واضاف «إنَّ ما ادلى به السفير السعودي يعبِّر عن خيبته وإحباطه جراء فشل ديبلوماسية تعمية الحقائق من خلال الضخ المالي والاعلامي في مواجهة كلمة الحق والمنطق التي أعلنها سماحة السيد نصرالله حول دور وزارة الخارجية السعودية في تعطيل الملف الرئاسي في لبنان، وحول حقيقة العدوان على الشعب اليمني المظلوم، وما تضمنته من وقائع وبراهين لا يمكن أي منصف إلا أن يقر بصدقيتها، فلم يجد هذا السفير إلا إطلاق كلمات تعبّر عن طبيعة شخصيته ودوره البعيد كل البعد عن الصفة الديبلوماسية».