شهادات لناشطين سياسيين وقيادات عسكرية وإعلامية

الثورة السورية في عامها الخامس... «يتيمة»

1 يناير 1970 02:22 م
أربع سنوات على الثورة السورية والموت يحصد المزيد من الضحايا، والحرب الأهلية تدمر وتقتل ولا أفق لحلّ... البعض يرى أن النظام السوري صامد وأن أفق الحسم لمصلحة الثورة تراجع، وأن المنطقة على فوهة بركان، وأن هناك دولاً مهددة بالانهيار والتهاوي، والصراعات الطائفية تقوى، فيما الخوف على الأقليات بعد ظهور قوى متطرفة في سورية والعراق وغيرها دفع بالدول الكبرى إلى محاولة تعويم الرئيس بشار الأسد وإبقاء نظامه على قيد الحياة، إضافة إلى بعض الثغر والارتكابات التي شوّهت وجه الثورة وتسببت في تراجُع شعبيتها وتشويه صورتها إعلامياً.

«أسئلة» الثورة السورية تكبر يوماً يعد يوم لا سيما أن التدخل الإيراني أصبح مكشوفاً وأن المعارضة المتمثلة بالائتلاف الوطني السوري لا حول لها، فيما مجموعة أصدقاء سورية لها حساباتها ومصالحها، وتركيا تسعى إلى لعب دور المنقذ، ولا من تسوية تلوح في الأفق.

مع دخولها سنتها الخامسة، الثورة اليتيمة تستمر في المعاندة من أجل أن تحيا وتشقّ طريق التغيير في سورية.

ولكن الى متى سيستمرّ الصمود وهل تتأمن مقومات الانتصار قريباً؟... «الراي» أجرت مجموعة حوارات مع ناشطين سياسيين وقيادات عسكرية وإعلامية وضعت أمامهم أسئلة الثورة وكانت هذه الآراء:

أحمد كامل: الثورة دخلت مرحلة حرب التحرير الشعبية ضد «المحتل»



يؤكد الكاتب أحمد كامل المستشار الاعلامي لرئيس الائتلاف الوطني خالد خوجة، أن «الشعب السوري يسعى إلى تحقيق مطلب واحد هو الحرية ولن يتراجع عنه حتى ولو كان مطلوباً منه دفع ثمن غالٍ لهذه الحرية، أغلى مما دفعه أي شعب آخر تمتع بالحرية في قارات العالم الست».

ويرى كامل أن «هذا هو الاستنتاج الذي يلخص كل كلام يمكن أن يقال في ذكرى إتمام الثورة السورية عامها الرابع. الثمن الغالي هو 260 ألف شهيد، و10 ملايين من المهجرين والنازحين، ودمار لا مثيل له، وانهيار اقتصادي، وجوع وتعذيب حتى الموت. فهذا ما عاناه السوريون في أربع سنوات، أما ما عاناه النظام المتعود منذ 40 عاماً قبلها على أن يكون الاستبداد بلا ثمن، فبات فوق طاقته على التحمل، فهو خسر السيطرة على أكثر من 70 بالمئة من الأراضي السورية، وتراجع عدد أفراد جيشه من 300 ألف جندي إلى أقل من 100 ألف، وذلك بسبب ظاهرتيْ الانشقاق للالتحاق بالجيش السوري الحر، والفرار من الجيش ورفض الالتحاق به، إضافة إلى مقتل عشرات الآلاف ممن قرروا الدفاع عن الطاغية».

ويشير كامل الى انه «بات مألوفاً في البيئة المؤيدة للنظام إطلاق انتقادات حادة وشتائم بحق رأس النظام الذي يُنظر إليه على أنه شؤم لا يقدم لأنصاره إلا الجنازات والأكفان لخيرة شبابهم»، لافتاً الى ان هذا النظام «لم يعد يسيطر إلا على 28 بالمئة من الأراضي السورية، والسيطرة العسكرية لا تعني بأي شكل الولاء له أو الموافقة على بقائه، فمن ضمن هذه النسبة التي تصغر كل يوم، تقع أهم قلاع الثورة في سورية حلب. وهذه السيطرة المحدودة في المساحة، الخالية من أي معنى من معاني الحكم والشرعية، إنما تتم بمساعدة لا يمكن الاستغناء عنها من كتائب أصولية دموية متطرفة قادمة من لبنان والعراق واليمن وباكستان وأفغانستان تديرها قيادات إيرانية تصدر الأوامر وتصول وتجول في البلاد».

ويشدد على ان «تمسك الشعب السوري بمطلب الحرية، واستعداده لدفع الغالي والنفيس في سبيله، لم يكن يوماً يعني تفضيل خيار الثورة المسلحة، بل على العكس من ذلك تماماً، كانت التظاهرات السلمية هي الخيار الأول للسوريين للمطالبة بحقوقهم، وكان تعاملهم إيجابياً مع جميع المبادرات السياسية حتى تلك التي لا تملك أي فرصة للنجاح. آخر هذه المبادرات كانت جهود المبعوث الدولي ستيفان ديميستورا والتي قيل إنها ستبدأ بهدنة في حلب لتمتد إلى كل سورية، لكن النظام ظل يتحايل لتصغر بدل أن تمتد حتى باتت تشمل حييْن في مدينة حلب.

ويرى كامل ان«التعامل مع الوضع الخطير في سورية يحتاج إلى ما هو أكثر بكثير من مجرد القصف الجوي لمواقع (داعش) وعقد مؤتمرات الأصدقاء التي لا تسفر عن نتائج عملية».

ويقول«من دون التعامل المسؤول والجدي تتحوّل سورية إلى قاعدة صلبة ومتقدمة لأخطر أنواع الإرهاب وبؤرة عدم استقرار يهدد المنطقة والعالم. وإذا كانت تقع على عاتق الأشقاء والأصدقاء والمجتمع الدولي واجبات عليهم القيام بها، فإنه تقع على عاتق المعارضة السورية والائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، واجبات أكبر».

ويعتبر أن «الثورة السورية دخلت مرحلة حرب التحرير الشعبية ضد المحتل الإيراني، وبدأ النظام يتخلى عن رجاله بعدما تخلى عن الشعب والدولة والسيادة الوطنية. على هؤلاء العودة إلى الصف الوطني، والانحياز إلى شعبهم، فهذا النظام لم يعد قادراً على أن يقدم إليهم سوى خناجر الغدر والأكفان والجنازات»، معتبراً إن «هدف الثورة السورية هو بناء دولة ديموقراطية لكل أبناء الشعب السوري دون استثناء ودون تمييز ولا تمايز، وعلى الجميع الإسراع في إنهاء معاناة السوريين بأقل الخسائر، فما خسره شعبنا حتى الآن جسيم جداً، وبقاء النظام لا يعني سوى المزيد من إراقة الدماء والخراب والتمزق».

[ffa09c43-acdb-4c6e-890b-10d23a87334c]


رستم محمود: النظام مازال صامداً بسبب التساهل الدولي مع جرائمه الفظيعة



يعيد الكاتب رستم محمود السبب الرئيسي لصمود النظام السوري وتراجُع أفق الحسم لمصلحة الثورة الى «المزيج الرهيب من التواطؤ الدولي والدعم الإقليمي غير المتناهي من قبل إيران وقواها الإقليمية، مع قدر كبير من قدرة النظام على اللعب بالشؤون والتوازنات الطائفية».

وإذ يرى ان انفجار الصراعات الطائفية والخوف على الأقليات في المنطقة وظهور التطرف وقوى الإرهاب في سورية والعراق وغيرها «صارت دافعاً لدى بعض الدول لابقاء نظام الأسد على قيد الحياة، ولا علاقة لهذا بالوضع الداخلي او بوجود شعبية وشرعية لهذا النظام»، يرى ان «النظام لم يكن قادراً على الصمود لولا التساهل الدولي الرهيب مع جرائمه الفظيعة».

وفي تقديره انه «لا توجد معارضة بالمعنى الكلامي، ثمة الكثير من المعارضات السورية، والجدية منها فقط هي قوى الائتلاف السوري، ولذا فهي تتحمل قدراً كبيراً من المسؤولية، لأنها لم تكن على مستوى الحدث، ودخلت في شبكة علاقة زبائنية مع القوى الإقليمية، وغطت الصغائر الحيز الأكبر من شكل تفاعُل أعضائها ونشاطاتهم. أما بالنسبة للمعارضات التي تتجاوب مع الألاعيب الروسية، فهي معارضات هشة وغير حقيقية وتبحث وتعتاش على الفتات السياسي، وتبحث عن مكان ما بأي ثمن حتى لو كان على حساب دماء شعبها».

وعن رؤيته للدور التركي بالنسبة الى الثورة، وعما اذا كانت مواقف انقرة تساهم في إطالة المعركة وانها تحسب كإيران مصالحها الخاصة، يجيب: «لا تناقض بين أن تراعي تركيا تماماً مصالحها كدولة إقليمية مركزية، وبين أن تكون في الجانب الصحي من مسألة الشعب السوري. ما تخطىء تركيا به هو امران مركزيان، يتعلق الأول بفرض قوى سياسية معينة على المعارضة السورية - الإخوان المسلمين- والأمر الآخر يتعلق برهابها من المسألة الكردية في البلاد، وكلا الأمرين يوجِدان ارتباكاً في أوساط عمل المعارضة».

وعن التسوية المقبولة مع النظام، يؤكد الرفض التام لأي تسوية معه ويقول: «لا تسوية أبداً. ولا يقبل بأي تسوية كانت. لذا ثمة تسوية واحدة هي انهيار النظام السوري والتفاهم بين السوريين من جميع الحساسيات بما في ذلك الموالين للنظام نفسه».

وعن خوف الدول من الاسلاميين والمتطرفين مما يدفعها لعدم محاسبة النظام السوري، يؤكد انه «يظهر جلياً أن المعارض والمقاوم الأول للقوى الإسلامية المتطرفة هو الشعب السوري لا غيره».

[97624cc8-f591-4769-9463-c92c9e7a1463]


محمد علوش: الثورة لم تجد مَن ينصرها وبشار وإيران أساس بلاء سورية



بالنسبة الى رئيس المكتب السياسي في مجلس قيادة الثورة محمد علوش، فإن «الحل المطلوب في سورية يجب ان يكون جذرياً ونهائياً لأصل المشكلة كلها»، ويقول: «من المعروف أن أساس البلاء في سورية وفي المنطقة هو بشار الأسد ونظامه الطائفي المجرم الذي وجد حليفاً في المنطقة وهي إيران الراغبة في التوسع والهيمنة على كامل المنطقة، ولذلك كان تأخّر الحل حسب حجم المشكلة والأطراف الداخلة فيها.

ويوضح انه»عندما كنا نواجه النظام وحده، كانت الأمور متجهة نحو الحسم لمصلحة الثورة، وحلفاء النظام كانوا صادقين معه، بينما لم تجد الثورة مَن ينصرها ويقف معها بنفس وزن وقوف إيران مع الأسد، حتى بتنا منذ أكثر من سنة نقاتل إيران.

ويلفت الى ان «الثوار السوريين حذروا الدول الكبرى من انفجار الصراعات الطائفية وظهور التطرف وقوى الارهاب، لكن تخاذل المجتمع الدولي وشدة إجرام النظام كان منبتاً لوجود هذه القوى، علماً ان النظام يبقى الأشد طائفية وهو الأكثر تطرفاً وإرهاباً بدليل استخدامه المتكرر للكيماوي».

ويرفض علوش القول ان هناك شعبية للأسد: «الشعبية مزعومة، فنحن أعلم الناس بها وكيف تُصنع. ولماذا لا نجد مثل هذه الشعبية في ما تم تحريره من مناطق رغم عدم وجود أي سلطة تمنع من حرية الرأي؟ أما الأقليات فنحن كشعب هو مَن حافظ عليها وليس بشار ولا أبوه ولا حزب البعث.

ورداً على سؤال عن الثغر التي تسببت في تراجع الثورة، يجيب:«أكبر ثغرة في الثورة السورية هي الفرقة بين القوى العاملة، ودخول الأدْلجة في العمل الثوري. ومشكلة الائتلاف أنه يريد قيادة الثورة من فنادق تبعد عن الحدود أكثر من 120 كيلومتراً، ومن هنا فان لا تأثير له على الأرض. وعندما تم دعمه تعرض للفساد المالي الذي لم تغلق ملفاته إلى الآن رغم أن القيادة الجديدة تحاول الإصلاح ولكن... أما المعارضة التي تحت سيطرة النظام فهي صنيعة الأقبية الاستخباراتية فهم أناس من النظام يقومون بتنفيذ مهمة معارضة».

وعن تأثير الدور التركي، يؤكد«تركيا مشكورة وهي من الدول القليلة الصادقة التي ساعدت الشعب السوري في ثورته ووقفت إلى جانبه وتحملت كثيراً في سبيل ذلك وفتحت أبوابها للشعب واستقبلت مليوني لاجئ سوري».

وعن التسوية المقبولة في رأيه، يجيب:«نحن نعلم جيداً طبيعة هذا النظام. وعندما يصرّح أحد أبواقه على الملأ أنهم لو ملكوا السلاح النووي لضربوا المعارضة فإننا نعتقد أنه صادق في هذا الإعلان، وهناك كثير من المبادرات ومنها مبادرة دي ميستورا التي يريدونها أن تصل بالثوار إلى استسلام غير مشروط».

ونسأله: الدول تتفرّج وهناك خوف من الإسلاميين والمتطرّفين، هل هذا سبب كاف في رأيك لعدم محاسبة النظام السوري؟ فيرد: «لا ليس كافياً، هناك طرف ثالث وأساسي في سورية وهو الشعب السوري وفصائله التي حررت 60 بالمئة من الأراضي قبل وجود أي تنظيم متطرف. وقد تم إضعاف هذا الطرف للوصول إلى خيارين للشعب: إما بشار أو الإرهاب«.

ويختم علوش:»ما يجري في سورية ثورة حقيقية، ثورة شعب يريد الكرامة والحرية من الظلم الذي جثم على صدره 50 عاماً سُلب فيها كل أسباب الحياة الحرة الكريمة، وحين خرج مطالباً بإزالة الظلم والطائفية عن صدره قامت بمعاداته قوى الشرّ في العالم، لعلمها أن هذا الشعب فيما لو تحرر لديه من المؤهلات للتأثير على مجريات الأحداث في المنطقة كلها. وثمة دول كبرى تدرك مخاطر نجاح الثورة على مصالحها ولذلك هي تسعى بكل الوسائل لإجهاضها، بل أسست لها أداة لبست اسم الإسلام زوراً وبهتاناً لتسيء له ولمَن يعتقد به ولتضرب به أي شعب يفكر في حريته. لذلك ثورتنا يتيمة لأنها لا ترجو النصر من أحد إلا من الله عز وجل. والحل الأنجح في سورية واضح جداً ويكمن في أن يُمنح الشعب السوري الحق في أن يملك حريته ويختار مَن يحكمه، لا أن يُفرض عليه عبر أجهزة الأمن وأقبية الموت من يسلب كرامته«.

[4c4cefb9-b014-4b32-b234-fa27f7cf91c2]


«أبو جمال»: لا أُفق لوقف الحرب بوجود الأسد



يؤكد المهندس «أبو جمال»، قائد «لواء شهداء الاسلام» في داريا وغوطة دمشق، أنه «منذ اليوم الأول للثورة طالبنا الدول العربية والغربية وناشدنا جميع الأحرار في العالم مساعدتنا في التخلص من هذا النظام، ولكن كان هناك تجاهل كبير للثورة مما دفع النظام لارتكاب المجازر وقتل مئات الالاف من الشعب السوري واعتقال عشرات الآلاف وتشريد ما يزيد على 7 ملايين داخل سورية وفي دول الجوار، لنصبح اليوم امام تدخل علني من إيران و»حزب الله«بعدما انهارت قوات النظام ولم تعد تسيطر الا على أقل من 30 في المئة من الأراضي السورية.

ويؤكد»نحن اليوم ندرك تماماً انهيار النظام السوري اقتصادياً وسياسياً وإلى حد ما عسكرياً، ولكن تدخل إيران ومعها «حزب الله» اللبناني وإدارتهم للمعارك على الأرض وبقيادة مباشرة من جنرالات الحرس الثوري الإيراني هو ما يؤخر حسم المعركة لمصلحة الثورة، بالإضافة إلى الدعم الروسي اللا محدود للنظام السوري وتعطيل مجلس الأمن عن اتخاذ أي قرار موجه ضد عصابة هذا النظام«.

ويؤكد ان النظام»لم يكن في يوم من الأيام حامياً لأيّ أقلية، فالشعب السوري بجميع أطيافه ومكوّناته، بما فيه الطائفة العلوية نفسها، كان مضطهَداً من الأجهزة الأمنية ومخابرات النظام، وسجونه كانت مليئة بمعتقلي الرأي من جميع الطوائف«.

ويجد ان «أهمّ الثغر التي أثّرت بشكل سلبي على الثورة هي تدخل الدول في قرار الثوار من بوابة الدعم والتأثير على خياراتهم كل دولة بحسب مصالحها، فاذا بخلافات الدول العربية فيما بينها تنعكس على الثوار على الأرض، كما انعكست مصالح الدول الغربية وبلدان الجوار على أولويات الثوار ما شتّت قرارهم وحرَف طريقهم». ويضيف: «أما بالنسبة للمعارضة المتمثلة بالائتلاف الوطني السوري فهي كانت منفصلة عن الثوار في الداخل ولم تكن لتلامس همومهم فحدث شرخ كبير بين المعارضة التي تسكن الفنادق هي وعائلاتها وبين الثوار على الأرض والذين يعانون من القتل والجوع والحصار مع عوائلهم».

ويوضح ابو جمال انه حتى اليوم«لم نتلمس من مجموعة اصدقاء الشعب السوري أي دعم سياسي أو عسكري للثورة يمكّننا من قلب موازين المعركة وإلى اليوم لم نشعر بأن هناك من تبنى الثورة ومؤسساتها وساعدها بشكل جدي للتخلص من هذا النظام وبناء دولة سورية الحرة».

وعن الدور التركي، يقول:«لا يمكننا أن ننكر الدور الذي لعبته تركيا منذ اليوم الأول فهي فتحت حدودها أمام النازحين السوريين وسمحت لمؤسسات المعارضة والمعارضين السياسيين بالإقامة على أراضيها وعقد المؤتمرات بحريّة إلى حد ما وهي باعتقادنا جزء من معادلة الحل في سورية».

ويؤكد انه«لن نقبل إلا بحل يبعد الأسد وأركان حكمه ومَن قام بارتكاب المجازر بحق الشعب السوري وإحالتهم على المحاكم الجنائية الدولية وتشكيل حكومة انتقالية تعمل على تمثيل جميع السوريين وبناء دولة الحرية والعدالة».

ويشير الى ان«وجود المتطرفين مرتبط بوجود نظام الأسد، وجميع التقارير الصادرة عن مراكز الأبحاث والمنظمات الدولية تؤكد أن المتطرفين ارتكبوا المجازر بنسبة لا تُقارن مع المجازر التي ارتكبها النظام السوري الذي استجلب المتطرفين وشجع على قدومهم وأخرجهم من معتقلاته ليجعل منهم شماعة يعلّق عليها جرائمه ويغطي بها إجرامه بحق الشعب السوري».

ويرى ان«أقل ما يمكن وصف الثورة السورية به هو انها يتيمة، فالأيتام على مستوى العالم وفي مختلف الديانات والعقائد هناك جمعيات ومؤسسات تقوم برعايتهم وتعليمهم وتخفيف أثر فقدان ذويهم وتعويضهم عنهم بالحد الأدنى، أما الثورة السورية فهي اليوم بالكاد تجد مَن يساندها وباتت محارَبة، والغالبية يحمّلونها وزر ما آلت إليه الأمور فقط لأن الشعب السوري طالب بحريته وخلاصه من استبداد وظلم النظام السوري».

ويعتبر إن»اي حل لا يتضمن خروج بشار الأسد لا يمكن قبوله أبداً، وعندما يخرج بشار الأسد يمكن للسوريين أن يتحاوروا ليصلوا إلى نقاط اتفاق تمكّنهم من تشكيل حكومة تمثل الجميع وتبدأ بإصلاح ما هدمه نظام الأسد وأبيه من قبله وتعيد للسوريين كرامتهم وحقوقهم.

سيف الحمدان: الشعب السوري يتعرّض لأكبر إبادة في العصر الحديث



في رأي مدير وكالة «سوريا برس» للأنباء سيف الحمدان ان «سورية الأسد انتهت بل باتت سورية المحتلة للكيان الإيراني، سورية الطائفية وحروب الاستنزاف بين السنة والشيعة»، معتبراً «أن جرائم نظام الأسد الذي أصبح أداة بيد إيران كفيلة بإسقاط أكبر نظام في العالم، ولكن المجتمع الدولي ادعى الإنسانية ولم يقدم شيئاً في إطار إنسانيته لحماية الشعب السوري من أكبر إبادة في العصر الحديث... إنها جريمة العصر».

ويؤكد ان «صمود النظام هو نتيجة صمود»حزب الله«و»الحرس الثوري الإيراني«والميليشيات الطائفية وليس صمود كتائب الأسد، فالأسد استقدم ميليشيات يُقدر تعدادها بعشرات الآلاف واستخدام الطيران ضد الشعب وحتى الاسحلة المحرمة دولياً كالكيماوي والغازات السامة وصواريخ السكود برؤوس متفجرة، ولولا ذلك لكان النظام سقط العام 2012، كما ان مجموعة إصدقاء سورية لم تقدم الدعم اللازم والكثيف من السلاح المضاد للطيران ومضادات الدروع، دون اغفال إن عدم وحدة الجيش الحر بشكل تنظيمي شكّلت أيضاً أحد اسباب تراجع الثورة».

ويلفت الى ان «المعارضة السورية تتحمل التشتت الحاصل، لكن اصدقاء سورية لم يعطوها دورها الصحيح ولم يكن بيد المعارضة شيئاً يمكن العمل عليه، والدعم كان خفيفاً، والائتلاف السوري ارتكب أخطاء وبات يعمل وفق مصالح الدول التي تموّله ولم يعد ممثلاً شرعياً للشعب بل أصبح أداة في يد الدول، السيد خالد الخوجة يسعى لإنقاذ الائتلاف ونتمنى له حظاً موافقاً بما يخدم الشعب السوري دون مصالح دول».

ويرى «ان الائتلاف حمل المسؤولية لمجموعة اصدقاء سورية، وهو محق في ذلك،

لان هذه المجموعة لم تعترف قانونياً بالائتلاف الذي كان بإمكانه حلّ مجموعة مشاكل واجهت النازحين وبينها«جوازت السفر».

ويؤكد ان«تركيا قدمت للثورة اكثر من أي دولة أخرى في مجالات التعليم والاغاثة والدعم العسكري والمعنوي وفتحت أبوابها امام اللاجئين وقدمت لهم تسهيلات أكثر من أي بلد آخر، وهي تريد مساعدة الثوار وتقديم الدعم ولكن ضغوط الدول الغربية والولايات المتحدة ما تزال تحول دون تقديم ذلك».

ويشدد على«ان التسوية المقبولة هي رحيل الأسد وأركان نظامه ومحاسبتهم مع بقاء مؤسسات الدولة»، لافتاً الى»ان الحل السياسي يجب ان يضمن رحيل الاسد وفق مبادئ مؤتمر جنيف «1».

ويشير الى ان «الدول تتفرج على سيل دماء السوريين وتدّعي الانسانية فيما الانسانية بريئة منهم، اما خطر الإسلاميين المتطرفين فثوار سورية هم اول مَن واجههم وقالوا مراراً: نحن مستعدون لمقاتلة المتطرفين ونظام الأسد، فقط وفِّروا لنا السلاح والغطاء الجوي» لكنهم رفضوا تأمين ذلك لهم.