مبارك مزيد المعوشرجي / ولي رأي
سيرة المجد
| مبارك مزيد المعوشرجي |
1 يناير 1970
06:41 م
لم تكن عاصفة الحزم التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله ورعاه، هي الفزعة الأولى من الملوك السعوديين لأشقائهم العرب، ولكنها تميزت بمفاجأة العدو وسرعة تجاوب دول عربية وإسلامية معها، لنصرة شعب اليمن وشرعيته معها، فقد سبقت هذه الفزعة فزعات أربعة من ملوك آل سعود الكرام رحمهم الله جميعاً.
الأولى كانت لنا ككويتيين من الملك سعود بن عبد العزيز رحمه الله عام 1961 عندما أرسل قواته بعد أن هدد عبد الكريم قاسم بضم الكويت للعراق، وكانت أولى طلائع الجيوش العربية التي بددت حلمه المجنون.
أما الثانية فكانت من الملك الشهيد فيصل بن عبد العزيز، أسكنه الله أعالي الجنان، عندما دعم اقتصاد مصر استعداداً لمعركة العبور، وأدخل النفط كسلاح في حرب العاشر من رمضان التي حررت سيناء كاملة من العدو الصهيوني.
أما الثالثة فكانت من الملك فهد بن عبد العزيز، طيب الله ثراه، عندما فزع للكويت مرة ثانية بعدما غزانا جيش صدام الغادر، وفتح أراضيه لنا، وأرسل جيشه وجيوش 33 دولة لتحرير الكويت انطلاقاً من أراضي المملكة.
أما الرابعة فقد كانت عام 2011 عندما أرسل الملك عبد الله بن عبد العزيز أسكنه الله فسيح جناته، قواته تحت علم درع الجزيرة لنشر الأمن وحفظ النظام في مملكة البحرين، عندما أطلت الفتنة برأسها هناك، وحاولت إسقاط نظام الحكم الشرعي فيها.
وعلى كل هذه الجمائل لم نسمع من أي قائد سعودي تفضلاً أو منة على أحد من أبناء العروبة، لذلك عندما نادى أبو فهد، حفظه الله ورعاه ونصره وسدد خطاه، أجابته على الفور دول عربية وخليجية وإسلامية، فمن زرع المكارم حصد الوفاء.
لذا لا تزال ذكرى هؤلاء الملوك في قلوب الناس، وأما المرجفون والمترددون عن نصرة إخوانهم فلا مكان لهم في صفحات التاريخ، وطوي ذكرهم عندما أغلقت قبورهم.
ولعل في خطاب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد في مؤتمر القمة الأخير بمصر خارطة طريق لحل مشاكل الدول العربية التي أصيبت بربيع الخراب.