تزامناً مع «يوم المسرح العالمي»
أكاديمية الشباب للفنون احتفت بتخريج الدفعة السابعة من متدربيها
| كتب فيصل التركي |
1 يناير 1970
10:10 ص
احتفالاً بيومه العالمي، وبحضور نخبة من المسرحيين وعشاق المسرح، شهد مسرح متحف الكويت الوطني مساء أول من أمس الأحد، حفل تخريج الدفعة السابعة من طلبة «أكاديمية الشباب للفنون»، التابعة لإدارة المكتب الفني لقطاع الهيئة العامة للشباب والرياضة.
حضر حفل تخريج الدفعة حشد من أولياء أمور الطلبة المتدربين، وعدد من الأساتذة والأكاديميين، وتقدم الحضور راعي الحفل نائب الأمين العام لشؤون الشباب الدكتور حمود فليطح الشمري، ومدير إدارة المكتب الفني لقطاع الشباب رئيس أكاديمية الشباب للفنون المخرج عبد الله عبد الرسول، إضافة إلى الفنان القدير محمد جابر، وثلة من المسرحيين وعشاق المسرح.
استهلت عريفة الحفل الإعلامية إسراء جوهر الكلام مرحبة بالحضور، ومثمنة المشروع الشبابي الرائد الذي أمضى به طلبة الأكاديمية أربعة شهور، درسوا وتدربوا خلالها على المجالات الفنية المختلفة، ومشيدة بسعي الهيئة العامة للشباب والرياضة، من خلال إنشائها لهذه الأكاديمية إلى صقل مواهب الشباب، ورعايتهم في شتى المجالات الفنية وفق أسس ومناهج أكاديمية.
وقالت: «جرياً على العادة السنوية للهيئة العالمية للمسرح، التي بدأت الاحتفال باليوم العالمي للمسرح العام 1962، وبات من التقاليد المسرحية أن يكلف في كل عام مسرحي مميز لكتابة رسالة اليوم العالمي، الذي يصادف السابع والعشرين من مارس من كل عام، وعادة ما تلقى في مقر منظمة اليونسكو في باريس، وتتم ترجمتها إلى أكثر من عشرين لغة مختلفة، وتتم قراءتها في آلاف القاعات المسرحية، ومن أبرز من كتبوا هذه الرسالة في السابق، المسرحي الكبير بيتر بروك، والكاتب والروائي المسرحي آرثر ميلر، فضلاً عن المسرحي السوري سعد الله ونوس، وحاكم الشارقة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، فيما اختير المخرج البولندي كريستوفر ورليكوفسكي لكتابة الرسالة لهذا العام»، داعية عضو مسرح الشباب الحاصل على جائزة الدولة التشجيعية في مجال التمثيل التلفزيوني للعام 2014 الفنان عبد الله التركماني إلى قراءة الرسالة.
وقام التركماني بقراءة رسالة اليوم العالمي للمسرح، وجاء فيها: «إن العثور على الأساتذة الحقيقيين لفن المسرح أمر سهل للغاية، بشرط أن نبحث عنهم بعيداً عن خشبته، فهم غير معنيين بالمسرح كآلة لاستنساخ التقاليد أو إعادة إنتاج القوالب أو الصيغ الجامدة المبتذلة، بل يبحثون عن منابعه النابضة وتياراته الحية التي غالباً ما تتجاوز قاعات التمثيل، وحشود البشر المنكبين على استنساخ واحدة أو أخرى من صور العالم».
وقال المخرج البولندى كريستوف ورليكوفسكي في رسالته: «نحن نستنسخ صوراً للعالم، بدلاً من إبداع عوالم ترتكز على الجدل مع المتفرجين أو تستند إليه، كما تركز على الانفعالات التي تموج تحت السطح، والحق أنه لا شيء يضاهي المسرح في قدرته على الكشف عن العواطف الخفية».
وأضاف: «كثيراً ما ألجأ إلى النثر عله يرشدني إلى الحقيقة، ففي كل يوم أجدني أفكر في هؤلاء الكتاب، الذين تنبأوا على استحياء منذ ما يقرب من مئة عام باضمحلال الآلهة الأوروبية، وبذلك الأفول الذي غيب حضارتنا في ظلام لم نبدده بعد، وأنا أعني كتابا مثل فرانز كافكا وتوماس مان ومارسل بروست، ويمكنني اليوم أن أضيف إلى قائمة هؤلاء المتنبئين جون ماكسويل كوتزى».
وأردف قائلاً: «لقد أدركوا جميعا بفطرتهم السليمة أن نهاية العالم مقبلة لا محالة، ولا أقصد هنا نهاية كوكب الأرض، بل نهاية النموذج السائد في العلاقات بين البشر، ونهاية النظام الاجتماعي والانتفاضات الثورية ضده، وما أدركوه بحسهم المشترك هو ما نعانيه الآن بصورة شديدة الحدة، فنحن من عاصرنا نهاية العالم وما زلنا على قيد الحياة، نحيا وجها لوجه مع الجرائم والصراعات التي تندلع يوميا في أماكن جديدة، بأسرع مما يمكن أن تنقله لنا وسائل الإعلام المنتشرة في كل مكان، ثم لا تلبث هذه الحرائق أن تغدو مملة وتختفي من الأخبار إلى غير عودة. نحن نشعر بالعجز والرعب والحصار».
ومضى: «لم نعد قادرين على تشييد الأبراج، والجدران التي نثابر على تشييدها بعناد، ولم تعد قادرة على حمايتنا من أي شيء، بل إنها على العكس تطلب منا الحماية والرعاية، مما يستهلك جزءا هائلا من طاقتنا الحياتية. لم تعد لدينا القوة على محاولة استراق النظر إلى ما يجري خلف البوابات، وخلف الأسوار. ولهذا السبب تحديدا يجب أن يوجد المسرح وأن يستمد قوته من مغالبته، أي من استراق النظر داخل كل المناطق المحرمة».
واختتم المخرج البولندي رسالته قائلاً: «إن المسرح القائم على الحقيقة والذي يجد غايته فيما يستعصي على الشرح والتفسير، هو ما يصبو إليه ويتمناه لكل العاملين بالمسرح، سواء كانوا على خشبته أو بين جمهوره».
بعد ذلك، قدم الطلبة المتدربون عرضاً مسرحياً بعنوان «الانستفهام»، تأليف فاطمة العامر، فيما تولى مهمة الإخراج عبد العزيز صفر.
وتناول العرض مواقع التواصل الاجتماعي، ولاسيما «إنستغرام»، الذي أصبح ساحة مفتوحة للسب والقذف والتشهير بين المُتابعين والمتتبعين، حتى بلغ الأمر مبلغه، بعدما تخطى الكثيرون الخطوط الحمر، من خلال الفضائح التي يتم نشرها على صفحاته باستمرار.
وانتقدت المسرحية التي دارت أحداثها في قالب كوميدي ساخر، تصرفات البعض في «الانستغرام»، ممن يلهثون وراء كل «هاشتاغ» سخيف أو «منشن» تافه، خصوصاً إذا كان صاحبه من الجنس اللطيف.
وبالرغم من مدة العرض المقتضبة، إلا ان خريجي الدفعة السابعة أثبتوا بما لا يدع مجالاً للشك، أنهم استفادوا الكثير من الدراسة في أكاديمية الشباب للفنون، إذ تجلى الأداء المبهر على خشبة المسرح، حيث بدا الجميع واثقاً وموفقاً، بدءاً من التعبير عن طريق الجسد، ومروراً بالانفعالات الحركية والانتقال من الفرح إلى الحزن، وصولاً إلى التعبير عبر الملامح والشفاه. كما تألق المتدربون في طريقة التحكم بأصواتهم عبر نغمات متوازنة، تشبه السلم الموسيقي لناحية الصعود والهبوط، ما أدى إلى سلامة مخارج الحروف.
وفي نهاية الحفل، قام نائب الأمين العام لشؤون الشباب الدكتور حمود فليطح الشمري، ومدير إدارة المكتب الفني لقطاع الشباب رئيس أكاديمية الشباب للفنون المخرج عبدالله عبد الرسول، بتوزيع الدروع التذكارية على أساتذة الأكاديمية، تقديراً لجهودهم في اكتشاف المواهب الوطنية، ودفع عجلة الإبداع الكويتي، فيما تم توزيع شهادات التخرج على الطلبة المتدربين، فضلاً عن تقديم جوائز نقدية للفائزين بالمراكز الثلاثة الأولى، وهم المتدرب سعود الهندال الذي فاز بجائزة مالية قدرها 300 دينار، والمتدرب خالد محمد في المركز الثاني ونال مبلغ 200 دينار، فيما فاز بالمركز الثالث رائد البلوشي وحصل على 100 دينار.