«الراي» جالت في محطة الصبّية وتفقدت أعمال صيانتها واستعدادها لتزويد الشبكة بـ5500 ميغاواط إضافية وقت الذروة

15.6 ألف ميغاواط لـ... صيف كويتي آمن

1 يناير 1970 12:36 م
محيي الدين نجم: - مع اطمئناننا لوجود فائض كهربائي فإن حالة الاستنفار في الصيف حاضرة فلا ضمان للظروف

- عندما انقطعت الكهرباء نجحنا في وقت قياسي بتشغيل وحداتنا وإرجاع التيار

- جاهزون لتحديات الصيف ولدينا 2600 ميغاواط فائض كهرباء

- نطالب بإنصاف عاملي المحطات أسوة بزملائهم في القطاع النفطي

- يحز في أنفسنا رؤية الكفاءات تتسرب إلى «البترول»
مع اقتراب الصيف وارتفاع درجات الحرارة، يعود الحديث والهواجس عن الكهرباء ومخاوف انقطاعها، فيما العيون تجحظ نحو مؤشر الأحمال الذي يتجاوز اللون البرتقالي ويكاد يلامس الأحمر، الأمر الذي يعيد للأذهان أسطوانة «القطع المبرمج» تخفيفا لتلك الأحمال.

ولكن هذا الصيف يبدو الأمر مختلفا، كما رصدته «الراي» التي زارت إحدى أهم محطات توليد الكهرباء في الكويت واطمأنت لقدرتها على تلبية الاحتياجات، في ظل الحديث عن إنتاج سيصل قبل الصيف المقبل 15600 ميغاواط، ما يجعل صيف الكويت آمنا.

إنها محطة الصبّية، عروس محطات القوى الكهربائية التي تختال وتزهو دوما بشبابها، بعد عمليات التجميل التي أجرتها على جسدها اليافع، لتكون دليلا على الرغبة في استمرار شبابها. فالمحطة التي تبعد عن أقرب نقطة مأهولة سكانيا وهي محافظة الجهراء بـ 70 كيلو مترا، ما أن يزورها أي زائر حتى يسمع هدير الجرافات بسبب المشاريع الجديدة التي تنفذ فيها لرفع إنتاجها الكهربائي والمائي.

قصدنا المحطة التي تنتج 5500 ميغاواط، أي ما يقرب من 30 في المئة من إجمالي إنتاج الشبكة الكهربائية، للتعرف من مديرها المهندس محيي الدين نجم على مدى جهوزية وحداتها لمواجهة الصيف المقبل، وما تم إنجازه من عمليات صيانة، وللوقوف على المشاريع الجديدة التي تنفذ فيها والأخرى المزمع إنشاؤها مستقبلا.

نجم أكد على جهوزية محطة الصبية وجميع محطات القوى لمواجهة تحديات الصيف المقبل، مشيرا إلى ان الوزارة سيكون لديها تقريبا 2600 ميغاواط فائض من الكهرباء، متمنيا على إدارة الصحة المهنية وديوان الخدمة المدنية إعادة النظر في موضوع إقرار بدلي الخطر والتلوث ليشمل جميع العاملين في قطاع محطات القوى الكهربائية وتقطير المياه.

يقول نجم «قبل أيام قليلة تم ايقاف آخر وحدة بخارية رقم 3 لإخضاعها لأعمال الصيانة، حيث تم حتى الآن صيانة سبع وحدات بخارية من أصل ثمانية، بمعنى ان جميع الوحدات البخارية التي تنتج 2400 ستكون جاهزة قريبا جدا، أما بالنسبة للمقطرات المائية، فقد نجحنا ولله الحمد في صيانة جميع المقطرات باستثناء المقطرة الأخيرة التي تم بالفعل قبل أيام إخراجها لإخضاعها لعملية صيانة».

ويضيف «بالنسبة للصبية الغربية (الدورة المشتركة) التي تتكون من 6 تربينات غازية و3 بخارية بمجموع انتاجي 2000 ميغاواط تسير فيها أعمال الصيانة وفق الجدول الزمني المعد لهذا الغرض».

ويستطرد «أخيرا اكتملت جميع أجزاء الوحدة رقم 20 التي تعرضت في يناير 2014 إلى حريق، حيث تم الانتهاء الأسبوع الفائت من تركيب مولدها الجديد، ونتوقع أن يتم تشغيلها تجاريا أول يونيو ». ويشير إلى ان الوزارة نجحت في تشغيل مشروع الصبية المرحلة الأولى الذي ينتج 500 ميغاواط بشكل تجريبي، كما نجحت في الوقت نفسه في تشغيل مشروع محطة الزور الجنوبية الذي ينتج أيضا 500 ميغاواط، وبهذا تكون الوزارة ضمنت إضافة 1000 ميغاواط لشبكتها قبل الصيف المقبل، ومتوقع ان يتم تشغيل المشروعين تشغيلا تجاريا في مطلع ابريل المقبل.

وعن المشاريع الجديدة، يقول إن الوزارة أخذت الموافقات على طرح مشروع جديد بقدرة 500 ميغاواط، وهو موجود حاليا في لجنة المناقصات، عدا مشروع الـ500 المرحلة الثانية الذي تم فيه تسلم العروض وإرسالها إلى لجنة المناقصات لترسيتها قريبا، كما متوقع ان تطرح الوزارة قريبا مشروع المرحلة الثالثة لإنتاج 500 إضافية ليصل إنتاج المشاريع الثلاثة إلى 1500 ميغاواط، كذلك طرحت الوزارة أيضا مشروعا لإنتاج 250 ميغاواط من خلال نظام الدورة المشتركة التي سيتم إنجازها على مشروع الصبية المرحلة الأولى.

ويستطرد نجم بالحديث قائلا «عندما وقع حادث انقطاع الكهرباء الأخير الذي طال تقريبا ثلث مناطق الكويت حُبست أنفاسنا، ولكن ولله الحمد لله نجحنا في وقت قياسي من تشغيل وحداتنا التي خرجت أتوماتيكيا عن الخدمة بشكل تدريجي وإرجاع التيار إلى المناطق المتضررة أيضا بشكل تدريجي».

ويوضح «عندما حصل خلل في المغذيات الموجودة على شبكة الـ 400 كيلوفولت عملت أجهزة الحماية الموجودة على وحدات المحطة إلى إيقافها أتوماتيكيا نتيجة توقف المغذيات، وإلا كيف سيتم نقل انتاج الوحدات إلى الشبكة في ظل تعطل المغذيات».

ويضيف «الشيء الذي أود توضيحه أن كل هذه المشاكل حدثت في وقت لحظي، بمعنى أنه بمجرد تعطل المغذيات خرجت على الفور بعض وحدات المحطة، ولكن ومع رجوع أول مغذي بدأنا تشغيل وحداتنا بشكل تدريجي، حيث نجحنا خلال وقت سريع في تشغيل وحدات الصبية الغربية وتم تصدير 700 ميغاواط إلى الشبكة مقارنة بعملية تشغيل الوحدات البخارية، لأن العاملين في هذا الحقل يعلمون أن تشغيل الوحدات البخارية يستغرق بعض الوقت وفي النهاية وتحديدا في الساعة الحادية عشرة مساء نجحنا في تشغيل أول وحدة بخارية».

إدارة الأزمة

ويؤكد مدير المحطة محيي الدين نجم ان جهود قياديي الوزارة كانت واضحة جدا في عملية إدارة الأزمة، «فالوكيل المساعد لقطاع تشغيل وصيانة المحطات فؤاد العون وصل إلينا بسرعة البرق وتواجد معنا حتى انتهاء مرحلة الخطر، وفي المقابل كان وزير الكهرباء والماء وزير الأشغال العامة آنذاك عبدالعزيز الإبراهيم، ووكيل الوزارة آنذاك الوزير الحالي المهندس أحمد الجسار وعدد من الوكلاء المساعدين متواجدين في مركز المراقبة والتحكم الرئيس يتابعون معنا أولا بأول وخطوة بخطوة عملية إعادة التشغيل».

وفي حديثه عن وضع العمالة الوطنية في المحطة قال نجم «يفترض ان تكون محطات القوى مكانا جاذبا وليس طاردا للأيدي الكويتية، وهنا أؤكد ان الاهتمام بالشباب سيجعلهم يضاعفون من إنتاجهم في العمل، فإقرار البدلات من شأنه ان يريح هؤلاء العاملين نفسيا وبالتالي سينعكس هذا الأمر إيجابيا على الإنتاجية بشكل عام وستكون الكويت هي المستفيد الأول، لذا نتمنى على المعنيين ان يراعوا موظفي المحطات في معاشاتهم وان يقاربوها إلى معاشات موظفي قطاع البترول حتى يتم تحقيق العدالة الاجتماعية، خصوصا وان الأخطار الموجودة في قطاع المحطات تفوق الأخطار الموجودة في شركات البترول».

وأضاف «المشكلة الكبرى التي نواجهها في قطاع المحطات الكبرى هي مشكلة تسرب الكفاءات الوطنية من قطاع محطات الكهرباء إلى قطاعات البترول نتيجة للمزايا التي يمنحها الأخير مقارنة بمعاشات وزارة الكهرباء. الكل متفق على ان العمل في النهاية في أي موقع فيه خدمة للكويت وهو همنا الأول، ولكن الشيء الذي يحز في أنفسنا نحن العاملين في قطاع محطات القوى الكهربائية هو عندما نرى الكفاءات التي تم تأهيلها وتدريبها وتنمية مهاراتها بشكل جيد في محطات القوى الكهربائية نجدها تتسرب إلى قطاع البترول، فالقطاع خسر كثيرا ،مهارات تعب جدا في تنميتها وتدريبها، حيث خسر في الفترة الأخيرة ما يقرب من 70 مهندسا من خيرة العاملين في القطاع، وهنا لا نريد ان نقارن بين أهمية النفط والكهرباء والماء بالنسبة للكويت فكلاهما مهم جدا، ولكن الماء والكهرباء أصبحا الاستغناء عنهما شيء لا يمكن تخيله» ويستطرد «لنا في الانقطاع الأخير الذي طال بعض المناطق خير مثال على ذلك، فرغم ان الانقطاع حدث في الشتاء لم تتحمل الناس فما بالنا لو حدث انقطاع في الصيف سواء بالنسبة للماء أو الكهرباء».

ويتابع «نتمنى على أولادنا ان يصبروا على نيل مطالبهم، خصوصا وان الوزارة تعمل على تكييف هذه المطالب مع تعليمات وقرارات ديوان الخدمة المدنية لإقرارها حتى تحافظ على أبنائها، هؤلاء الشباب أهم من المعدات نفسها لأنهم هم الذي يقومون بتشغيل المعدات لإنتاج الكهرباء والماء». وتوقع نجم ألا يتخطى أقصى حجم استهلاك للكهرباء في الصيف المقبل 13 ألف ميغاواط، وقال «لله الحمد ان انتاجنا سيصل قبل الصيف المقبل 15600 ميغاواط، أي سيكون لدينا فائض 2600 ميغاواط، ومع هذا نتمنى على جميع المستهلكين الاستمرار في تجاوبهم مع وزارة الكهرباء والماء بخصوص حسن استغلال نعمتي الماء والكهرباء». ويضيف «رغم وجود فائض في الكهرباء والماء ورغم ان الوضع مطمئن، إلا ان حالة الاستنفار خلال أشهر الصيف ستكون حاضرة، لأننا في النهاية لا نضمن الظروف، لذلك سنكون في حالة استنفار.

فزعة وطنية



يقول مدير محطة الصبية محيي الدين نجم إنه «بمجرد أن خرجت بعض وحدات محطتنا نتيجة الخلل الذي أصاب مغذيات الخطوط الهوائية والتي ترتب عليها انقطاع الكهرباء كما ذكرت عن ثلث مناطق الكويت، تشكلت في لمح البصر خلية عمل لإعادة تشغيل المحطة، فالشباب الموجودون في دوامهم بذلوا جهودا مضنية في عملية إعادة التشغيل». ويضيف «فوجئنا كذلك بأن بعض الشباب المنتهية دواماتهم عادوا إلى المحطة فور وقوع الخلل دون أن يتم الاتصال بهم، وهذه الفزعة الوطنية يجب أن تحسب لجميع الشباب الذين اشتركوا في عملية إعادة تشغيل الوحدات، ويكفي أن هؤلاء المهندسين الذي رجعوا إلى عملهم تركوا أهاليهم وأثاروا مصلحة العمل والوطن».

بدلات لجميع عاملي المحطات



تمنى نجم أن تعيد إدارة الصحة المهنية وديوان الخدمة المدنية النظر في موضوع إقرار بدلي الخطر والتلوث ليشمل جميع العاملين داخل قطاع محطات تشغيل وصيانة محطات القوى الكهربائية وتقطير المياه. ويقول «نتمنى على هاتين الجهتين أن تتفهما طبيعة عمل هؤلاء العاملين والظروف التي يعملون فيها، ومتى ما تفهمتا طبيعة عمل هؤلاء العاملين بالتأكيد سيتم إنصافهم ومساواتهم بزملائهم الذين أقرت لهم بدلي الخطر والتلوث، خصوصا وأن الكل يعمل في موقع واحد، وكما نتمنى أن يتم إقرار بدل الأعمال الشاقة وبدل الطعام لهؤلاء العاملين في المحطات حتى تكتمل الفرحة».

إشاعات انقطاع الكهرباء مغرضة وتمس الأمن الوطني !



لفت محيي الدين نجم إلى إشاعة «ليست طريفة» انتشرت عقب حادث انقطاع الكهرباء تمس بالامن الوطني للكويت، مفادها أن انقطاع الكهرباء كان بفعل فاعل.

وأشار إلى «أنني أعتبر أن من شأن مثل هذه الإشاعات أن تؤثر على الوضع العام في الكويت، وهذا أمر ليس جيدا، لذا أتمنى عدم الوقوع في فخ ترويج مثل هذه الإشاعات المغرضة التي تستهدف زعزعة أمن الوطن، الذي يعلو على أي شيء».