غضب في بريطانيا من عرض شريط «Relatos salvajes»

هل تقمّص بطل كارثة الطائرة الألمانية قصة فيلم أرجنتيني ؟

1 يناير 1970 06:57 ص
في جديد التطورات التي أعقبت كارثة تحطم طائرة شركة «جيرمانوينغز» الألمانية التي وقعت قبل أيام في منطقة الألب بجنوب فرنسا، ثارت موجة من التساؤلات الاحتجاجية الغاضبة في بريطانيا بعد أن بدأت دور عرض سينمائية بريطانية أخيرا في عرض فيلم «Relatos salvajes» (حكايات جامحة) الأرجنتيني الذي كان مرشحا للفوز بإحدى جوائز الأوسكار في النسخة الماضية من حفل توزيع جوائز الأكاديمية الأميركية لفنون وعلوم الصور المتحركة.

ويرجع السبب في تلك الموجة الغاضبة إلى أن إحدى قصص ذلك الفيلم تحمل تشابهاً يصل إلى درجة التطابق مع الوقائع التي أدت إلى تحطم طائرة «جيرمانوينغز»، وهو ما يرى المحتجون أنه يعني أن مساعد الطيار الذي قام بتنفيذ عملية إسقاط الطائرة عمدا ربما الى استلهام الفكرة من ذلك الفيلم تحديدا، وأنه كان ينبغي إلغاء عرض الفيلم مراعاة لمشاعر أهالي ضحايا الكارثة الجوية التي حصدت أرواح 150 شخصاً على الأقل.

ويتألف فيلم «Relatos salvajes» من سلسلة من قصص منفصلة يجمع بينها خيط درامي مشترك يعتمد على العنف والانتقام، حيث يبدأ الفيلم بقصة تدور وقائعها على متن طائرة وتتصاعد أحداث القصة إلى أن يقتحم أحد الركاب مقصورة القيادة ويغلقها على نفسه مستغلا فرصة وجود طاقم القيادة خارجها ثم يبدأ في إسقاطها عمدا وسط محاولات فاشلة من جانب الطيار لاقتحام المقصورة.

وكان لافتا أن الطريقة التي اتبعها منفذ عملية إسقاط طائرة «جيرمانوينغز» واسقاطها عمدا كانت متشابهة إلى درجة التطابق مع الطريقة التي صورها الفيلم الأرجنتيني إذ إن مساعد الطيار أغلق مقصورة القيادة على نفسه ثم قام بإسقاطها بعد أن فشل بقية أفراد طاقم الطائرة في اقتحام المقصورة، وهو الأمر الذي يشير إلى أنه من المرجح جدا أن منفذ تلك الكارثة شاهد ذلك الفيلم تحديدا واستمد الفكرة منه.

وفي مفارقة طريفة فإن الفيلم الأرجنتيني يصنف في فئة أفلام الكوميديا السوداء، لكنه أخذ بعدا جديدا في أعقاب الكارثة الجوية المروعة التي حصلت قبل بضعة أيام.

وبدأ عرض الفيلم في بريطانيا وسط تعالي أصوات غاضبة طالبت بتأجيل أو حتى إلغاء عرضه كنوع من إبداء الاحترام لضحايا الكارثة وذويهم.

لكن على الرغم من تزايد الأصوات الغاضبة المحتجة على عرض الفيلم، فإن شركة «أرتفيشال آي» التي تتولى توزيعه في داخل بريطانيا أعلنت في بيان لها أنها ستمضي قدما في عرضه في عدد من دور السينما المختارة في أرجاء المملكة المتحدة.