مؤتمر المانحين يعقد الثلاثاء وسط تطلّعات بسخاء الدولة لتغطية الاحتياجات الإنسانية المتزايدة للشعب السوري
«الكويت - 3»... آمال تكبر في ظل مأساة متفاقمة
1 يناير 1970
09:04 ص
• أحمد الهارون: الاستضافة تأتي من منطلق الأخوّة مع الأشقاء الذين يعانون
• مصطفى الشمالي: واثق من نجاح المؤتمر نظراً لجهود الكويت ودورها المشهود في الشأن الإنساني
• هاني حسين: لتقديم المساعدات بما ينسجم مع أولويات الوضع الإنساني
• بدر الحميضي: سنكون سبّاقين في تعهداتنا المالية ما يشجّع المشاركين على تقديم العون
• أنطونيو غوتيريس: اللاجئون استنفدوا مدخراتهم ولجأ كثيرون للتسوّل بهدف البقاء
• فاليري آموس: ممتنّون للكويت استضافة المؤتمر لسد الاحتياجات الإغاثية التي تتفاقم
كونا - مع بدء العد التنازلي لموعد مؤتمر المانحين الثالث الذي تستضيفه الكويت يوم الثلاثاء المقبل، تزداد الآمال والتطلعات بأن تساهم تبرعات الدول المانحة في تخفيف مأساة اللاجئين السوريين، مع دخول أزمة بلادهم عامها الخامس، دون أن يكون هناك ضوء في آخر النفق المظلم الذي تعيشه البلاد.
وفي هذا الإطار قالت وكيلة الأمين العام للامم المتحدة للشؤون الانسانية ومنسقة الإغاثة في حالات الطوارئ فاليري آموس هنا اليوم ان مؤتمر المانحين الثالث المقرر بالكويت في 31 مارس الجاري يقدم مساهمة كبيرة لسد الاحتياجات الانسانية التي تزداد كل سنة على سابقتها.
وأعربت آموس في مقابلة حصرية مع «كونا» عن التقدير والامتنان لسمو الأمير الشيخ صباح الأحمد والحكومة الكويتية لاستضافتها مؤتمرات المانحين.
وذكرت «هذا هو المؤتمر الثالث، وفي العام الماضي جمعنا 3.4 مليار دولار، ونحن سعداء للغاية أن أكثر من 90 في المئة من التعهدات التي قدمت في المؤتمر الثاني تم الإيفاء بها» مشددة على أن مؤتمر المانحين الثالث أو (الكويت - 3) «حاسم وحيوي ونشكر الكويت مرة أخرى على استضافته».
وحذرت آموس من أن الوضع في سورية يزداد سوءاً عاما بعد عام «فعندما كنا نحاول لفت انتباه العالم على الوضع الإنساني داخل سورية كان هناك نحو مليون شخص في حاجة للمساعدات وقد ارتفع هذا العدد إلى ما يقرب من 12 مليون شخص خلال أربع سنوات...إنه أمر صاعق ومربك».
ودعت آموس قادة العالم للعمل معا من أجل التوصل لحل سياسي للازمة السورية و«نوع من الانتقال» السياسي لاسيما وأن الشعب السوري هو الذي يعاني ويلات الصراع حيث تحاصر المعارك المدنيين الذين لم يشاركوا في القتال.
وفي ردها عن سؤال حول توقعاتها لمؤتمر المانحين الثالث قالت آموس انه على الدول التي كانت سخية في الماضي أن تعطي المزيد «بسخاء» مرة أخرى «لأن هذه العطاءات بمثابة القوة الدافعة لتحصيل التمويلات الضخمة» التي يحتاجها العمل الإغاثي.
ووسط غياب أي حل سياسي للصراع الدائر منذ سنوات لا يرى معظم اللاجئين السوريين الذين يتوزعون في تركيا ولبنان والأردن والعراق ومصر والبالغ عددهم أكثر من 3.9 مليون لاجئ، حسب التقارير الدولية أي بصيص أمل في العودة الى وطنهم في المستقبل القريب، كما أن فرصهم في بدء حياة جديدة في المنفى باتت تتضاءل يوما بعد يوم.
وفي كلمته أمام مجلس الأمن الدولي قال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيريس «إنه بعد سنوات في المنفى يستنفد اللاجئون السوريون مدخراتهم ويلجأ عدد كبير منهم الى التسول من أجل البقاء فضلا عن عمالة الأطفال وعما يتعرضون اليه من مخاطر أمنية باتت تشكل لنا تحديا مستمرا يتمثل في الحفاظ على أمنهم».
وأوضح غوتيريس أن هناك حاجة ملحة ومتزايدة من المجتمع الدولي لبذل المزيد من الجهود من أجل إخراج السوريين من كابوس معاناتهم مؤكدا «أن هذه الأزمة الإنسانية وهي الأسوأ في عصرنا يجب أن تحرك موجة كبيرة من الدعم الدولي إلا أن المساعدات تتضاءل».
وأشار الى انه مع نقص التمويل الدولي «ليس هناك ما يكفي من المساعدات لتلبية الاحتياجات الواسعة للاجئين السوريين الى جانب نقص الدعم الانمائي الكافي للبلدان المضيفة الغارقة تحت الضغط الذي يفرضه ارتفاع عدد اللاجئين».
محليا، أكد عدد من الوزراء السابقين أهمية استضافة الكويت المؤتمر الدولي الثالث للمانحين. وأجمعوا على أن ما يتعرض له اللاجئون والنازحون داخل سورية وفي دول الجوار لسورية بسبب الحرب والنزاع يستدعي المسارعة الى حشد الموارد والتبرعات والمساعدات وتقديمها لهم.
وأضافوا أن الكويت تسعى إلى المشاركة في تلبية نداء الانسانية ومد يد العون الى من يحتاج من الاشقاء في سورية وهو ما تعكسه مبادرتها باستضافة المؤتمرين الاول والثاني للمانحين واستضافتها المؤتمر الثالث للمانحين 31 مارس الجاري والنابع من حرصها الشديد على استكمال تقديم جهود الدعم الانساني.
وقال وزير المالية الاسبق بدر الحميضي إن المؤتمر الثالث للمانحين سيدعم دون شك النازحين السوريين الذين وصلت اعدادهم الى نحو 10 ملايين نازح داخل سورية وخارجها ويعيشون وسط ظروف صعبة من نقص في الغذاء والمسكن والرعاية الصحية وغيرها من ضروريات العيش.
وأكد ثقته بأن الكويت ستكون سباقة في الاعلان عن تقديم تعهداتها المالية وحجم مساهمتها ما سيشجع بقية الدول الاخرى المشاركة في المؤتمر على تقديم العون اللازم لدعم الوضع الانساني في سورية.
من ناحيته قال وزير النفط الاسبق هاني حسين إن اعلان الكويت استضافة المؤتمر «بادرة تثلج الصدر» اذ يسعى الجميع الى دعم الاوضاع في سورية ورفع المعاناة عن الشعب السوري الشقيق.
وأكد حسين أهمية إيواء اللاجئين ومساعدة النازحين من خلال توفير ضروريات العيش وسط الظروف الصعبة التي يمرون بها، داعيا الى تقديم المساعدات والمنح وانفاقها بما ينسجم مع أولويات دعم الوضع الانساني للاشقاء.
من جهته قال وزير التجارة والصناعة الاسبق أحمد الهارون إن الكويت سباقة ورائدة في مجال العمل الانساني، وما تكريمها من قبل الامم المتحدة في سبتمبر الماضي ومنحها لقب «مركز إنساني عالمي» إلا هو الدليل الأكبر على دورها في خدمة المجتمعات والشعوب انسانيا بتقديم العون والمساعدة لهم في مختلف المجالات.
وأوضح أن استضافة الكويت للمؤتمر الثالث للمانحين تأتي من منطلق الأخوة مع الشعب السوري الذي يعاني منذ سنوات جراء أزمات سياسية وأمنية وعسكرية عصفت به،مشيرا إلى أن دعم الوضع الانساني في سورية يحتاج الى تضافر الجهود الدولية بصورة عامة والعربية على وجه أخص.
من ناحيته أعرب وزير المالية الاسبق مصطفى الشمالي عن الأمل في أن يخرج المؤتمر الثالث للمانحين بمزيد من التعهدات المالية لدعم الاوضاع الانسانية للاجئين والنازحين السوريين،مؤكدا ثقته بنجاح المؤتمر الذي تستضيفه البلاد نظرا للجهود التي تبذلها في الاستضافة ودورها الكبير المشهود في الشأن الانساني العالمي.
وأكد الشمالي أهمية وضع الخطط المناسبة لرعاية اللاجئين والنازحين السوريين والتخفيف من معاناتهم والنظر الى مستقبل القضية والعمل على إعادة النازحين إلى موطنهم.
2.4 مليون طفل بلا تعليم
في الحديث عن بند التعليم كأحد البنود الأساسية في حقوق الانسان، يقول المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيريس إن هناك أكثر من 2.4 مليون طفل داخل سورية خارج المدارس فضلا عن أن نصف أطفال اللاجئين السوريين في الخارج تقريبا لا يحصلون على فرصة التعليم في المنفى.
ففي لبنان، تشير تقارير المفوضية العليا لشؤون اللاجئين أن عدد اللاجئين السوريين الذين هم في سن المدرسة يفوق القدرة الاستيعابية للمدارس الرسمية كافة في البلاد، وهناك 20 في المئة فقط من الأطفال السوريين يرتادون المدارس ويمكن رؤية أرقام مشابهة في صفوف اللاجئين الذين يعيشون خارج المخيمات في تركيا والأردن.
4.8 مليون لاجئ يصعب الوصول إليهم
لا تقف الكارثة الانسانية التي ترتبت على الوضع في سورية عند نقطة اللاجئين في الخارج فقط بل هناك أزمة النازحين في الداخل السوري التي لا تقل حجما وتدهورا إن لم تكن أكثر خطورة وأشد حاجة. وتشير التقديرات الأممية الى أن هناك 4.8 مليون سوري داخل البلاد في أماكن يصعب الوصول اليها من بينهم 212 ألف شخص هم عالقون في مناطق محاصرة وغير آمنة. كما تؤكد التقارير الدولية أن ملايين الأطفال السوريين يعانون صدمات نفسية ومشاكل صحية لاسيما وقد تضررت ربع المدارس في سورية أو تعرضت للدمار أو تم استخدامها كمأوى الى جانب تعرض أكثر من نصف المستشفيات هناك للدمار.