مبارك اجتهد... والحكمي كان ذكياً في رابع حفلات «فبراير الكويت»

نجوى كرم «لم تغب شمسها» ... ورابح صقر «في منتهى الرقة»

1 يناير 1970 10:08 ص
• صقر ارتجل كلمة قبل غنائه بدأها بـ «اليوم نحن في وقت الحزم»

• كرم تغنّت بالكويت عرفاناً وتقديراً منها لجمهورها في هذا البلد
ها هي قد اقتربت نهاية ليالي الطرب والغناء والوناسة والفرح... ففي الحفل الغنائي الرابع من حفلات «فبراير الكويت» الغنائي، اجتمعت أصوات شبابية إلى جانب أخرى لها باع في المجال الغنائي ما بين الخليج العربي والمشرق العربي، إذ غلّفت تلك الليلة بأجواء المتعة والابداع جمعت بين شمس الأغنية الفنانة اللبنانية نجوى كرم وملك المسرح الفنان السعودي رابح صقر، بالإضافة إلى صوتين شبابيين استطاعا أن يثبتا نفسيهما، هما الفنانان السعوديان إبراهيم الحكمي وإسماعيل مبارك... فحاول كلّ فنان من هؤلاء الأربعة جاهداً جذب الجمهور في وصلته الغنائية في بحر واسع من الطرب والإحساس.

بداية الحفل كانت مع مبارك الذي بدت عليه علامات التوتر الشديد من خلال صوته الضعيف المرتجف ووقفته فوق الخشبة، مع أول أغنية قدمها للجمهور «من الظالم». لكن الفنان الشاب حاول جاهداً الخروج من تلك الحالة، خصوصاً أنها المرة الأولى التي يواجه فيها الجمهور الكويتي، لذلك قام بمخاطبتهم فور انتهاء أغنيته مرحباً بهم بالقول «مبسوط وأتشرف بوجودي معاكم، والكويت بلدي الثاني...على راسي»، ثمّ عاد للغناء مجدداً بأغنية «شد حيلك» التي طلب من الجمهور مشاركته غناءها، وهنا كان قد بدأ ذلك التوتر بالزوال تدريجياً شيئاً فشيئاً، حتى تمكّن من إنهاء وصلته مع المايسترو هاني فرحات، والتي ضمّت 7 أغانٍ هي «تركتهم جيتك»، «للصبر آخر»، وهي أغنية للفنان عبدالكريم عبدالقادر، «صمت الوله» وهي أغنية دويتو تجمعه مع الفنانة أسماء المنوّر، «شوق» و«على خدّي»، وهي أغنية للفنان محمد المسباح.

الحكمي... بلادنا حلوة

فور انتهاء مبارك، أطلت المذيعة فاطمة بوحمد على خشبة المسرح، وقدّمت الحكمي الذي كان ذكيّاً في اختياره لأغاني وصلته التي قادها أيضاً المايسترو هاني فرحات، إذ لم ينس الكويت التي دعته للمشاركة في احتفالاتها، فغنّى مفتتحاً الوصلة بأغنية «بلادنا حلوة». كما أنه لم ينس في تلك الأغنية كل دول الخليج العربي، ما أشعل الصالة تصفيقاً حاراً وتفاعلاً معه. وبعد انتهائها، عاد بالجمهور إلى أجواء الطرب والرومانسية التي حمّسته الجمهور كثيراً فكان يردد معه كلمات أغانيه بالرغم من أنّ الصالة لم تكن قد امتلأت كاملة، إلا أن الحضور حتى تلك اللحظة كان كفيلاً في منح الحكمي الثقة بالنفس، فقدّم له أغاني «أجيبه»، «قضية»، «شو بني» و«ما أصدّق». كما أختار أغنية «البارحة» للفنان محمد عبده، ليعود إلى أغانيه ويقدّم «وايد أحبك» و«ما اتوب». وحتى لا يشعر الجمهور بالفتور، اختار أغنية «يا بو الشويرا الحمرا» التي أشعلت الصالة مجدداً تصفيقاً وهتافات، ثم أتبعها بـ «كان واضح»، ليختم وصلته بأغنية «بلادنا حلوة» مجدداً.

بنت الجبل... من وداع

الوصلة الغنائية الثالثة كان مختلفة تماماً، كونها كانت مع شمس الأغنية نجوى كرم التي نقلت الجمهور إلى عالم آخر ولون مختلف من الغناء.

كرم التي ارتدت فستاناً وردياً أظهر جمالها، تغنّت مع إطلالتها بالكويت عرفاناً وتقديراً منها لجمهورها في هذا البلد الذي لطالما احتضنها ومنحها فرصاً كثيرة في الوقوف على مسارحه والغناء. وفور انتهائها من الغناء، ارتجلت كلمات نابعة من قلبها قائلة «مساء الخير من بلدي الحبيب لبنان، بحمل صوتي للكويت وشعبها، لأزرع الفرحة بقلوب كلّ الناس»، لتلحق بعدها تلك الكلمات بمجموعة من أجمل أغانيها القديمة والجديدة منها «ميدلي»، «خليني شوفك»، «ما قلتلك يا يمّا»، «أنا ما فيّ»، «خيروني ابن العمّ»، «ما برضى غيرك» و«بالروح بالدم».

وكعادتها لم تبخل بنت الجبل نجوى كرم على فرقتها الموسيقية التي كانت بقيادة المايسترو أنطوان الشعك، عندما منحت المساحة الكافية لعازفي الطبول في إبراز موهبتهم، ما ألهب الصالة تصفيقاً حاراً.

كرم التي أمتعت الجمهور بوصلتها التي تعتبر ناجحة، كان التعب واضحاً على صوتها، لكن بالرغم من هذا لم تتوقف عن الغناء ومنحت الجمهور الذي حضر كامل حقّه في الاستمتاع بما يريد أن يسمع، لهذا اختارت أن تقدم لهم على مرتين «ميدلي» مختلفين بهما مجموعة من أجمل أغانيها إرضاء لجميع الأذواق. كما اختارت أن تكون آخر أغنية تقدمها لهم بعنوان «لشحد حبّك». وفور انتهائها خرجت من المسرح من دون وداع، على أمل لقاء جديد آخر يجمعها مع جمهورها ومحبيها في الكويت.

الصقر... يحلّق

وفي ختام الأمسية، وقدوم موعد الوصلة الغنائية الرابعة التي قادها المايسترو هاني فرحات، دخلت المذيعة منال الناصر خشبة المسرح، وقدّمت الفنان رابح صقر لجمهوره الذي كانت الصالة حينها قد اكتظّت به وكان واضحاً أنّ معظمه قادم من المملكة العربية السعودية، فدخل على هتافهم وتصفيقهم، وكعادته قابلهم بالتحيّة العسكرية التي اعتاد واعتادوا عليها جميعاً.

«بوصقر» افتتح وصلته بكلمة وجهها إلى الجمهور قائلاً «سعيد بتواجدي معكم، وأتمنى أن أسعدكم... معي تحيّة من شعب السعودية لشعب الكويت... راح أرتجل كلمتين بقولهم، اليوم نحن في وقت الحزم، والحزم المملكة العربية السعودية مولاي خادم الحرمين الشريفين، الحزم دولة الكويت وأميرها الشيخ صباح الأحمد، الحزم دولة الإمارات والشيخ خليفة آل نهيان، الحزم مملكة البحرين وملكها حمد بن خليفة، الحزم قطر والشيخ تميم آل ثاني، الحزم نحن شعب الخليج أهلها جنودها». ومع انتهائه تغنّى بأول أغنية له وهي بعنوان «يا دار» حيّا من خلالها كل دول الخليج التي شاركت في الحرب ضد الحوثيين، فألهب حماسة الجمهور الذي أخذ يصفق ويغنّي معه، ثم حلّق عالياً معه منتقياً من قديمه وألبومه الجديد عدداً من الأغاني مثل «أوجّه المعنى»، «ضحاياك»، «رمش المها»، «لا حول» و«الخميس» التي ضجّت بها الصالة، بالإضافة إلى أغان أخرى مثل «مغرورة»، «من كبرها»، «يستاهل»، «الحكاية»، «لا كتبتك بالرصاص»، «منتهى الرقة»، وكان الختام مع أغنية «يا دار» مجدداً ليودّع بها جمهوره في الكويت.

«بوصقر» كان مفعماً بالحيوية بالرغم من أنه كان قد أحيا قبل أيام عدّة حفلين غنائيين في دبي والبحرين، إلا أنه منح جمهوره الذي حضر من كل دول الخليج العربي حقّه كاملاً، فلبّى طلباته واستمع إليه، لأنّ الكبار هكذا يفعلون ويتصرفون مع جمهورهم، فكانت النتيجة وصلة غنائية ناجحة.