أسعار الخام تقفز 6 في المئة عالمياً إثر انطلاق الضربة الخليجية

استنفار لحماية المنشآت النفطيّة من التهديد الحوثي

1 يناير 1970 11:12 ص
• مليون إلى 1.5 مليون برميل من النفط الكويتي يمر عبر باب المندب إلى أسواق أوروبا وأميركا

• إغلاق المضيق سيضطر الناقلات إلى الالتفاف حول أفريقيا ما يرفع التكلفة والوقت
مع إعلان الكويت مشاركتها في عمليّة «عاصفة الحزم» ضد الحوثيين في اليمن، استنفر القطاع النفطي الكويتي أمس على مستويين، أحدهما تأمين المنشآت النفطية والمخزون الاستراتيجي الكويتي من أي عمليات تخريبية، والآخر مراقبة التطوّرات الجيوسياسيّة، في ضوء أهمية مضيق باب المندب كمعبر للنفط الكويتي إلى الأسواق الاوروبية والأميركية.

وكشفت مصادر نفطية رفيعة المستوى عن اجتماعات تنسيقية احترازية تمت بين وزارة الداخلية والقطاع النفطي لتشديد إجراءات الدخول والخروج من المنشآت النفطية «المصافي والمواقع النفطية» لتأمينها من أي محاولات تسلل أو محاولات تخريبية، خصوصاً في ضوء تهديد الحوثيين للكويت أول من أمس من المشاركة في أية عملية عسكريّة خليجية ضدّهم.

وقالت المصادر لـ «الراي» إن لدى القطاع النفطي «خطط طوارئ لتفعيلها حسب إجراءاتنا متى ما لزم الأمر والأمور الأمنية تابعة لوزارة الداخلية وبالنسبة للقطاع النفطي تنسيق فقط وما يخصنا هو الحفاظ على المخزون الاستراتيجي وهو آمن».

وأكدت المصادر أن المخزون الاستراتيجي من المنتجات النفطية يتوقف على كل منتج حسب الخطط الاستراتيجية له وهي تتراوح بين 30 إلى 50 يوماً، مؤكدة أن المخزون النفطي والعمليات تسير بشكل طبيعي حتى الآن، مؤكدة أن«خطط الطوارئ يتم تفعيلها إذا تطورت الأحداث».

وقالت المصادر ان«مؤسسة البترول الكويتية شددت على شركاتها التابعة التنسيق والمتابعة المستمرة مع وزارة الداخلية، ورفع درجة الاستعداد والجهوزية للتعامل مع أي طارئ لاتخاذ كل التدابير الاحترازية المتبعة في مثل هذه الحالات التابعة لكل شركة حسب ما هو مقرر».

وقدرت مصادر نفطية كمية النفط الكويتي التي تمر عبر باب المندب بما يتراوح بين مليون و1.5 مليون برميل يومياً إلى أوروبا وأميركا، موضحة أن النفط الموجه لمصفاة روتردام التابعة لشركة البترول العالمية والزبائن من الشركات العالمية الأوروبية والكميات الموجهة إلى أميركا كلها تمر عبر باب المندب.

وأوضحت المصادر أن إغلاق باب المندب كطريق مختصرة للعبور إلى البحر الأحمر ومن ثم قناة السويس ومن ثم البحر المتوسط ومن ثم إلى اميركا واغلاقه سيضطر السفن للالتفاف حول أفريقيا (خلف رأس الرجاء الصالح)، ومن ثم الدخول إلى البحر المتوسط للوصول إلى الموانئ الأوروبية، وهو ما يضاعف الفترة الزمنية لوصول الشحنات النفطية للزبائن ويكبّد المنتجين والمستهلكين تكاليف أكثر للنقل وضياع وقت. وأضافت المصادر أن المشترين الأوروبيين والأميركيين يعتبرون باب المندب ممراً مهماً واستراتيجياً لتأثيره على اقتصاداتهم.

وقفز سعر خام برنت نحو ستة في المئة أمس بعد أن بدأت السعودية وحلفاؤها عملية عسكرية في اليمن لكن المستوردين الآسيويين قالوا إنهم لا يشعرون بالقلق من حدوث تعطل فوري للإمدادات.

وصعدت العقود الآجلة لخام برنت أكثر من ثلاثة دولارات للبرميل إلى 59.78 دولار للبرميل خلال التعاملات، بزيادة بلغت نحو ستة في المئة عن التسوية السابقة. وارتفع الخام الأميركي أكثر من ثلاثة دولارات أيضا ليصل إلى 52.35 دولار للبرميل. وصعد الذهب إلى أعلى مستوياته في ثلاثة أسابيع ونصف الأسبوع إلى ذروة بلغت 1219.40 دولار للأوقية (الأونصة) خلال الجلسة، وزادت الفضة نحو ثلاثة في المئة مع اندفاع المستثمرين تجاه الأصول التي تنطوي على مخاطر أقل. وهبطت الأسهم الأوروبية 1.3 في المئة ونزل الدولار.

وكان الرئيس التنفيذي لمؤسسة البترول الكويتية بالإنابة محمد الفرهود قد أكد في تصريح نشرته وكالة «كونا» إن «المؤسسة، وبالتنسيق مع شركاتها التابعة وفي ظل التطورات التي يشهدها اليمن ولحماية المصالح الاستراتيجية للقطاع النفطي وتأمين المنتجات النفطية للداخل والخارج اتخذت عدة إجراءات وخطوات احترازية».

وأوضح الفرهود أن هذه الاجراءات تشمل تأمين جميع متطلبات السلامة والأمن الصناعي ورفع مستوى الإجراءات الأمنية وتكثيف الحماية على المنشآت النفطية داخل دولة الكويت وخارجها.

ولفت الفرهود الى أن مؤسسة البترول الكويتية قامت بالتنسيق مع جميع شركاتها التابعة باتخاذ الاجراءات اللازمة لرفع درجة الجهوزية تحسبا لاعلان حالة الطوارئ وفق خطة كل شركة والمعدة سلفا حسب الاجراءات المعتمدة.