مبرة البر الخيرية احدى مؤسسات العمل الخيري الكويتي الذي يثبت يوما بعد يوم ان اياديه بيضاء ناصعة في خدمة المحتاجين والمعوزين ونشر الإصلاح بين الناس من كل الجنسيات والديانات ورغم اختلاف الألسنة والألوان.
المبرة التي تعتمد في امداداتها على التبرعات العينية فقط دون قبول اي اموال تضم بين جنباتها اربع لجان او ان صح التعبير اربع كتائب تجاهد للوصول إلى كل محتاج او متعثر فتسد رمقه ان كان جائعا او تكسو جسده ان كان عاريا وترأب الصدع بين جدران الاسر فتلتئم العلاقة بين الزوج والزوجة وتعود الاسرة إلى سابق عهدها وهي التي كانت على حافة الانهيار.
المطلقات والأرامل والمساجين واسرهم وكل من تعرض لغدرات الزمان ومن منا بمنأى عنها؟ له نصيب من عمل المبرة، لا فرق بين مواطن ومقيم مسلم وغير مسلم، فشعار المبرة حين تم إشهارها العام 2001 هو «اعط ما لا تحتاجه إلى من يحتاجه».
الدكتور احمد عبدالعزيز المزيني بدافع من كوامن الخير داخله بادر العام 1988 إلى تأسيس المبرة، فنال الترخيص للمؤسسة المباركة من وزير الشؤون وقتها سمو الشيخ ناصر المحمد، ويوما بعد يوم يتسع نشاطها الخيري، ولكي نتعرف على مزيد من التفاصيل وقفنا على هذه الحقائق:
في البداية حدثنا المدير العام للمبرة اسماعيل احمد عن نشأة المبرة فقال انها تأسست العام 1988 على يد الدكتور احمد عبدالعزيز المزيني بترخيص من سمو الشيخ ناصر المحمد عندما كان وزيرا للشؤون الاجتماعية والعمل ثم جاءت عملية الاشهار في العام 2001 مضيفا «ان مبرة البر الخيرية تتمتع بسمعة طيبة ليس في الكويت فحسب ولكن في الخليج بشكل عام لما سنته من سنة حميدة من جمع الفوائض العينية «الصدقات العينية».
وبين انه قد زار مبرة البر الخيرية وفود عدة من الدول الخليجية واثنوا على اسلوبها ومنهجها الذي تنتهجه في جمع الصدقات العينية وتوزيعها على المحتاجين، مضيفا ان الدكتور احمد عبدالعزيز المزيني اقتبس فكرة المبرة من جمعية البر الخيرية في بريدة بالمملكة العربية السعودية».
وحول طريقة عمل المبرة اوضح ان المبرة انبثقت عنها اربع لجان هي اللجنة الخيرية لاستقبال الاطعمة والملابس والاثاث يتمثل عملها بتسلم ما يجود به اهل الخير والشركات من مواد غذائية واثاث وملابس اي «الصدقات العينية» واعادة ترتيبها وتوزيعها على الاسر المسجلة لدى اللجنة، ويبلغ عدد الاسر المستفيدة من هذه اللجنة نحو 3000 اسرة.
وعن المعايير التي يتم في ضوئها مساعدة تلك الاسر اوضح قائلا «ان اللجنة تمنح المساعدة لكل الجنسيات ولكل الديانات وان هناك ثلاث فئات تستفيد من عمل اللجنة الأولى هي فئة الارامل، والثانية المطلقات، اما الثالثة فهم المرضى غير القادرين على العمل، مضيفا «اننا نعتمد على البطاقة التموينية في توزيع المواد والتي نضمن من خلالها التوزيع العادل وفقا لاحتياجات كل شخص وكل اسرة والتي تختلف من حالة لأخرى، فكل حالة تسجل ما تحتاج اليه من اجهزة او ملابس ونقوم في حالة توافرها بتوزيعها».
وعما اذا كانت الاستفادة مقتصرة على الفئات الثلاث التي ذكرها قال اسماعيل احمد «هذه الشرائح هي الغالبة لكن هناك حالات لكويتيين يستفيدون من عمل اللجنة فمثلا جاءنا مواطن كويتي راتبه 600 دينار لكنه في حاجة لإعانة اللجنة وفعلا عندما درسنا الحالة وجدنا عليه ديونا واقساطا تجعله من اصحاب الحاجة لذلك ننظر في المبرة في كل حالة على حسب ظروفها.
اما فيما يتعلق بدور اللجنة الثانية التابعة للمبرة «لجنة مطاعم الخير والبركة» فقال احمد «ان عمل هذه اللجنة يعتبر مكملا لعمل اللجنة الاولى حيث قامت المبرة بإنشاء هذه اللجنة لتلبية الحاجات المتزايدة وكثرة الراغبين في فعل الخير».
وبين «ان هذه اللجنة يقوم عملها على مشروعين هما مشروع الوجبة الساخنة حيث يتم اعداد وجبة ساخنة على مدار السنة لعدد 1200 فرد اضافة إلى انه يتم اعداد وجبة ساخنة بالتعاون مع لجنة التعريف بالاسلام كل يوم خميس لعدد 750 شخصا اما المشروع الثاني الخاص بعمل هذه اللجنة فهو «مشروع موائد الافطار» حيث تقوم اللجنة بتوفير وجبات افطار للصائمين خلال شهر رمضان المبارك وذلك بالتعاون مع الامانة العامة للأوقاف حيث توفر اللجنة وجبات افطار لعدد 3000 فرد. وعن اللجنة الثالثة التي تضمها المبرة «لجنة مشروع البيت السعيد» قال «ان هذه اللجنة تعمل فيها مجموعة من المتطوعات اللائي يسهمن في المتوسط بين الطرفين لاتمام الزواج او اصلاح ذات البين ونشر الثقافة الزوجية من خلال الندوات».
اما اللجنة الرابعة «لجنة رعاية المسجونين والمسجونات واطفالهن» فهي «تهتم بالسجينات وخصوصا السجينات اللاتي لديهن اطفال وتقوم اللجنة بالتبرع لهذه الفئة بتجهيز وفرش الحضانة والتبرع بالملابس للسيدات واطفالهن والتبرع بمواد غذائية وحليب للاطفال اسبوعيا وتكييف عنابر الموقوفات والابعاد والمسجد وقاعة التشغيل».
واضاف احمد «لقد خاطبنا ادارة السجن المركزي فأصدرت تعميما لكل مسجون يرغب في ان نزود اسرته بفائض الطعام والملابس والاجهزة ان يعطينا كتابا موقعا عليه فنقوم بالاتصال باسرته واستخراج بطاقة تموينية لهم والى الآن هناك 200 اسرة مستفيدة من عمل هذه اللجنة».
واوضح ان «لجنة زواج المعاقين» طرح فكرتها رئيس اللجنة فواز الحصبان على مجلس ادارات المبرة الذي وافق مباشرة عليها. مبينا «انها اللجنة الاولى من نوعها على مستوى الوطن العربي ودول مجلس التعاون».
واضاف «ان عمل اللجنة سينطلق عبر حملة اعلامية وسيتم ايضا مخاطبة المجلس الاعلى للمعاقين والجهات المعنية بذلك مشيرا إلى انه تم وضع برنامج لتنظيم الندوات في هذا الشأن اضافة إلى انه تم تحديد موقع انترنت توفر عبره فرص للزواج».
وبين «ان دور المبرة استشاري الغرض منه تقديم المشورة واسداء النصح اضافة إلى تقديم المساعدة النفسية والاجتماعية والشرعية والثانوية» موضحا «ان المبرة لا تفرض اي رسوم على المعاق او اسرته في هذا الشأن».
ويتابع مدير المبرة: صرف المواد التموينية يتم طوال ايام الاسبوع ما عدا يوم الجمعة من الساعة الرابعة عصرا إلى الساعة السادسة مساء على ان يتسلم الشخص مرة واحدة في الاسبوع واربع مرات في الشهر حيث يتسلم الشخص مواد تموينية بما يعادل 30 دينارا فما فوق.
وشدد على «ان مبرة البر الخيرية لا تقبل اي تبرعات مادية بل يتكفل الدكتور احمد المزيني بالجانب المالي لإدارة المبرة وكل ما نستقبله فقط التبرعات العينية وانتهز هذه الفرصة من خلال جريدة «الراي» لأطالب شركات الاغذية في الكويت بمزيد من التفاعل مع عمل الخير.
وبسؤالنا عما اذا كان هناك صعوبات تواجههم في هذه اللجنة قال ليس هناك صعوبات بالمعنى الحرفي للكلمة ولكن هناك بطئا في الاجراءات فقد استغرق شهرين او اكثر لاقابل مدير احدى الشركات حيث نعتمد على تبرعات شركات الاغذية والتي يكون لديها فوائض في المرتجعات لكن ما اخشاه ان يكون هناك ابواب خلفية لمستفيدين صغار يمنعون وصول هذه التبرعات لاصحابها، واوجه نداء لاصحاب هذه الشركات ان يعتبروا المنتجات المتبرع بها للجنة هي من زكاة اموالهم خصوصا ان هناك اسرا باتت تعتمد على امدادات اللجنة وما يجود به اصحاب القلوب الرحيمة للجنة.
وبين «ان العمل الخيري في الكويت يسير بصورة جيدة لكن هناك ازدواجية في تبادل الادوار وعدم وجود التنسيق الكافي بين مؤسسات العمل الخيري»، مشيرا إلى ان «هناك خطوة جيدة اتخذت في هذا الصدد حيث كان هناك لقاء دعت اليه الشيخة فريال الدعيج جميع المبرات العاملة في الكويت وتناول الحديث في هذا اللقاء اطر التنسيق بين مؤسسات العمل الخيري وتمت مناقشة اقتراح بان تتم دعوة جميع المبرات للاجتماع ولو لمدة كل شهر بحيث تتم مناقشة اوجه التنسيق فيما بينها كما كان هناك اقتراح ايضا من قبل الشيخة فريال الدعيج بان يتم عمل رابطة للمبرات الخيرية العاملة بالكويت وكذلك اقتراح بان يتم عمل مجلة شهرية او دورية خاصة بالمبرات الخيرية وكل مايتعلق بها من اعمال»، موضحا «ان هذا الاجتماع كان الاول من نوعه وكان اول مرة يتم فيها بحث اوجه التعاون والتنسيق بين المبرات الخيرية».
من جانبه، بين رئيس لجنة زواج المعاقين في مبرة البر الخيرية فواز الحصبان «انه تم وضع القواعد الاساسية للجنة والتي تهدف إلى معالجة الاوضاع الاجتماعية للمعاقين في الكويت سواء كانوا مواطنين او مقيمين ومنها حق تقرير المصير الذي يملكه المعاق اذا كان كامل الاهلية وسويا بحكم القانون ومن ذلك حقه في الزواج حيث ان بعض الاسر تقف حجر عثرة امام المعاق في تحقيق مصيره».
واوضح الحصبان «ان هناك العديد من الفوائد يمكن ان تتحقق للمعاق من فك لمساعدته في تقرير مصيره لاسيما في مسألة الزواج»، ودعا «الاسر واولياء الامور إلى اعطاء المعاق حقه في تقرير المصير».
وقال «اننا في المبرة نساعدهم على توفير الفرصة في الزواج وفي تقديم الاستشارات النفسية والطبية والدينية والقانونية المطلوبة».
بدوره، قال المواطن س .ع «نشكر القائمين على العمل في مبرة البر الخيرية كما نقدم الشكر للشركات المتعاونة مع المبرة»، مضيفا «اننا عندما نأتي إلى المبرة لانجد الا المعاملة الطيبة من العاملين فيها فهم يبذلون ما في وسعهم لاسعادنا».
وبين «انه في اي وقت يذهب إلى المبرة ومعه بطاقته التموينية التي صرفتها له المبرة يحصل على ما قسمه الله له من سلع غذائية مبينا ان عملية صرف السلع الغذائية تتم اربع مرات في الشهر لكن عندما يذهب إلى المبرة ويعرض ظروفه وحالته يجد كل ترحاب ومساعدة طالما كانت السلع متوافرة لدى المبرة».
واشار إلى انه «عندما تقدم إلى المبرة باوراقه التي تثبت ظروفه وحالته تم بحث تلك الاوراق والتحري عن حقيقته وتم استخراج البطاقة له في سهولة ويسر وبمعاملة غاية في الانسانية».
اما السيدة، هـ . م والتي تتسلم حصتها التموينية من مقر المبرة فاوضحت قائلة «لايسعني الا ان ادعو لاصحاب تلك القلوب الرحيمة بنا بان يجعل الله مايقومون به في ميزان حسناتهم في الاخرة وان يفرج الله عنهم كربة من كرب يوم القيامة لما يبذلونه من جهود من مساعدة الفقراء والمحتاجين». وقالت «منذ فترة طويلة دلني اهل الخير على مبرة البر الخيرية، ومنذ تلك الفترة امدت المبرة يد العون والمساعدة لنا وساهمت في توفير بعض احتياجاتنا»، مبينة «انها ما من يوم طرقت ابواب المبرة الا وجدت التعاون والمعاملة الطيبة من جميع العاملين بالمبرة حيث تصرف بشكل منتظم ماتيسر من السلع الغذائية المتوافرة لدى المبرة». من جانبها قالت، ف . أ «ان مبرة البر الخيرية ساهمت بقدر كبير في مساعدتها ومساعدة ابنائها وامدت يد العون والمساعدة لها في الظروف الصعبة التي تمر بها». واضافت، «عندما نقصد المبرة لتسلم حصتنا التموينية نجد كل الود والتعاون والمعاملة الحسنة فالجميع في المبرة يبذل ما في وسعه من اجل توفير احتياجاتنا سواء فيما يخص السلع الغذائية او ما يخص ملابسنا».
واوضحت «ان الاسهامات التي توفرها لهم المبرة خفضت كثيرا من الاعباء عليها شاكرة كل من يقف على العمل في هذه المبرة».
إعداد وتسليم المساعدات
إسماعيل متحدثا إلى الزميل عمر العلاس