جعجع التقى باسيل في أول إطلالة للأخير على الحوار بين «القوات» و«التيار الحر»

الراعي «اليائس» يستعد لمطالبة الدول الكبرى بالضغط إقليميّاً لتسهيل «رئاسية لبنان»

1 يناير 1970 08:50 ص
وسط مراوحة واضحة في كل ما يتصل بأزمة الفراغ الرئاسي في لبنان، بدأ البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الإعداد لعقد لقاء في بكركي لسفراء الدول الخمس الكبرى دائمة العضوية في مجلس الامن، من اجل مطالبتهم بالضغط على القوى الإقليمية لتسهيل إجراء انتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية.

ورغم ان خطوة دعوة سفراء الدول الكبرى الى بكركي قد لا تؤتي النتائج المرجوة منها، فان البطريرك سيثبت عبرها، في رأي هذه الاوساط، انه «لم يوفّر ولن يوفّر مسلكاً إلا وسيواظب عليه لإنهاء أزمة الفراغ الرئاسي، كما ان ذلك سيشكّل رسالة الى القوى الداخلية بأنها لا تملك قرارها، ولذا يلجأ البطريرك الى الدول المؤثرة».

وفي هذا السياق، ترسم الاوساط نفسها لوحة قاتمة للتطورات المتصلة بالاستحقاق الرئاسي، اذ تلاحظ ان «اللاعبين المسيحيين يزدادون تشتتاً وضياعاً وفقداناً لأيّ قدرة على التحكم بواقع الأزمة تحت وطأة اشتداد الصراع الاقليمي الذي يعطّل هذا الاستحقاق اللبناني الدستوري».

وتشير الى أن «ما يجري من توظيف لترشيح زعيم (التيار الوطني الحر) النائب العماد ميشال عون الذي بات يوصف علناً بانه مرشح محور الممانعة الايرانية - السورية من جهة، والحديث عن (فيتو) سعودي عليه من جهة أخرى، على غرار ما يدأب إعلام قوى (8 مارس) عليه، يؤكد انفلات زمام القدرة الداخلية على إحداث اي ثغرة قريباً في جدار الأزمة، كما ان ما يساق عن الحوار بين الفريقيْن المسيحييْن اي (التيار الوطني الحر) و(القوات اللبنانية) بات أشبه بملء الوقت الضائع والفراغ بعملية لا يبدو انها تقنع بكركي بجدّيتها، اقلّه لجهة التوصل الى توافق محتمل على اسم مرشح توافقي او تزكية احد الزعماء الموارنة للرئاسة».

وأعطى كلام زعيم«القوات اللبنانية»سمير جعجع امس، اشارات الى الصعوبات التي تعترض بلوغ تفاهم في الملف الرئاسي، اذ أكّد أن«الحوار مع (التيار الحر) مستمرّ بغض النظر عما سنتفق عليه او النقاط التي قد نختلف حولها»، مستبعداً حصول انتخابات رئاسية في المدى المنظور، نتيجة قرار إستراتيجي لدى ايران، بعدم حصول هذا الاستحقاق اذا لم تأت بمرشحها الى سدّة الرئاسة، ومعتبراً ان«الحل في هذا الاطار يكون عند حصول تغيير في موازين القوى»، ومكرراً أن«رهان المسيحيين يبقى على الدولة اللبنانية، واننا لا نقبل سلاحاً خارج اطار الدولة».

وكاد كلام جعجع (جاء في حديث يُنشر اليوم) ان يحجب اهمية اللقاء الذي عقده امس، مع صهر عون وزير الخارجية جبران باسيل، الذي زار معراب (حيث مقر جعجع) للمرة الاولى منذ بدء الحوار بين«القوات»و«التيار الحر»الذي يتولاه عن الجانبيْن كل من ملحم رياشي والنائب ابراهيم كنعان.

ورغم ان لقاء جعجع - باسيل أُعطي عنوان البحث في اقتراح قانون استعادة الجنسية للمتحدّرين من اصل لبناني، وأُدرج ضمن البند الثامن عشر الذي أضيف الى ورقة اعلان النيّات التي يجري العمل عليها بين«القوات»و«التيار»، فان وجود وزير الخارجية في معراب اكتسب دلالات باعتبار انه اعتُبر مؤشراً الى محاولة تزخيم التواصل مع«القوات»وتسريع الانتقال الى المرحلة الثانية من الحوار.