المشنوق من واشنطن: لا نفوذ للنظام السوري
«14 آذار» مرتابة من تباهي طهران بـ «هيمنتها»
| بيروت - «الراي» |
1 يناير 1970
07:27 ص
إذا كان «الغد لناظره قريب» في ما خص مآل النووي الإيراني الذي يضرب غداً موعداً مفصلياً في سياق المسار التفاوضي الرامي الى إبرام تفاهم حوله بين طهران والمجتمع الدولي قبل انتهاء مهلة 31 الجاري، فإن حال «الانتظار» في الواقع اللبناني باتت تستولد مجموعة من «التوترات النقّالة» التي تستدعي في كل مرّة تدخلا «إطفائيّ» من هنا او هناك، وإن كانت الامور منضبطة تحت سقف عنوانه ممنوع انهيار الوضع في لبنان.
ويبرز في هذا السياق عاملا توتّر رئيسيان يزيدان من التعقيدات المتصلة بأزمة الفراغ في سدة رئاسة الجمهورية المستمر منذ 25 مايو الماضي، والذي يستجرّ تداعيات تصيب «ماكينة الحكم» على مختلف مستوياتها (التنفيذية والتشريعية). وهذان العاملان هما:
* «النقزة» التي تثيرها لدى قوى 14 آذار المواقف الايرانية المتصاعدة حيال مقاربة طهران، التي تقترب من حسم مصير ملفها النووي، للواقع في المنطقة خصوصاً لبنان عبر إظهار انها صاحبة «الإمرة» فيه سواء من خلال الكلام عن «الامبراطورية الايرانية» والتباهي بأنها صاحبة النفوذ في 4 عواصم عربية (بغداد، بيروت، دمشق وصنعاء) او عبر ما نُقل عن قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني من أن بلاده حاضرة في لبنان والعراق، وأن هذين البلدين يخضعان بشكل أو آخر لإرادة طهران وأفكارها.
* ارتياب فريق 8 آذار من مسار المحكمة الدولية الخاص بلبنان التي تتولى النظر في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، ولا سيما مع بدء رئيس«كتلة المستقبل»فؤاد السنيورة امس الادلاء بشهادته امامها في لاهاي، وسط حملة غير مسبوقة طاولته من قوى الثامن من آذار ملوّحة بانعكاسات لما سيدلي به السنيورة على الحوار الجاري بين«حزب الله»و«تيار المستقبل»والذي كان نجا قبيل جولته الثامنة التي انعقدت الاسبوع الماضي من«مطب»هو الأخطر منذ انطلاقته على خلفية الهجوم على السنيورة و14 آذار غداة ذكرى«انتفاضة الاستقلال».
واذا كان النائب عمار حوري (من كتلة«المستقبل») استغرب «حملة فريق 8 آذار على شهادة الرئيس السنيورة أمام المحكمة»، معتبراً ان«الكلام عن تأثير شهادة السنيورة على حوار المستقبل مع حزب الله يندرج تحت أسلوب كاد المريب أن يقول خذوني ويدل على هلع عند فريق 8 آذار كأنه هلع المرتكب»، فان اشارات عدة بالغة الاهمية أطلقها وزير الداخلية نهاد المشنوق من واشنطن التي يقوم بزيارةٍ لها تتخللها لقاءات سياسية وأمنية وعنوانها محاربة الارهاب وحماية لبنان من الحرائق المحيطة به والمساعدات التي يمكن للولايات المتحدة تقديمها لأجهزته الامنية.
فالمشنوق، وهو أحد ممثلي«المستقبل» الى الحوار مع«حزب الله»، قدّم امام مجموعة من الصحافيين اللبنانيين المقيمين في العاصمة الاميركية مقاربة لملف التفاوض الايراني الاميركي، اعتبر فيها«أن عدم التوصل الى اتفاق سيكون له تداعيات على كل من لبنان وسورية واليمن والبحرين»، وقال:إن«المفاوضات لم تؤثر على السلوك الايراني في المنطقة، فخلال المفاوضات كانت الأعلام الايرانية والمذهبية تُرفع في سورية والعراق باعتبارها امرا طبيعيا»، مؤكدا«أن السلوك الإيراني لم يجلب للمنطقة إلا التوترات والأزمات ومخطئ من يعتقد أن بإمكان إيران تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط، والدليل على ذلك الوضع الحالي في العراق».
واذ اكد«ان تيار المستقبل اختار الحوار (مع حزب الله) كبديل عن الانضمام الى اوركسترا الحرائق في المنطقة»، كرر تأكيد أن قتال«حزب الله في سورية يؤسس لنزاع تاريخي بصرف النظر عن نتائجه (...)»، موضحاً ان«لا نفوذ للنظام السوري في لبنان ولا حتى في سورية، الكلمة هي للايرانيين».
وفي حين قال انه«لا يوجد في لبنان منطقة فيها خطوط تماس سوى بلدة عرسال الحدودية»، محملا«المسؤولية الى حزب الله والتيار العوني اللذين رفضا نقل المخيمات الحدودية تحت عناوين مختلفة منها الهوس بالتوطين»، اعلن أنه يتم«العمل لتشجيع السوريين على مغادرة عرسال الى مخيمات البقاع، لكن الامر بحاجة لدعم مادي، وهو ما سنسعى لتأمينه في مؤتمر المانحين في الكويت».