سلطان حمود المتروك / حروف باسمة
أمّاه قد شاب رأسي ... وانطوى العمر
| سلطان حمود المتروك |
1 يناير 1970
11:19 ص
الأيام تمضي والليالي تترى والأعوام تنصرم والناس هم أجيال يرثون الأصالة جيلاً بعد جيل والأصالة قبس ينتشر من خلاله شعاع لسمات طيبة وأصالة مفعمة بالخير لها ذكريات تحتفل بها الأجيال لتخلد أعمالها وصفات وسمات وخير نستشعر به من خلال هذه الذكرى.
يوم السبت الماضي احتفل بذكرى الأم عيد جميل ويوم خالد تحتفل به الأجيال ويستذكرون من خلاله عبق الأم.
فماذا عسانا أن نقول في حق هذا الملاك الذي يكون عبيراً فواحاً للقلوب العامرة بمعنى الخير، الأم هي ذلك النور الذي يستشعر من خلاله دروب الأمل.
الأم هي القبس الذي يأخذ منه الأبناء جذوات مختلفة من التربية والثقافة والخلق الأصيل.
الأم هي القنديل الذي كلما اقترب به الأبناء حسوا بالطمأنينة والهدوء والاستقرار، الأم هي اليد الطيبة التي تمسح على رؤوس أبنائها فتهديهم إلى سبيل الرشاد.
الأم هي النفس الطيب الذي يستشعره الأبناء حينما تقدم لهم وجبات طيبة مفعمة بالنفس الاصيل.
أيتها الأم العزيزة
أماه قد دلفت ليال دون أن أهوى
إلى التفكير فيك وأغرقُ
سلمت يداك فما طعام هزني
ولغير طباخك لم أكن أتذوقُ
عزيزي القارئ ونحن في يوم عيد الأم فماذا عسانا ان نقول لأجيالنا الحاضرة نقول:
اتخذوا أمهاتكم سبيلاً للحصول على سبل الخير وطرق العزة ودروب الأمل.
احترموا أمهاتكم واعملوا على إرضائهن لأن الجنة تحت أقدام الأمهات.
وحاولوا أن تبذلوا كل مافي وسعكم من أجل الحفاظ على الأم عزيزة مقدرة محفوظة الكرامة لأن الاصالة هي التي علمتنا ذلك فيجب أن نتمسك بأصالتنا ونعمل على حفرها في القلوب. وماذا عسانا ان نقول لأمهات اليوم نقول:
اقتدين بأمهاتكن واعملن على آثارهن بما قدمن من أساليب طيبة في الرعاية والتربية والتنشئة حتى يصلح المجتمع ولن يصلح المجتمع إلا بصلاح الأم.
وصدق الدكتور أحمد الوائلي طيب الله ثراه حيث قال ولكن بتصرف:
أماه قد شاب رأسي وانطوى العمر
ولم يزل ملء سمعي صوتك العطرُ
أماه لو أن الجنات موقعها
من تحت رجليك فيما ينقل الخبرُ
فما بصدرك من خير ومن كرم
يظل أكبر مما تحدس الفكرُ
النجم مل وما ملت شفاهكِ
من تلك الأحاديث حتى يطلع السحرُ