حسين الراوي / أبعاد السطور
قوقلها!
| حسين الراوي |
1 يناير 1970
04:29 م
في يناير 1996 قدم الشابان «لاري بيـــــج» و«سيــــرجي برن» مشروع بحث التخرج لرسالة الدكتوراه حينما كانا طالبين بجامعة ستانفورد بولاية كاليفورنيا الأميركية، وهو عبارة عن محرك بحث خاص بالإنترنت، يعمل وفق نظام وترتيب وتحليل متعلق في صفحات الويب وطرق عملها.
وبعد أن تخرج هذان الشابان أسسا شركة العام 1998 لممارسة مشروعهما على أرض الواقع، واختارا أن يكون مقر الشركة في كراج سيارات يقع في منزل أحد أصدقائهما! ومع مرور الوقت أخذت تنتشر هذه الشركة، وأخذ صيتها يكبر ويكبر، واستأجر مؤسساها مبنى خاصا بها، وبعد أن زادت أرباح الشركة بشكل سريع وملحوظ تم نقل الشركة إلى مدينـــــة «بالـــــو أولتو»، المدينة التي انطلقت منها الكثير من الصناعات التقنِيّة، حتى تكون الشركة في قلب عاصمة الأحداث والاختراعات التكنولوجية عبر مقريّن لها، وفي عام 2003 قام صاحبا الشركة بتأجير مجموعة من المباني من شركة (SGI) في مدينة ماونتن فيو، وواصلت هذه الشركة طريقها نحو النجاح والتميّز والكسب والاتساع والشهرة العالمية حتى تربعت على عرش فضاء الإنترنت واتسعت وتعددت نشاطاتها وفق خطوات مدروسة حتى أصبحت تحصد المليارات من الأموال بعدما كانت تُدار من داخل كراج سيارات في أحد المنازل!
هذه الشركة هي شركة Google، التي لها الفضل الكبير على البشرية في ربطهم بالإرث المكتوب القديم والحديث على كافة أنواعه واختلافه ولغاته ودياناته وأعراقه، عن طريق إيصالهم له عبر الإنترنت من خلال محرّك بحثهم العالمي الجبار، حتى أصبح يستطيع راعي الغنم في صحرائه والعابد في صومعته والتاجر في مكتبه والعامل في مصنعه والكاتب في مكتبته وربة البيت في مطبخها والمسافر في طيارته والمريض في مشفاه أن يصلوا للمعلومة التي يُريدونها من خلال ضغطة زر عبر الهواتف التي في أيديهم لتوصلهم بها خلال لمح البصر! حتى أصبحت كلمة (قوقلها) أي بحث عن المعلومة من خلال «قوقل»... كلمة مشاعة بين الناس أينما اتجهت على الأرض.
هذه هي الأفكار العظيمة، تبدأ صغيرة الحجم وبسيطة الأدوات، ثم تتسع شيئاً فشيئاً حتى تكوّن لها فلك لوحدها!
alrawie@