تل أبيب تردّ على الأمم المتحدة: نحن الديموقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط

واشنطن قد تعترف بالدولة الفلسطينية وتنتقد عنصرية نتنياهو ضد العرب

1 يناير 1970 07:46 م
أكدت مصادر إسرائيلية في واشنطن ان «الادارة الأميركية، وفي ظل تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاخيرة وتراجعه عن حل الدولتين للشعبين، قد تلجأ الى تأييد مشروع قرار في مجلس الامن ينص على اقامة دولة فلسطينية في حدود 1967 مع تبادل للاراضي».

ونقلت، أمس، صحيفة «نيويورك تايمز» عن مصادر سياسية في الادارة الأميركية، ان «هذا الموقف من الادارة الأميركية، يأتي ردا على تصريحات نتنياهو التي قال فيها إنه لن يسمح بقيام دولة فلسطينية في حال أعيد انتخابه».

وتابعت المصادر نفسها: «حتى تحافظ الادارة الأميركية على علاقاتها الجيدة مع اسرائيل بعد فوز نتنياهو، فإن هذه العلاقات لن يسيّرها الرئيس باراك اوباما، وانما ستكون تحت مسؤولية وزير الخارجية جون كيري وكبار المسؤولين في وزارة الدفاع (البنتاغون)».

وفي وقت سابق، انتقد البيت الأبيض رئيس الوزراء الإسرائيلي عقب فوزه في الانتخابات لتخليه عن تعهده بالتفاوض على إقامة دولة فلسطينية وعما وصفه البيت الأبيض بلغة خطاب «عدائية» تجاه الناخبين من عرب إسرائيل، في حين اعتبر الرئيس الفلسطيني محمود عباس امس، في مستهل اجتماع للقيادة الفلسطينية عقد في مقر الرئاسة في رام الله، ان «تصريحات نتنياهو حول عدم قيام دولة فلسطينية وتصريحات (وزير الخارجية أفيغدور) ليبرمان حول قتل العرب في اسرائيل، احاديث عنصرية وان صح هذا الكلام، فمعنى ذلك انه لا توجد جدية لدى الحكومة الاسرائيلية للحل السياسي الذي يؤدي الى اقامة دولتين».

ورغم توجيه (وكالات) إدارة أوباما التهنئة الى نتنياهو على الفوز الحاسم لحزبه في انتخابات أول من أمس، أشار البيت الأبيض إلى إن خلافاته العميقة وعلاقته المتوترة مع نتنياهو ستستمر ازاء قضايا تمتد من عملية السلام في الشرق الأوسط إلى المحادثات مع إيران.

وفي تحول إلى اليمين المتطرف في الأيام الأخيرة من الحملة الانتخابية تراجع نتنياهو عن دعمه لاقامة دولة فلسطينية في نهاية المطاف، الامر الذي كان محور جهود السلام لأكثر من 20 عاما كما تعهد المضي قدما في بناء مستوطنات يهودية في الأراضي المحتلة.

وأكد الناطق باسم البيت الأبيض جوش إرنست، التزام أوباما بحل الصراع في الشرق الأوسط على أساس اقامة دولتين

وقال إن استنادا إلى تصريحات أوباما «ستقيم الولايات المتحدة تناولنا لتطورات هذا الموقف.» وأضاف أن الولايات المتحدة تعتقد أن إقامة دولة فلسطينية تعيش جنبا إلى جنب في سلام وأمن مع دولة إسرائيل هو «أفضل سبيل لنزع فتيل التوتر بالمنطقة».

وتابع للصحافيين المسافرين على متن طائرة الرئاسة الأميركية إلى كليفلاند، إن الولايات المتحدة ستبلغ الإسرائيليين بصورة مباشرة بمخاوفها تجاه اللغة التي استخدمتها حملة نتنياهو.

واعتبر إرنست ان بلاده «تشعر بقلق بالغ تجاه لغة تسعى لتهميش المواطنين من عرب إسرائيل». وأضاف «انها تقوض القيم والمثل الديموقراطية التي هي مهمة لديموقراطيتنا وجزء مهم من الشيء الذي يربط الولايات المتحدة وإسرائيل سويا».

ورغم المخاوف الأميركية، قال إرنست إن وزير الخارجية جون كيري اتصل بنتنياهو ليهنئه على فوزه في الانتخابات وإن أوباما سيحذو حذوه «في الأيام المقبلة». وأوضح ان «التعاون الأمني الذي لم يسبق له مثيل بين الولايات المتحدة وإسرائيل بما في ذلك علاقتنا القوية في المجال العسكري والمخابراتي ستتواصل وأن تلك العلاقة ستتواصل».

من ناحيتها، رحبت الامم المتحدة بنتائج الانتخابات الاسرائيلية وأملت بتشكيل سريع لحكومة في اسرائيل، مؤكدة في الوقت نفسه، ان اسرائيل بحاجة للتقيد بعملية السلام في الشرق الاوسط لكي تبقى دولة ديموقراطية.

وقال فرحان حق، الناطق باسم الامم المتحدة، إن الامين العام للمنظمة الدولية بان كي مون يعتقد ان عملية السلام

بما في ذلك نهاية للبناء الاستيطاني غير القانوني هي «السبيل الافضل والوحيد للسير قدما حتى تبقى اسرائيل دولة ديموقراطية».

ورد السفير الاسرائيلي لدى الامم المتحدة رون بروسور قائلا «يمكن للامم المتحدة ان تختلف مع سياسات الحكومة الاسرائيلية لكن هناك حقيقة لا يمكن الطعن فيها وهي ان اسرائيل هي الديموقراطية الوحيدة في الشرق الاوسط».

واضاف في بيان «إذا كانت الامم المتحدة لديها هذا القلق على مستقبل الشعب الفلسطيني فيجب عليها ان تتساءل لماذا الرئيس

عباس في العام العاشر من فترة رئاسية مدتها خمس سنوات».