مسرحية نابضة بالإبداع والعمق... والجرأة لجاك مارون
«Venus» ريتا حايك... مارست أنوثتها وأخضعت الرجل!
| بيروت - من محمد حسن حجازي |
1 يناير 1970
07:29 ص
خفنا على الممثلة المتفجّرة موهبة وذكاء وأنوثة بعد «كعب عالي».
خفنا على ريتا حايك، وتساءلنا: ما الذي ستقدمه للخشبة بعدما صرعت زميلين لها (عمار شلق وطلال الجردي) في مسرحية «كعب عالي»، وإذا براعي هذا العمل المخرج جاك مارون يبادر إلى تقديم مشروع جديد عنوانه «Venus» القصة المقتبسة عن نص للأميركي المولود في شيكاغو ديفيد إيفس، تولته لينا خوري (المخرجة أيضاً) وغبريال يمين (الممثل والمخرج)، فاستعان بريتا ومعها بديع أبوشقرا الذي حضر خصيصاً من كندا (حيث يعيش مع زوجته وثلاثة أبناء)، آخذاً إجازة من ارتباطاته الفنية هناك ومتفرغاً للمسرحية حتى منتصف أبريل المقبل، مع عروض أسبوعية على مدى أيام الأسبوع باستثناء يوم الإثنين، في استعادة لتقليد مسرحي يعتمد الإثنين فقط عطلة أسبوعية أراد من خلاله مارون إعلان أن المسرح لم يكن يوماً للـ «ويك إند»، بل لكل الأيام، مع عطلة يوم واحد.
ظهرت حايك على الخشبة وكأنها تسونامي اجتاحت خشبة مونو.
سامقة جاذبة ديناميكية، وتمتلك لساناً لا معادل له في قاموس الممثلات سوى المحترفات الكبيرات، تحمل حقائب عدة تقتحم بها مكاناً أشبه بمستودع متواضع يجري فيه المخرج بديع (دوره) لقاءات مع صبايا يعتقدن أنهن يصلحن للعب دور فينوس في المسرحية التي يتأهب أبوشقرا لتقديمها، ووصلت ريتا متأخرة قليلاً، ولأن المخرج تعب كثيراً فإنه يطلب منها أن تعود في موعد آخر، لكنها تستعمل كل أسلحة الأنثى لإقناعه بالمباشرة في التعرف على مواهبها، ولو في مشهد واحد. المشهد يجر إلى مشاهد، والجميلة التي دوّخت بديع حوّلته إلى خاتم في إصبعها، وبالتالي مارست دور المخرج وأجادته، وجعلته يلعب أكثر من مرة دورها كأنثى، فأجاد كل منهما شخصية الآخر، في صياغة مسرحية فائقة الذكاء والعمق، مع توفيق في استخدام حتى العبارات النابية أحياناً لتوصيل الأفكار المقصودة!
وبدا الإغواء فطرياً في شخصية ريتا التي مرّرت بين الحين والآخر أنها عملت سابقاً غانية، وبالتالي فلا شيء يعيبها أو يردها عن فعل شيء، فيما كانت فرصة للمسرحية أن تواكب عيد المرأة العالمي من خلال عبارات ومواقف تنم عن رغبة في أخذ الحقوق التي لم تفز بها المرأة بعد، ومن معالم الاستفزاز لريتا أن أخضعت بديع وراحت تمثّل به لأخذ ثأر كل النساء، وأنهت الجولة بربطه إلى عمود خشبي وتركه يصرخ طالباً إغاثته!