حوار / «أنا ناجحة بأعمالي وفنّي... وتكريم سميرة توفيق ليس مسؤوليتي»!
باسكال مشعلاني لـ «الراي»: لا أحتاج إلى «القيل والقال» ... في الإعلام !
| بيروت - من هيام بنوت |
1 يناير 1970
03:33 م
• مطربون كثيرون يظهرون على شاشات البرامج... لكنهم لا يغنّون!
•أنا آخر فنانة يمكن أن تُسأل عن تجديد الأغنيات
• لماذا تحصرون الساحة في أسماء معينة ... وتظلمون الآخرين؟
مشعلاني... تشدو «باللهجة الخليجية»!
فبألبومها «باسكال 2015»، وهو أول ألبوم خليجي لها، عادت الفنانة باسكال مشعلاني إلى الساحة الفنية، متسلحةً بمجموعة من الأغنيات المنوعة تضمّنها الألبوم بينها أغنيتان مجدَّدتان، الأولى «يا الخيزرانة» من الفولكلور السعودي، والثانية «يا مدقدق» من الفولكلور الأردني، وهي أغنية معروفة للفنانة الكبيرة سميرة توفيق.
«الراي» تحاورت مع باسكال، التي قررت تصوير «يا مدقدق» مع المخرج حسن غدار، فأكدت أنها لم تكن تبحث عن تكريم سميرة توفيق، مردفةً «أن التكريم مسؤولية الدولة».
واستنكرت مشعلاني أن تُسأَل عن تجديد الأغنيات، بالرغم من أنها تقدِم على هذه الخطوة للمرة الأولى في مسيرتها، بينما هناك فنانون آخرون جدَّدوا خلال الأعوام الخمسة التي غابت فيها أغنيات وردة وعبد الحليم حافظ. باسكال مشعلاني، التي رأت أن «من الظلم حصر الساحة الفنية بأسماء معينة وتغييب أسماء أخرى»، أشارت إلى «أنه ليس هناك إجماع عند الناس على فنان واحد، بل لكل فنان لونه وأسلوبه»، موضحة أن ابتعادها عن البرامج التي فيها «قيل وقال» يجعل اسمها بعيداً - بعض الشيء - عن التداول الإعلامي.
مشعلاني رفعت سقف الحوار مع «الراي»، كي تُدلي برؤيتها للفن والغناء، وتعرض آراءها في كثير مما يجري على الساحة، متطرقةً إلى كثير من القضايا التي نكشف عن تفاصيلها في هذه السطور:
• بعد فترة من الغياب عدتِ، وفي جعبتك ألبوم «باسكال 2015»؟
- لم أغب إلا عن الألبومات، ولكنني لا أزال أحقق النجاحات، وأحيي الحفلات كما طرحتُ أغنية «غزل البنات».
• لماذا اخترتِ أن تكون عودتكِ من خلال تجديد بعض الأغنيات، بالإضافة إلى أغنياتك الخاصة؟
- كل الفنانين يجددون أغنيات ويضمّونها إلى ألبوماتهم. كان من المفترض أن أطرح الألبوم المصري - اللبناني، لأن هناك ألبومين خليجييْن جاهزيْن وألبوماً باللهجتين اللبنانية والخليجية، ولكن عندما سمعت أغنيات أخرى بينها «يا الحنون» و«مرة بقول الله يخليك» أعجبتني كثيراً، ووجدت أنه ليس مناسباً أن أضيفهما إلى الألبوم اللبناني - المصري، لأنهما باللهجة الخليجية. ولذلك قررتُ أن أطلّ بألبوم خليجي، وأنا كنتُ أتلقى مطالبات بذلك خلال مسيرتي الفنية، لأنني في السابق كنت أكتفي بطرح أغنية خليجية واحدة. وقد جددتُ أغنية «يا الخيزرانة» وهي من الفولكلور السعودي وغناؤها ليس سهلاً، ولذلك استعنتُ بأستاذ في الأداء، و«يا مدقدق» وهي أغنية من الفولكلور الأردني، وسبق أن غناها الكثيرون، وهاتان الأغنيتان، إضافة إلى أغنية «يا الحنون» (الأخيرة من كلمات أسير الرياض وألحان خالد الجنيدي)، تولى زوجي ملحم أبو شديد توزيعها. كما يضمّ الألبوم أغنية «شايف نفسه»، وهي من كلمات أسير الرياض وألحان خالد الجنيدي وتوزيع إسلام المرغني، و«حبيبي شبيك» من كلمات فراس الحبيب وألحان بسام المهدي وتوزيع أحمد جوزي، و«أحبك وانت رايق» كلمات سعود الشربتلي وألحان ثامر توفيق وتوزيع زيد عادل، و«مرة ومرة» (مرة أقول) كلمات أسير الرياض وألحان خالد الجنيدي وتوزيع حازم رأفت، و«ما انت هين» كلمات سعود الشربتلي وألحان ثامر توفيق وتوزيع زيد عادل. وثامر توفيق، ملحن سعودي يتميز بنكهة خاصة في التلحين المعاصر، وحاولتُ أن أنوّع بحيث تميزت كل أغنية بأسلوب مختلف عن الأخرى. وفيما تنطوي «يا الحنون» على الكثير من الشجن، قدّمتُ اللون العراقي للمرة الأولى من خلال أغنية «حبيبي شبيك» التي تحظى بصدى إيجابي، ويطالبني الكثيرون بتصويرها. حاولتُ أن أطل بشيء جديد ومجموعة حلوة من الأغنيات من خلال ألبوم «باسكال 2015»، على أن أطرح الألبوم المصري/ اللبناني في بداية الصيف.
• في أغنية «يا مدقدق» قلتِ إنك تريدين تكريم الفنانة سميرة توفيق، وهذه العبارة تكررت في الأعوام الأخيرة على لسان الكثير من الفنانين والفنانات؟
- ومن غنى غيري لسميرة توفيق!
• مثلاً ديانا حداد؟
- هل هم طرحوا «كليب»، أم اكتفوا بتقديم أغنياتها في الحفلات!
• الكل يتحدث عن تجديد أغنيات سميرة توفيق وتكريمها؟
- أنا لا أعرف، اسألي ديانا. الكل يغني لسميرة توفيق. أولاً، لحن أغنية «يا مدقدق» من التراث الأردني، أي أنه ليس ملكاً لأحد. ثانياً في الحفلات الكل يغني أعمال سميرة «بدك تيجي حارتنا» و«ع العين موليتين» و«أحبك» وغيرها، ولكن أحداً منهم لم يصوّر أغنية لها أو قدّم عملاً بمستوى راق. أنا لا أكرّم ولا أفعل شيئاً، بل كل ما في الأمر أنني أحببت أغنية تراثية وصوّرتُها قبل أي أغنية خليجية، لأنها باللهجة البيضاء ومفهومة في كل الدول العربية، على أن أصور أغنية خليجية في الفترة المقبلة. أنا فنانة وأعرف ماذا يحب الفنان، ولذلك أشرت في الكليب إلى عبارة «تحية تقدير إلى الفنانة سميرة توفيق»، لأنها قدمت الأغنية قبل 40 عاماً ونجحت فيها، حتى لو كانت تراثاً وغناها 3000 مطرب. لست أنا مَن يكرّم سميرة توفيق، بل هذه مسؤولية الدولة. أنا أحببتُ الأغنية لأنها فولكلور، ولأنها تليق على صوتي وجرى تجديدها بأسلوب جميل. وحتى الفيديو كليب خدمها. وقد قرأتُ نقداً حوله في الصحافة المصرية، لأحد النقاد كتب أنه أحب بساطتي وعفويتي، بينما تتجه الأخريات نحو الماس و«البورش». الأغنية من توقيع المخرج حسن غدار وهو شاب موهوب وجديد في المجال.
• يبدو أنك تريدين السير عكس التيار؟
- نعم، مع أن هناك كثيرين يتجهون إلى البساطة في أعمالهم.
• عندما يعمد الفنان إلى تجديد أغنية معينة، هل يفعل ذلك انطلاقاً من مخطط معين في رأسه؟
- أنا آخر فنانة يمكن أن تُسأل عن تجديد الأغنيات! اسألي كل مَن جددوا لوردة وعبد الحليم، خلال الأعوام الخمسة الماضية. «أنا ما كنت وهلق جيت». اسألوا غيري عن تجديد الأغنيات، وأنا أول مرة أقدم على مثل هذه الخطوة، ويجب ألا أُسال عنها.
• بصرف النظر عما تقولينه، ما الهدف الذي يقف وراء خطوة التجديد؟
- لا توجد عندي أهداف. أنا أحببت الأغنية، والكل يعلم أن اللون اللبناني البلدي يليق على صوتي. كل ما في الأمر أنني سبق أن غنيت «يا مدقدق» في أحد الأعراس، فقالوا لي «لا بد أن تجدديها لأنها روعة بصوتك». وعند التحضير للألبوم، وجدنا أنه تنقصنا أغنية واحدة، فكان القرار بتجديدها. بعد هذه الغيبة كلها، أنا لم أكن أتكل عليها عند عودتي، لأنه توجد أغنيات أخرى في الألبوم تحقق صدى إيجابياً، بينها «حبيبي شبيك» التي سنعمد إلى تصويرها، ومثلها «يا الحنون». أعتقد أنني أنا وغيري نجدد أغنيات قديمة، لأننا نحبها وتربينا ووعينا عليها. والجيل الجديد، بعض منه يحبها والبعض الآخر لا يعرفها، وهناك مَن يرغب في إعادة سماعها.
• وهل يراهن الفنان عادةً على أغنية مجدَّدة أكثر من رهانه على أغنية خاصة؟
- كلا. التجديد سيف ذو حدين، فهناك فنانون جددوا أغنيات ولم ينجحوا، وهذا أمر صعب لأن الناس لن يتوقفوا عن القول إن الأغنية نجحت مع صاحبها. القوة هي أن يجدد الفنان وينجح خصوصاً أن الناس يقارنون، وهذه الخطوة يشوبها خوف كبير. وإذا كانت الأغنية «ضربت» كما هي الحال بالنسبة إلى أغنية «يا مدقدق» التي تحتل المراتب الأولى في الإذاعات، فإن أغنيتيْ «يا الحنون» و«حبيبي شبيك» تنافسان أيضاً في «التوب 20».
• اسمك كبير ومعروف على الساحة. لكن في مكان ما هناك شيء ما ناقص عندك؟
- لا يوجد شيء ناقص عندي. كل ما في الأمر أنني لا أطلّ في كل المقابلات، لأن هناك برامج لا يناسبني أن أطل فيها. عندما لا أطل كثيراً في المقابلات ولا أدخل في جدال وأحكي وأرد، سيكون اسمي غائباً إلى حد ما إعلامياً، ولكن فنياً الوضع مختلف تماماً وكل حفلاتي «كومبليه». أنا أريد أن تلاحقوا الفنانين الذين يُكثرون من إطلالاتهم وأن تعرفوا أين يغنون. هل المطلوب أن يظهر اسم الفنان على التلفزيون فقط، أم أن تكون حفلاته «كومبليه»، ومبيعات ألبوماته هي الأولى على «I tunes»؟ كثيرون طلبوني للظهور في برامجهم، ولكنني لن أطل في غالبيتها، ليس لأنني أَفضل منهم، ولكنني لا أجد نفسي فيها. هل ترين أنه يناسبني أن أطلّ في برنامج «المتهَم» مثلاً؟ «مش أنا»! ورجا ورودولف من أحبابي، ولكنني أشعر بأنه يمكن أن أطل في حلقة «مسالمة» من برنامج «المتهَم»، كما حصل في حلقة يارا.
• وإذا تحدثنا عن برامج الهواة، وبما أنك موجودة ومطلوبة، لماذا لا نراك في هذه البرامج كما سائر النجوم؟
- لا شك أن هذه البرامج مطلوبة، وعادة يحصل تغيير في الأسماء. وكل سنتين أو ثلاث تدخل أسماء جديدة على اللجنة. هناك كثيرون غيري يجب أن يوجدوا كأعضاء في لجان التحكيم.
• ولكن اسمك ليس إلى جانب النجمات اللواتي يظهرن فيها، كهيفاء وهبي ونانسي عجرم ونجوى كرم وإليسا اللواتي يشغلن الدنيا؟
- وبماذا تريدين أن أجيب!
• أنا اسأل عمّا إذا كنتِ مقصرة في مكان ما في حق نفسك، واسمك لا يذكر إلى جانب تلك الأسماء؟
- أنت تشعرين بذلك، ولكنني لا أشعر بأنني مقصرة، وبعد غياب سنتين حفلاتي «كومبليه» وألبومي حقق مبيعات مرتفعة خلال أسبوعين من طرحه في الأسواق. أنا أشعر بأنني قوية وموجودة فنياً.
• لا شك في أنك قوية وموجودة فنياً، ولكن ليس كالأسماء الأخرى التي أشرتُ إليها؟
- ولكن الساحة فيها الكثير من النجمات. هناك يارا وكارول وسواهما، لماذا تحصرون الساحة في أسماء معينة وتظلمون الآخرين! كل فنانة لها لونها وأسلوبها، والناس لا يتفقون على اسم فنان واحد. ربما أنا، لأنه لا توجد ثرثرة حول اسمي، فلا أردّ أو أجيب، يغيب اسمي بعض الشيء، ولكن لو ظهرتُ في مقابلة وتحدثتُ عن 10 فنانات وهن بدورهن رددن علي فسوف «يلعلع» اسمي.
• وأنتِ لن تفعلي ذلك؟
- هذا مستحيل وهناك فنانات كثيرات مثلي. أنا ناجحة بأغنياتي وأعمالي، ولا أحتاج إلى القيل والقال في الإعلام. ألبومي يحتل المرتبة 2 في المبيعات على «I tunes»، وأغنياتي ضاربة وانتشرت في الجزائر وتونس والأردن ولبنان.
• بالنسبة إلى كليب «يا مدقدق». كيف اختيرت «اللوكات»؟
- ملابسي من توقيع «دولتشي & غابانا» و«كلوي». المخرج أحب أن أقدم شخصية الفتاة الريفية البسيطة التي تغازل حبيبها، وفي الوقت نفسه ترتدي ملابس «ستايل» ومن ماركات معروفة. في الماضي كانت «بنت الجبل» ترتدي تنورة شانيل، وتنتعل حذاءً ذا كعب عالٍ رفيع، وليس «الجينز»، فقدمني بصورة البنت الجبلية المودرن، واشتغلنا على الملابس والشعر والماكياج، كما جُهّزت «البوسطة» قبل أسبوعين من موعد التصوير في أدما.
• حتى الصور الخاصة بغلاف الألبوم، كانت لافتة للنظر؟
- أُلفت منذر هي المسؤولة عن «اللوك»، والتصوير لشربل بو منصور. كنا نريد فكرة جديدة، واخترنا «اللوك» الفرعوني، وهي حققت نجاحاً كبيراً، وأنا سعيدة جداً بصور الألبوم كما بأغنياته، لأنه دسم.
• ما الأغنية التي ستصوّرينها في الفترة المقبلة؟
- سأصوّر أغنيتين وليس أغنية واحدة، الأولى «يا الحنون» والثانية «حبيبي شبيك»، لأنهما تحققان نجاحاً باهراً، والتصوير سيتم في «شرم الشيخ» وبيروت.
• يبدو أنك تريدين أن «تفشِّي خلقك» بعد مرحلة الغياب، إذ أشرتِ إلى أنك ستطرحين ألبوماً جديداً في بداية الصيف؟
- كما ستكون لي إطلالات تلفزيونية ومشاريع كثيرة. بانتظاري زحمة عمل وأسفار كثيرة.
• ألا ترين أن من المبكر أن تطرحي ألبوماً جديداً خلال الأشهر القليلة المقبلة؟
- كلا. الناس يسألون دائماً: ما الجديد الذي تحضرين له؟ حتى عندما يطرح الفنان ألبوماً وأغنية، فإنهم يسألونه بعد شهرين «ما جديدك»؟
• أخيراً، ما أخبار ابنك إيلي؟
- «بيجنن»، صار عمره 3 أعوام و5 أشهر وهو يذهب إلى المدرسة. نحن سعداء به كثيراً.