أمثال الأحمد وجّهت لقصر العمل فيه على المواطنات فانخفض عدد البسطات العاملة من 68 إلى 3
سوق «واجف»... واقف !
| إعداد غانم السليماني |
1 يناير 1970
09:59 ص
• المواطنات: الشيخة أمثال انتصرت لنا والسوق تاريخ أمهاتنا
• البائعات الآسيويات: الكويتيات لا يستطعن الوقوف بالشمس والغبار
صدرت توجيهات بأن يقصر عمل البائعات فيه على المواطنات فقط، فأصاب الوهن مفاصله، وانخفضت البسطات التي تعمل فيه من 68 بسطة إلى 3 فقط.
ذلك هو واقع سوق الحريم الذي أدخلت عليه تحسينات وإصلاحات حافظت على طابعه التراثي، من حيث الشكل والمحتوى بألوان بضائعه الزاهية وأقمشته التاريخية ورائحته العبقة.
سوق الحريم «واجف» يواجه اليوم خطر الاندثار بعد أن ضرب الوهن اطنابه بسبب عزوف الكويتيات عن العمل في بسطات السوق، بعد تعليمات الشيخة امثال الاحمد بعدم السماح للآسيويات بالعمل فيه، وان يقتصر على الكويتيات. هذا قرار جاء بعد جولة للشيخة أمثال على سوق الحريم، فوجئت خلالها بأن السواد الاعظم من البائعات من جنسيات آسيوية، فما كان منها إلا أن أعطت توجيهات بمنح البسطات للكويتيات بشرط أن يقمن بمتابعة البسطة بأنفسهن حفاظا على الصورة التاريخية للسوق القديم.
اليوم يبدو السوق القريب من سوق المباركية كئيبا بعدد محدود من النساء اللاتي يفترشن ثلاث بسطات فقط على فترتين صباحية ومسائية من أصل 68 بسطة، لعدم وجود بائعات كويتيات.
القرار قوبل بالاحتجاج من العاملات الاسيويات اللاتي قلن لـ«الراي» إن القرار تسبب في شلل السوق لعدم وجود كويتيات يقفن طوال اليوم للبيع والشراء ومتابعة الزبائن، لاسيما في أوقات الغبار والحر ما يهدد السوق بالاندثار.
البائعة الهندية مريم كوندا التي تجلس على مدخل السوق تقول «لا يوجد لدينا شغل بعد قرار المنع، وكما ترى البسطات فاضية ولا امرأة تريد أن تعمل بها من الكويتيات» متمنية ان تمنح فرصة جديدة للوافدات للعمل في سوق الحريم.
وأشارت مريم إلى «أن قرار المنع كان منذ ثلاثة أشهر تقريبا، ومن ذلك الوقت والعمل متوقف في معظم البسطات لعدم وجود كويتيات يرغبن في العمل في السوق المكشوف فليس هناك من تستطيع الجلوس في الشمس والحر غير الهنديات».
من جانبها، تمنت البائعة الهندية فاطمة أن يعاد النظر في قرار منع الوافدات في البيع بسوق الحريم متسائلة «لماذا يتم حرماننا من ممارسة مهنة البيع والشراء؟»،مؤكدة أن السوق بحاجة لتنشيط كونه أحد معالم الكويت القديمة وله زوار ومحبون من داخل وخارج الكويت.
من جانبها، دافعت المواطنة أم طلال التي تبيع في بسطة رقم 1عن القرار قائلة ان «المسؤولين أرادوا من القرار تشجيع الكويتيات ودعم التاريخ القديم للسوق الذي يعتبر من أقدم الاسواق على الاطلاق وغير المعقول أن تكون واجهة السوق بائعات أجنبيات».
وأضافت أم طلال أن «سعر تأجير البسطة يبلغ 25 دينارا تذهب لخزينة الدولة، والبلدية تأخذ 5 دنانير للتنظيف ومعظم البضائع التي تباع أزياء كويتية ومواد تنظيف وكريمات، وغيرها من المسلتزمات اليومية». وتشير إلى أن «البسطة كانت لوالدتي منذ العام 1948، وأنا واصلت العمل بها لعشقي للمكان وفيه ذكريات لا يمكن أن تمحوها السنون»، موضحة أن الشيخة المرحومة موضي الصباح أول من بنى السوق وقامت أم ماجد الشيخة امثال الاحمد بتجديده بحلة جديدة.
واشارت إلى أن «عددا كبيرا من الشيوخ والتجار وأهل الكويت يشترون من السوق في أيام الافراح، وأقوم بتطريز الثياب بأسمائهم، وهذا رزق من الله كما أن الطلبة الدارسين في الخارج يشترون بضائع لاهدائها لمعلميهم الاجانب».
واشادت أم طلال بالجهود والاهتمام الكبير من قبل الشيخة أمثال الاحمد التي تدعم الكويتيات وهي نصيرة المرأة وتلبي جميع مطالبها.