بعد مشاركته في تأليف وإخراج فيلم فازت بطلته بجائزة أوسكار أحسن ممثلة

وفاة المخرج الأميركي «المشلول» ريتشارد غليتزر... عن 63 عاماً

1 يناير 1970 02:21 م
أُعلن أخيرا عن وفاة المخرج الأميركي ريتشارد غليتزر الذي شارك، على الرغم من إصابته بضمور عصبي وشلل تام، في تأليف وإخراج فيلم «Still Alice» الذي فازت بطلته جوليان مور بجائزة أوسكار أحسن ممثلة في الحفل الذي أقامته أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة في فبراير الماضي.

وجاء إعلان وفاة غليتزر في بيان أصدرته أول من أمس مديرة دعايته ايكتا فارار التي قالت إن المخرج البالغ من العمر 63 عاما لفظ أنفاسه الأخيرة يوم أول من أمس في منزله الكائن في مدينة لوس أنجليس متأثراً بمضاعفات مرض «التصلب الجانبي الضموري» الذي أصاب جهازه العصبي في العام 2011 وأفقده القدرة على الكلام والحركة تدريجيا إلى أن أصيب بشلل تام في العام 2014 وأصبح غير قادر على تحريك أي جزء من جسمه باستثناء أحد أصابعه، لكنه ظل يتواصل عن طريق ذلك الاصبع مع طاقم العمل الخاص بفيلم «Still Alice» الذي حصدت بطلته جائزة أوسكار أحسن ممثلة.

وكانت بعض أعراض مرض «التصلب الجانبي الضموري» الذي يصيب الجهاز العصبي قد بدأت في الظهور على غليتزر في العام 2011 عندما بدأ آنذاك في التحضير مع صديقه ووش ويستمورلاند من أجل إخراج فيلم «Still Alice» الذي تشاركا في تأليف قصته. وفي أعقاب تشخيص المرض رسميا في العام 2013، بدأ غليتزر في المعاناة من صعوبات شديدة في النطق والحركة إلى أن فقد القدرة عليهما نهائيا باستثناء تحريك أحد أصابعه، لكنه استمر من خلال ذلك الإصبع في التواصل والتعاون مع صديقه ويستمورلاند في عملية إخراج الفيلم، حيث كان يتخاطب معه من خلال الكتابة بذلك الإصبع عبر أحد تطبيقات جهاز الآيباد الخاص به بينما كان طريح الفراش طوال الوقت.

وتقاسمت الممثلة الأميركية جوليان مور مع الممثلين أليك بالدوين وكريستين ستيوارت، حيث تلعب مور في الفيلم دور أستاذة في علم اللغويات تدعى أليس هولاند، وهي امرأة متزوجة وسعيدة مع زوجها وأبنائها الثلاثة البالغين، لكنها تبدأ فجأة في المعاناة من مشكلة نسيان الكلمات والأشخاص والأحداث، وعندما تحصل على تشخيص لمرضها تكتشف أنها في المراحل الأولى من مرض الزهايمر، فيصبح الترابط بينها وبين أفراد أسرتها في حالة اختبار، وذلك في الوقت الذي تكافح هي فيه من أجل البقاء على اتصال بشخصيتها التي كانت عليها، وهو الأمر الذي تصوره أحداث الفيلم في سياق يبعث على الشعور بالخوف والفاجعة والالهام في آن معا.

وهكذا فإن قصة فيلم «Still Alice»، الذي شارك غليتزر في إخراجه وهو مشلول تماما في فراش مرضه، تعتبر بمثابة صدى درامي يحاكي الصراع والكفاح الذي خاضه بعزيمة وإصرار ضد مرضه حتى الرمق الأخير.