جذر أول:
بقعة زيتٍ على حافة البرواز
تذكرك حتما...
بلزوجة الفطرِ،
وأنه... ليس ليلاً عادياً
- ذاك الذي يحتل الركن القصيَّ من الصورة -
تحكي لك الضامرة...
لما تحلَّقتها النسوة ُ المجرباتُ
لم تكن تعرف
- على وجه اليقين -
لماذا رفعن جلابيبهن
فبانت الأرواحُ...
كسلال فاكهة معطوبة
كيف اغتسلْنَ بالحمض؛
خوفَ رياح ٍ غامضةٍ،
ووقفن خلف الوقتِ...
بالماء الساخن،
والدعواتِ الممطوطة!
وكنتَ في رطوبة البئر؛
تقرأ سِفْرَ الخروج.
كيف انزلقت َ مثل ثعبان؛
فتبدأ النساء ُالعويلَ بأغنية؟!
وتبدأ الضامرة ُغناءها...
بالبكاء؟!
مستخرج رسمي:
كان اسماً لرئيسهِ في العمل ِ
والذي ليس حتماً يسبقه في(خانة الراتب)،
وكان اسما لرفيقه في رحلات المروق
ولم يكن ثمة حائلٌ بينهما
وكان اسماً لثري شهير
- من البكوات الحمر -
حاول خطف محبوبته...
بـ «ذهبية» في النيل ِ
[تبًّا لهذه التأثيرات الفيلمية!]
وكان في وريقة ملونة...
تحت آخر شمعة جاهدت الريح
وقاومت للبقاء...
[سطور من أسطورته الخاصة].
فكان في شهادة الميلاد:
تحفُّهُ...
خانات ٌ ممهورة،
وجداولُ للمصل،
أخبرت بها القابلة؛
نيابة عن الحكيم المغرور،
محذرة من التأخير... عن (الجدري)
و( الحصبة )!
ثم صار لهما كُنية،
و(وشما) على (الداير) المشغول،
تقرئك - الضامرة -
حروفه...
عندما يغيبُ؛
ولهذا أصبحت لا تجيد الفرار!
حكاية معادة:
سوف تترك له البيت؛
لأنها لم تعد تجيد
وضع ( الميركركروم)...
على الجرح الغائر في القلب!
وسوف تسحب ذيلها
وحده...
تاركة ً ظلالها الخمسة
على سلالم بيته الخشبية!
لكنها... رحمة بهذه السلالم،
وعملا بالأصول،
سوف ترقد على سريره،
وإلى جواره إلا قليلا،
ولن تسمح له بالحديث إلا خافتا؛
كي لا يصل إلينا...
تحت السرير!
هاهي ذي تؤكدُ...
- بعد خمسين مرت -
أنها سوف تترك له السريرَ،
وتحدثنا بصوتٍ مرتفع؛
حتى يرى...
أن شعري شاب،
وأني صارت لي امرأة...
سوف تترك لي البيتَ،
لكنها...
...
تحرص على الأصول!
صورة في الألبوم
بين امرأتين...
كان واقفا مثل شجرة
وكنا حوله بينهما،
كسور للحديقة!
الأولى ترتدي بياضها
والأخرى تجللت بالسواد
وأنا مغلَّف بالفضة.
يميل نحوي هامسا بالفحيح:
«لا تزعج العدسة»!
الآن أصفِّق للمصوِّر؛
سيحرز الجائزة...
في مسابقة الوحدة الوطنية!
لكني سأدعي أمام قبيلتي...
من الشعراء المجانين...
أني لا أعرف هذا الرجل،
بينما أستطيع الإشارة - دون تردد -
إلى أمي في الصورة،
مبديا إعجابي...
بقدرتها على الابتسام ،
و(فستانها) الأنيق!
لاتسأل الرقابة
ليست الأرض وحدها
أسكرتها العجوز بالمواويل،
ثم أنفقت نصف عمرها...
في تعقب الفاكهةِ،
ونصفه إلا قليلا...
في الصلاة...
لأجل طائر مسحور!
ينشر جناحيه
كلما باض في حجرها
لكنني متهم بالخروج،
وأنني تبعتها دون إذن
وبعد أن ماتت...
أدركت أنها...
لم تكن تراني!
وأنها
أنفقت عينيها؛
(كانتا مثل فيروزتين)
ثمنا لقصيدة شعر ِ
كانت تجد ريحها...
كلما فتشتْ ..
في قميص جدي الجميل!
الأبيض الذي يفتش في الأظافر
قريبا من السماء الأولى
صفوا المقاعد بانتظام صارم
قبل أن يؤذن لنا بالصعود
وفي موسم 27 من رجب...
(حين جمَعـَنا ذَكَرُ البط )
عاجلوني بالنبأ؛
كسوة الشتاء هذا العام...
سوف تطالني بكثير من الصوف؛
فأعمارنا متقاربة،
وأن زرا إضافيا
زرا واحدا في القميص (الكاروه)
سوف يجعلني مهندما!
تقول أمي ، بينما يوقع بطاقة الدرجات
(كولي أمر مفوض):
إنه إكراما لها
هي التي تذكره بأمه
يفعل ذلك
أعرفه جيدا،
أو يبدو لي هذا
وتقول إني أشبهه...
في جودة خط النسخ،
وشغفي بالقصاصات!
حملتني إلى سمائه ذات غضب؛
فأقسم...
أن يرمي كوم اللحم...
للعابث الذي ارتضى الغياب...
حلا للمعادلة!
واليوم جهزوني للصعود...
لا زر مكسور،
ولا شعر أشعث!
لكن الرجل ذا الجلباب/
الأبيض/
الناصع...
فتش في أظافري،
ولم يشر إلى القميص،
وفي المنام رأيته...
متسخ الأظافر،
ورأيتني أٌقذفه...
بقطعة من اللحم النيئ
وكوم من اللحم...
يرقد إلى جواري!
والعابث الذي ارتضى الغياب
يشــير بالمقص... إلى لســــاني!