ولي رأي
دولة الرفاه مستمرة
| مبارك مزيد المعوشرجي |
1 يناير 1970
07:58 ص
تعجبت عندما سمعت تصريحاً لأحد الوزراء يقول فيه: «إن دولة الرفاه قد انتهت، والسكين قد وصلت العظم، وعلى الشعب الكويتي شد الأحزمة».
وبعد أيام شوهد معالي الوزير على إحدى وسائل التواصل الاجتماعي وبيده ساعة، يعادل ثمنها كما قال العارفون في تلك الأمور راتب وزير لمدة 3 سنوات، إذا كان راتب الوزير كما نعرف 2800 دينار، فبدأت حينئذ بالتدقيق فيما حولي من مظاهر نهاية الرفاه، كما حذر معالي الوزير، ووجدت أن الأمر عكس ذلك تماماً.
فلا أكاد أقف أمام إحدى إشارات المرور إلا ويقف بقربي 3 سيارات فارهة أو أكثر قيمة الرخيص والصغير منها عشرات الألوف، وعند أي عطلة تزيد على يومين تنفد تذاكر السفر للخارج، وتزدحم المراكز الحدودية بسيارات المسافرين، وتبين لي أن شركات الطيران والفنادق تنظم عروضها وبرامجها الترفيهية على روزنامة الإجازات الكويتية، وما أكثرها.
أما الساعات والهواتف النقالة والمجوهرات والحقائب النسائية فهي ثروات صغيرة، بأيدي حتى الأطفال، ولدينا عشق للماركات التجارية الغالية يفوق عشق قيس لـ ليلى، حتى وصل الأمر لـ «الغتر، والحجابات، والعباءات النسائية»، واعدتنا وكالة «يدبيري» للأبحاث في المراكز الأولى على المستوى العالمي من حيث الإقبال على اقتناء المنتجات والسلع الفاخرة، وانتشار محلاتها في جميع ربوع الكويت ومجمعاتها التجارية المشهورة.
وفي دراسة استطلاعية أجرتها إحدى الصحف المحلية حول المستوى المعيشي في الكويت أفادت نسبة 52 في المئة ممن أجريت عليهم الدراسة بأن الكويت لا تزال دولة رفاه، وقبول شعبي بمستوى المعيشة فيها، وقد تكون تلك النسبة قليلة، ولكننا شعب قليل الرضا على حكومته، وأرى أن في هذه النسبة مؤشراً إيجابياً.
****
إضاءة:
ذكرت قناة المسيرة التابعة للحركة الحوثية أنه تم الإفراج عن قيادي من «داعش» في العراق، مقابل الإفراج عن ديبلوماسي إيراني في اليمن، وهذا ما يثبت أن «القاعدة» و«الحوثيين» و«داعش» واجهات أخرى في بغداد، أخوة في الرضاعة، وإن اختلفوا في الجنسية والمذهب، وأن المرضعة تنظم العلاقة بينهم عند حدوث أي تقاطع طارئ أو للتمويه بينهم.