العبادي: حب العراق يجمعنا وليس انتماءاتنا الطائفية الضيّقة
القوات العراقية المشتركة تدخل تكريت من الشرق
| كتب إيليا ج. مغناير |
1 يناير 1970
06:50 ص
دخلت القوات العراقية مدعومة بالحشد الشعبي، أمس، مدينة تكريت من جهة الشرق في منطقة الشرقاط بعد ان استعادت البوعجيل والعوجا مسقط راس صدام حسين والمطار العسكري جنوباً وغرباً، وكذلك مدينة الدور مسقط رأس نائب صدام عزة الدوري وزعيم جيش النقشبندية الحالي الذي كان حليفاً لتنظيم «داعش» قبل ان يخيّره هذا الاخير بين الانضمام اليه او الرحيل او الحرب، كما دخلت هذه القوات بلدة العلم لتكمل اندفاعها نحو قلب تكريت.
وأكدت مصادر ميدانية لـ «الراي» ان «داعش ترك مقراته في الشرقاط ومحاكمه الشرعية ومقراته الاعلامية ومصنعاً للسيارات المفخخة مع عدة سيارات بداخلها أطنان من المتفجرات، ما يدل على هروب عدد كبير من المسلحين بسرعة ومن دون تنظيم، وكذلك دخلت القوات العراقية من جنوب وشمال تكريت لارغام داعش على الاستسلام او الموت».
وقال المتحدث باسم شيوخ صلاح الدين مروان الحبارة لـ «الراي» ان «عشائر صلاح الدين تستعد لتأخذ الارض وتسيطر على ما حررته القوات العراقية والحشد الشعبي، وهم يشاركون في مقدمة القوات، وهناك أكثر من 1200 مقاتل من ابناء العشائر وعشيرة الجبور وغيرها تحارب داعش، وستتسلم الارض لإعادة الاهالي الى منازلهم التي تركوها جراء الحرب الدائرة».
وكانت القوات المشتركة قد سيطرت على قلب بلدة العلم، وهي آخر معقل لـ «داعش» يتعين تطهيره قبل أن تتمكن القوات الحكومية ورجال الفصائل من دخول مدينة تكريت نفسها.
وقال قادة عسكريون إن مقاتلي «داعش» كانوا ما زالوا يتحصنون في منازل في الجزء الشمالي من العلم ولكن القوات المشتركة استردت قلب البلدة واستعدت لقتال شوارع للسيطرة على بقية البلدة.
وأوضح النقيب وسام ابراهيم متحدثا من العلم إن القناصة والشراك الخداعية تبطئ تقدم القوات العراقية للسيطرة بشكل كامل على كل أجزاء البلدة، مضيفا: «ننتظر تأمين الطائرات الهليكوبتر التابعة للجيش الطريق لتقدم القوات بشكل سلس».
ونقلت شبكة الإعلام العراقية عن مصدر أمني أنه تم تحرير العلم مساء أول من أمس، بمشاركة 700 متطوع من المنطقة.
وأعلنت قيادة عمليات بغداد، أول من أمس، عن «مقتل 350 إرهابيا من عصابات داعش، وتفكيك 382 عبوة ناسفة في عملياتها التي تشنها في قضاء الكرمة» خلال اربعة أيام.
وقالت في بيان انه «تمت معالجة 81 منزلا مفخخا، والاستيلاء على 12 رشاشة أحادية، وثلاث عجلات همر، علاوة على تدمير عجلة تحمل تسعة ارهابيين، وتدمير 37 وكرا ومخبأ للإرهابيين».
وليس الهجوم على تكريت الهدف الاساسي للعملية فقط بل هو جزء من عملية الموصل، ولهذا فان القوات الكردية، البيشمركة، تتقدم لتطويق والسيطرة على قضاء حويجة، معقل «داعش»، واستعادته مدعومة بالطائرات الاميركية وتلك التابعة للتحالف.
وقال اللواء شامراني زمناكو ان «قوات البيشمركة تقدمت واستعادت سميلاوى ودور قرابا والصخرا واسماعيل وهي تحاصر الملا عبد الله وتل الورد بهدف تطهير شرق صلاح الدين وكركوك من قوات «داعش» لتمنع اي وجود لهم في جنوب الموصل بعد طردهم من بيجي استعداداً للمعركة الكبرى».
ووجه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي كلمة إلى «أبناء القوات المسلحة والأمنية والحشد الشعبي وأبناء العشائر، حثهم فيها على التعامل مع الحرب بمبدأ الهوية الوطنية وحب العراق».
وقال في كلمته: «أؤكد لكم أن كل بقعة أرض تتوجهون إليها ستتحرر، وأن كل عدوّ يقف أمام زحفكم سينهزم، وأن كلّ من يتواطأ مع عدوكم ويقف ضد إرادتكم بالفعل أو بالقول، لن يجني إلا الخيبة والخسران».
وخاطب المقاتلين بصفته القائد العام للقوات المسلحة وجنديا من جنود العراق بحثهم على أن «تكون العزيمة عراقية. والهوية عراقية. والغيرة عراقية. حب العراق يجمعنا لأنه هويتنا. وليس انتماءاتنا الضيقة. فكونوا كما أنتم وكما عهدناكم، عراقيين أصلاء منتفضين لهذه البلاد العريقة ولشعبها العراقي الأصيل».
ائتلاف علاوي: مرحلة ما بعد «داعش» ستكون أكثر خطورة
بغداد - د ب أ - اعتبر ائتلاف الوطنية في البرلمان العراقي بزعامة نائب الرئيس العراقي إياد علاوي، أمس، أن مرحلة ما بعد تنظيم «داعش» ستكون أكثر خطورة ما لم يتم وضع خارطة طريق تضمن للمواطن العراقي مواطنته الكاملة.
وقال الائتلاف في بيان صحافي إن «الانتصارات التي يحققها الجهد العسكري بقيادة قواتنا المسلحة الباسلة ضد داعش، وبمباركة شعبنا بكافة شرائحه، ودعم دول التحالف العربية والجوار والمجتمع الدولي للجهود المبذولة لإزاحة وتدمير داعش، لابد وأن يتكلل بنتائج مهمة ومصيرية، وفي مقدمة ذلك ترصين الوحدة الوطنية وإخراج العراق من براثن الجهوية والطائفية السياسية، وإشاعة روح التسامح وبناء العراق الاتحادي الديموقراطي الموحد الذي يرفل شعبه كل شعبه بالعدالة والمساواة وسيادة القانون».
وأضاف البيان أن «مرحلة ما بعد داعش ستكون أكثر خطورة إن لم نحسن وضع خارطة طريق واعدة تحقق للمواطن العراقي مواطنته الكاملة وتبعد عنه غائلة الخوف أو العوز على أن تكون بدايتها تحقيق السيادة الكاملة على مستوى القرار وما تم الاتفاق عليه من أوراق عمل قبل تشكيل الحكومة».ووضح البيان:«علينا أن نعمل من أجل عدم الركون إلى الثأر والانتقام العشوائي وإنما تكليف القضاء الذي يبتعد عن الجهوية ليقوم بمهامه في إقامة التمييز ما بين المرتكب من غيره ومعاقبة المرتكبين من دون رحمة وفق القوانين المعتمدة في البلاد وعلينا ألا ننسى النازحين القدامى والجدد ومعاناتهم وضرورة عودتهم بأمان إلى بلدانهم وأهلهم ودورهم وتعويضهم تعويضاً عادلاً وكذلك أسر شهداء وضحايا داعش من المواطنين الذين وقفوا ضد هذه القوى الظلامية الإرهابية».