تعد وسائل الإعلام في الظروف الراهنة من أهم المؤثرات بعدما أصبح النشاط الإعلامي هو النشاط الثالث الذي يمارسه المواطن بعد الأكل والنوم ولأنها باتت تساهم بقوة في تشكيل المواقف وآراء المجتمع تجاه القضايا المختلفة التي تواجه الأمة وفي ترسيخ قيم النظام الاجتماعي، بالإضافة للدور الحيوي الذي تلعبه في حياة الناس نظراً للتطورالواسع في الحقل الإعلامي، فالمسؤولية الملقاة على عاتق وسائل الإعلام كبيرة إذ تساعد على تناسق السلوك الاجتماعي وتحدد العادات للأفراد والجماعات.ومن ذلك يتبين مدي تأثير وسائل الإعلام والاتصال علي اختلافها ودورها الإيجابي أو السلبي في إحداث تغييرات في الفرد والمجتمع على حد سواء.وسنقف من خلال هذه السطور على بعض الإيجابيات التي تحدثها وسائل الإعلام.نشر الفكر الإيجابي عند الفرد والمجتمع:حيث نجد وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة مصدرًا مهمًا من مصادر التوجيه والتثقيف في أي مجتمع، وهي ذات تأثير كبير في جماهير المتلقين المختلفين، المتباينين في اهتماماتهم وتوجهاتهم ومستوياتهم الفكرية والأكاديمية والاجتماعية.
فمن الأدوار الفاعلة التي تقع على عاتق تلك الوسائل هي عملية تحسين المستويات الفكرية عند الفرد وتوجيهه إلى تبني منهج فكري سليم عن نفسه وعن مجتمعه وعن الحياة بصفة عامة، وأن يدرب نفسه على التخلي عن الأفكار السلبية التي تحد من قدراته، والتي تضيع جهوده في سبيل تحقيق ما يصبو إليه من أهداف في حياته.
ترسيخ القيم والعادات الإيجابية، التي تسهم في تقدم المجتمع وتطوره:
وفي ظل الظروف الراهنة باتت وسائل الإعلام من أهم هذه المؤثرات لأنها تساهم في تشكيل مواقف واتجاهات وآراء وقيم الجماهير تجاه القضايا والموضوعات المختلفة. وبذلك يقع على عاتق وسائل الإعلام بعض الأمور التي نوجزها في النقاط الآتية: - الحرص على ألا تتضمن وسائل الإعلام أو الفضائيات ما من شأنه الترويج لسلوكيات غريبة تناقض القيم في النظام الاجتماعي.- نشر وتدعيم نسق القيم في هذا النظام وتفاعله على النحو السليم مع النظم الاجتماعية الأخرى لإثرائه وتقويته.
- الالتزام بمحاربة السلوكيات الخاطئة التي بدأت تستشري في المجتمع بدرجة تهدد بفقدانه لهويته.- الالتزام بإدخال سلوكيات جديدة ومتحضرة من شأنها تطوير المجتمع وإثراء نظامه القيمي.
- العمل على إحياء القيم العربية الأصيلة التي كانت قائمة في المجتمع والتي اختفت بفعل عوامل داخلية وخارجية.
• تعديل السلوك والشخصية: فهناك العديد من السلوكيات والقيم المرغوبة التي يمكن لوسائل الإعلام على اختلافها التأثير فيها بالتعديل والتغييرمنها:- بناء الشخصية الوطنية السوية.
- تأكيدُ أهمّية القيم الإنسانيّة واحترامِ الآخر.
- معالجة الغضب والتوتر: بتأصيل قيمة العفو والرحمة التي تُكون هوية الإنسان. - البعد عن التشدد في السلوك: بتأصيل حرية التعبير واحترامها وتقبل الرأي الآخر. - تعزيز قيمة الصبر والتحمل: وذلك في مواجهة جميع الضغوط والمشكلات الحياتية.مواقع التواصل الاجتماعي وتعزيز الإيجابية:
وهي عبارة عن مواقع اجتماعية إلكترونية على الإنترنت تتيح لمستخدميها إنشاء المدونات الإلكترونية، وإجراء المحادثات، وإرسال الرسائل كما تتيح مشاركة الصور ومقاطع الفيديو والملفات، وتيسر للمستخدمين نشر الملفات، والكتابة حول موضوعات محددة من الممكن أن تدخل ضمن دائرة اهتمام مشتركين آخرين، وتمكنهم من التعليق على تلك المواضيع وإبداء آرائهم فيها.فهي ذات قيمة ومنفعة ومردود إيجابي على الفرد والمجتمع والعالم، بشرط أن نحسن استخدامها، وأن نسخرها لكل ما هو جميل وإيجابي في حياتنا لتحقق وتعم الفائدة المرجوة منها.
وفي النهاية نتمنى أن نكون قد ألقينا الضوء على بعض أدوار الإعلام في نشر الإيجابية وأثرها الفاعل والإيجابي في تعديل السلوك وترسيخ القيم وبناء الشخصية الوطنية السوية. ووقفنا على ما لمواقع التواصل الاجتماعي من دور كبير وأثر عظيم في الفرد والمجتمع إذا تم استخدامها الاستخدام الأمثل والنافع.
* مدرب الحياة والتفكير الإيجابي
Twitter: t_almutairi
Instagram: t_almutairii
[email protected]