خطة أمنية لبيروت وضاحيتها الجنوبية

1 يناير 1970 07:20 ص
يلاقي لبنان القرار الإقليمي - الدولي الكبير بعزْله عن البركان المتفجر في المنطقة، بشبكة أمان داخلية تضع الملفات الخلافية ذات الطبيعة الإستراتيجية جانباً وتنخرط في العمل على حماية الاستقرار الأمني ومنْع الانزلاق الى مزيد من الشلل على مستوى آليات الحكم في البلاد.

وتحت هذا السقف تتم إدارة اللعبة السياسية الداخلية، في الوقت الذي يحظى الجيش اللبناني بغطاء من الداخل والخارج يمكّنه من بناء خط دفاع يقي الحدود الشرقية مع سورية خطر اي اختراقات محتملة من الجماعات الارهابية على غرار ما حصل في أوقات سابقة.

وأبدت اوساط سياسية واسعة الاطلاع في بيروت ارتياحاً لافتاً الى نجاح المساعي في إبعاد لبنان عن شبح الحرائق المشتعلة في المنطقة، وأبلغت «الراي» ان «تقاطُعات في المصالح الخارجية والداخلية شكّلت بوليصة تأمين للواقع اللبناني الذي صار عصياً على اي تطورات دراماتيكية رغم مأزقه السياسي - الدستوري المتمثل باستمرار احتجاز عملية انتخاب رئيس جديد للجمهورية منذ مايو الماضي».

واذا كان رئيس البرلمان نبيه بري حدد الاربعاء المقبل، موعداً لجلسة انتخاب الرئيس بالتزامن مع دخول الفراغ في سدّة الحكم شهره العاشر، فإن الاقتناع العام في البلاد يزداد رسوخاً بأن هذا الاستحقاق مؤجل الى اجل غير مسمى نتيجة المعادلة التي يتمسك بها «حزب الله» والقائمة على سطر واحد: إما العماد ميشال عون رئيساً وإما فلا رئيس.

وشكّل الملف الرئاسي واحداً من العناوين التي تطرق اليها الحوار بين «تيار المستقبل» و«حزب الله» من خلال مناقشة اولية للاستراتيجية الوطنية لمكافحة الارهاب، التي يرى «المستقبل» انه لا يمكن قيامها من دون وجود رئيس للجمهورية.

وتقاطعت المعلومات حول استمرار الهوة على حالها بين «المستقبل» و«حزب الله» في شأن الملف الرئاسي، فالاول يعتقد ان لا إمكان للخروج من المأزق الا عبر التفاهم بين جميع المكونات السياسية على رئيس توافقي، في الوقت الذي يضع الثاني مواصفات لا تنطبق الا على العماد عون، مرشحه الوحيد.

ولم يحلْ هذا الخلاف حول الرئاسة بين «حزب الله» و«المستقبل» دون المضي قدماً في حوارهما لتنفيس الاحتقان وسط معلومات عن تفاهم حول خطة امنية لبيروت وضواحيها الجنوبية سيتم العمل على انضاجها على نار هادئة لضمان نجاحها.

ومع إعداد العدة لتوسيع الخطة الأمنية التي كانت انطلقت من طرابلس في شمال لبنان، وحطّت في البقاع وتشق طريقها نحو بيروت ومعقل «حزب الله» في الضاحية الجنوبية، يتّضح ان المناخ الحواري في البلاد يلاقي رغبات دولية واقليمية في حفظ الستاتيكو اللبناني الحالي القائم على ادارة العملية السياسية بأقل توترات ممكنة وحماية الاستقرار الأمني لمنع انضمام لبنان الى نادي الدول الفاشلة في المنطقة.

ووسط هذا المناخ جرى تدارُك أزمة الحكومة التي استمرت نحو اسبوعين بسبب خلافات بين مكوّناتها عطّلت قدرتها على ادارة شؤون البلاد، وها هي تجتمع اليوم بعد تفاهم بين مختلف القوى المشاركة فيها على تسهيل عملها على قاعدة الفاعلية والسلاسة التي اشترط رئيسها تمام سلام التسليم بها لمعاودة دعوة مجلس الوزراء الى الانعقاد.