أوباما يدين «الجريمة الوحشية» ويطالب موسكو بـ «تحقيق نزيه وشفّاف»
اغتيال بوريس نيمتسوف أشرس معارضي بوتين
1 يناير 1970
04:52 م
عواصم - وكالات - اغتيل المعارض الروسي بوريس نيمتسوف بالرصاص في وسط موسكو ليل الجمعة - السبت، في «جريمة وحشية» نفذها على الارجح «قاتل مأجور» كما اعلن الكرملين، في حين توالت ردود الفعل الدولية المنددة بالجريمة، والمطالبة الحكومة الروسية بفتح «تحقيق نزيه وشفاف» في الواقعة.
ويأتي اغتيال نيمتسوف (55 عاما) المعروف بمعارضته الشرسة للرئيس فلاديمير بوتين وللتدخل العسكري الروسي في اوكرانيا قبيل تظاهرة ضخمة تنوي المعارضة تنظيمها هذا الاسبوع.
وقالت الناطقة باسم وزارة الداخلية الروسية ايلينا اليكسييفا لقناة «روسيا 24» التلفزيونية الحكومية ان نيمتسوف كان يتنزه برفقة شابة على الجسر الكبير المحاذي للكرملين عندما «اطلق عليه مجهول النار فأصابه بأربع رصاصات في ظهره ادت الى مقتله».
ونقلت وكالة «ريا نوفوستي» للانباء عن شرطة موسكو ان اغتيال نيمتسوف تم على مرأى من العديد من شهود العيان.
وبثت «روسيا 24» صورا لجثة نيمتسوف ممددة على الجسر. واعلنت لجنة التحقيق الروسية في بيان، أمس، «لا شك ان هذه الجريمة تم التخطيط لها بدقة تماما مثل المكان الذي تم اختياره للقتل».
ونيمتسوف شغل لمدة عام ونصف العام منصب النائب الاول لرئيس الوزراء في عهد الرئيس السابق بوريس يلتسين في نهاية تسعينات القرن الماضي. وبعد وصول بوتين الى السلطة تحوّل الى احد اشرس معارضي الكرملين.
وحسب التحقيقات الاولية، فان مسلحا مجهولا كان على متن سيارة اطلق نحو ثماني رصاصات على نيمتسوف.
ودان الرئيس الروسي اغتيال نيمتسوف، واصفا مقتله بانه «جريمة وحشية تحمل بصمات قاتل مأجور».
ووعد بوتين، ببذل كل الجهود اللازمة "لينال مخططو ومنفذو هذه الجريمة البشعة العقاب الذي يستحقونه".
واضاف في رسالة تعزية الى دينا ايدمان (86 عاما) والدة نيمتسوف "سنفعل كل ما يجب عمله لينال منظمو ومنفذو هذه الجريمة البشعة العقاب الذي يستحقونه".
وقال في الرسالة ان مقتل ابنها خسارة لا تعوض وان نيمتسوف "ترك بصماته على تاريخ روسيا، في الحياة السياسية والعامة". وتابع ان نيمتسوف "تولى مناصب مهمة خلال فترة انتقالية صعبة لبلادنا". واضاف ان نيمتسوف "عبر دائما عن مواقفه بكل صراحة ونزاهة، ودافع عن وجهة نظره".
كما اشاد رئيس الوزراء ديمتري مدفيديف بنيمتسوف وقال انه "شخص يتحلى بالمبادئ ... عمل علنا وبثبات ولم يتراجع عن ارائه".
واعرب مدفيديف عن "الصدمة بسبب هذه الجريمة الوحشية".
وفي واشنطن، دان الرئيس باراك اوباما اغتيال المعارض الروسي، واصفا مقتله بـ«الجريمة الوحشية» ومطالبا الحكومة الروسية بفتح «تحقيق نزيه وشفاف» في الواقعة.
وأكد مجلس الامن القومي التابع للبيت الابيض في تغريدة على «تويتر»: «ندعو الحكومة الروسية لاجراء تحقيق فوري وشفاف ونزيه وضمان ان يساق امام العدالة المسؤولون» عن اغتيال المعارض الروسي.
وفي بيان اصدره البيت الابيض، قال اوباما انه يطالب الحكومة الروسية بكشف «ملابسات مقتل بوريس نيمتسوف» وبضمان مثول مرتكبي «هذه الجريمة الشنيعة امام القضاء».
ووصف الرئيس الاميركي المعارض الراحل بأنه كان «يدافع بلا كلل عن بلاده ويناضل في سبيل حقوق جميع مواطنيه».
واضاف اوباما «انا معجب بالمعركة الشجاعة التي خاضها نيمتسوف ضد الفساد في روسيا، وانا ممتن له على مشاركتي آراءه الصريحة عندما التقينا في موسكو في 2009».
وفي باريس، دان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند «الاغتيال الدنيء»، مشيدا بـ«المدافع الشجاع بلا كلل عن الديموقراطية».
وأعلن الاليزيه في بيان ان «رئيس الجمهورية يدين جريمة الاغتيال الدنيئة لبوريس نيمتسوف في موسكو». واضاف ان «بوريس نيمتسوف كان مدافعا بلا كلل عن الديموقراطية ومناضلا شرسا ضد الفساد».
وفي برلين، عبّرت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل عن «استيائها» بعد الاغتيال الذي وصفته بـ«جريمة قتل جبانة»، ودعت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى العمل على كشف ملابسات الاغتيال.
وأفاد بيان صدر عن المستشارية ان «المستشارة انجيلا ميركل مستاءة لجريمة القتل الجبانة للمعارض الروسي بوريس نيمتسوف». واضاف البيان ان ميركل «تدعو (...) الرئيس الروسي الى العمل لكشف ملابسات هذا الاغتيال ومحاسبة مرتكبيه». واكدت المستشارة الالمانية على «شجاعة نائب رئيس الحكومة السابق الذي لم يكف عن التعبير علنا عن انتقاداته للسياسة الحكومية».
من جهته، قال وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير انه «حزين وغاضب (...) وصدم مثل كثيرين في روسيا» من جريمة القتل «بدم بارد» هذه.
وفي بروكسيل، قالت الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني في بيان «ان نيمتسوف كان مدافعا قويا عن الاتحاد الروسي الحديث والمزدهر والديموقراطي والمنفتح على العالم وقلوبنا مع عائلته وأصدقائه والشعب الروسي». وأضافت «ان الاتحاد الأوروبي يتوقع ان تجري السلطات الروسية تحقيقا كاملا وسريعا وشفافا في عملية الاغتيال وأن تقدم الجناة بسرعة إلى العدالة». وأشارت الى ان «نيمتسوف قتل قبل تظاهرة كانت مقررة الأحد (اليوم) احتجاجا على تأثيرات الأزمة الاقتصادية والصراع في أوكرانيا على بلاده».
وفي هذا السياق، سمحت السلطات الروسية للمعارضة بتنظيم مسيرة اليوم في وسط موسكو في ذكرى نيمتسوف. وقال المسؤول في بلدية موسكو اليكسي مايوروف: «اعطينا موافقتنا على تنظيم هذا الحدث»، مشيرا الى ان المسيرة ستمر على الجسر الكبير المحاذي للكرملين حيث قتل نيمتسوف.
ووافقت السلطات على تنظيم المسيرة على ان يشارك فيها 50 الفاً كحد اقصى وستنطلق عند الساعة 12:00 بتوقيت غرينتش.