من خلال «عملية استباقية» لـ ... «ذوبان الثلج»

الجيش اللبناني يسيطر على تلّتين في جرود رأس بعلبك

1 يناير 1970 05:40 ص
• اشتباكات ضارية و«كرّ وفرّ» وطيران مروحي وجثث للمسلحين
استقطبت السلسلة الشرقية لجبال لبنان الحدودية مع سورية الأنظار امس، مع العملية الاستباقية النوعية التي نفذها الجيش اللبناني وباغت عبرها المجموعات المسلحة المنتشرة في جرود رأس بعلبك حيث سيطر على تلّتين استراتيجيتين، في خطوة استدرجت حال من «الكر والفر» في البقعة الممتدة من رأس بعلبك الى عرسال وجرودها حيث دارت اشتباكات «طاحنة» أسفرت عن إصابات كبيرة في صفوف المسلحين وسقوط جرحى من العسكريين اللبنانيين.

واعتُبرت عملية الجيش اللبناني «ضربة وقائية» قبل مرحلة «ذوبان الثلج» التي كان حذّر منها الامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله في إطلالته الأخيرة متحدثاً عن ضرورة التحسُّب من هجوم قد تشنّه الجماعات التكفيرية مع حلول اول نسائم الربيع، كما عكست محاولة الجيش رسم خط دفاعي من جرد القاع الى جرد رأس بعلبك (المسيحيتين) للحؤول دون اي تمدُّد للجماعات المسلحة المتحصنة في القلمون السورية.

وبدأت العملية فجر امس، حين استهدف الجيش اللبناني بالأسلحة الصاروخية والمدفعية الثقيلة والمتوسطة محاور «تلة الحمرا» و«أم خالد» في رأس بعلبك وجرود عرسال، حيث كان عدد من المسلحين السوريين يتحصنون قبل ان يتقدّم نحو مواقع استراتيجية كان يسيطر عليها المسلحون في جرد رأس بعلبك داخل الأراضي اللبنانية ويحكم القبضة عليها ليستحدث بعدها مراكز ونقاط مراقبة جديدة.

واعلنت قيادة الجيش في بيان لها انه «في إطار تأمين الحيطة الأمنية للقرى والبلدات المتاخمة للحدود الشرقية، منعاً لتسلل الجماعات الإرهابية والاعتداء على المواطنين، نفذت وحدات من الجيش فجر الخميس عملية عسكرية سريعة في منطقة جرود رأس بعلبك، تمكنت بنتيجتها من السيطرة التامة على مرتفعيْ صدر الجرش وحرف الجرش، شمال شرقي تلة رأس الحمرا باتجاه الحدود اللبنانية - السورية، من دون تسجيل أي إصابات في صفوف العسكريين»، مضيفة: «استخدمت قوى الجيش خلال العملية رمايات بالمدفعية والأسلحة المناسبة ضد تجمعات المسلحين وتحركاتهم قرب المرتفعين المذكورين، وحققت إصابات مباشرة في صفوفهم، كما ضبطت عدداً من العبوات الناسفة والأسلحة المتوسطة والخفيفة والذخائر، إضافة إلى أعتدة عسكرية عائدة للإرهابيين».

وفيما اشارت تقارير الى وقوع عدد كبير من القتلى في صفوف المسلحين وسط استخدام الجيش الطيران المروحي ومدفعية جديدة لم يسبق ان استعملها، سرعان ما عاودت المجموعات المسلحة تنظيم صفوفها وشنّت هجمات مضادة على مواقع الجيش والتلتين اللتين سيطر عليهما، في ظل تحرك جبهة جرود عرسال التي قصفها ايضاً الجيش الذي اشارت تقارير الى سقوط 3 جرحى في صفوفه في جرد رأس بعلبك (حتى الأولى بعد الظهر).

ولفت اعلان «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية في ساعات بعد الظهر ان جرود عرسال ورأس بعلبك تشهد اشتباكات متقطعة، تستخدم فيها المدفعية الثقيلة والطيران المروحي، مشيرة الى ان «الجيش يعمل من مواقعه الجديدة على ملاحقة تحركات المسلحين في جرود القلمون الموازية لعرسال».

وكانت تقارير تحدثت عن ان الجيش صدّ ليل الأربعاء 3 محاولات تسلل على مواقعه في تلال الحمرا وأم خالد في جرود رأس بعلبك الموازيتين لعرسال.

وجاءت هذه المواجهات غداة اعلان وزارة الدفاع الفرنسية انطلاق البرنامج المشترك لفرنسا والمملكة العربية السعودية لدعم الجيش اللبناني، موضحة ان الصفقة الفرنسية - السعودية دخلت حيز التنفيذ بعد تلقي فرنسا الدفعة المالية الاولى من الهبة السعودية بقيمة 3 مليارات دولار لتسليح الجيش اللبناني.

وفيما أكد وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان انه سيبدأ تسليم الأسلحة في ابريل المقبل، عُلم ان صفقة الأسلحة تتضمّن مركبات مصفحة ومدافع «مورتر» ومركبات خفيفة وخوافر بحرية من نوع CMN وقذائف أرض - جو ومروحيات من نوع «غازيل» و«غوغار».