الرائد الريس حذر في حديث مع «الراي» من سيطرة «الحرس الثوري» و«حزب الله» على المعابر مع الأردن

الناطق باسم «كتائب الجبهة الجنوبية» في الجيش السوري الحر: معركة الجنوب تستهدف استكمال الطوق الإيراني على دول الخليج

1 يناير 1970 10:02 ص
• نواجه مدّاً احتلالياً يستهدف دولاً خلف أراضينا وخسارتنا اليوم ستكون خسارتها غداً

• لا أسرى لدينا بل كثير من القتلى بين المهاجمين وسنصل دمشق عاجلاً أم آجلاً

• المعركة كانت قاسية في اليوم الأول واستخدم الإيرانيون و«حزب الله» تكتيكات عسكرية مباغتة ومتطوّرة

• معركة الجنوب هي محاولة للقضاء على آخر أمل للثورة... ولم يحن أوان معركة دمشق بعد

• الإيرانيون أعدموا 12 ضابطاً من النظام برتبة عميد وما دون وهؤلاء لم يكن بيننا وبينهم أي تعاون
اكد الناطق الرسمي باسم «كتائب الجبهة الجنوبية» التابعة للجيش السوري الحر الرائد عصام الريّس «اننا نواجه مداً احتلالياً لا يستهدف ارضنا فحسب، بل ايضا دولاً تقع خلف اراضينا»، معتبراً «ان الخسارة هنا اليوم ستكون خسارتها غداً»، وموضحاً «اننا نقاتل دفاعاً عن حريتنا ولتحرير بلادنا من كل القوى الاجنبية، وضدّ عودة جدار الخوف لحكمنا، سواء تحت لواء النظام او قوى التشدد والتكفير».

الريّس، الذي شغل سابقاً مسؤولية مكتب الإرتباط والتنسيق في القيادة المشتركة للمجالس العسكرية الثورية في الداخل السوري، اشار في حديث لــ «الراي» الى ان «المعارك الأخيرة في الجبهة الجنوبية هدفها الى سيطرة «الحرس الثوري» و«حزب الله» على المنطقة بغية الوصول الى الحدود مع الاردن وفلسطين. وهم مستمرون بالحشد ومراكمة القوة، ويبدو انهم ينتظرون تحسنا في الظروف المناخية قبل التحرك مجدداً».

واكد «اننا سنصل الى دمشق، عاجلاً ام آجلاً، هذا وعد وهذا عهد. وسنجري المقابلات حينها داخل أسوار قصر المهاجرين».

وفي ما يأتي نص الحديث:

? هل يمكن ان تشرح لنا حقيقة الواقع الموجود الآن في الجبهة الجنوبية، اين تحصل المعارك، وما تأثيرها على مجمل الوضع؟

- حالياً المعارك شبه متوقفة، هي بدأت منذ يوم السابع من فبراير وتوقفت بفعل عامليْن: المناخ وخسارة «الحرس الثوري الايراني» وقوات «حزب الله» وجيش النظام لعامل المفاجأة وتكبدهم عدداً كبير من الاصابات لم تكن في حسبانهم.

وتدور المعارك كما هو معلوم في مثلث يصل ريف دمشق بالقنيطرة ودرعا، وهذا المثلث استراتيجي فهو يشكل مدخلاً الى المناطق المذكورة وبالتالي مَن يسيطر عليه يسيطر عملياً على تقاطع طرق مهمة. ومن هنا، فإن الجهد العسكري المبذول هو ليسيطر عليه «الحرس الثوري» و«حزب الله» بهدف الوصول الى الحدود مع الاردن وفلسطين. ويستمر «الحرس الثوري» وباقي القوى بالحشد ومراكمة القوة، ويبدو انهم ينتظرون تحسُّن الظروف المناخية قبل التحرك مجدداً.

? ما المخاطر اذا سيطر الايرانيون و«حزب الله» على المعابر مع الجولان والأردن؟

- الواقع انه سيكون من الصعب ان يسيطروا على كل المناطق. ربما أمكنهم الوصول الى مناطق حدودية، وسيكون عندها الطوق قد أطبق على الخليج، حيث سيصبح حول الخليج طوق ايراني ضاغط، من العراق الى البحر، الى اليمن الى الحدود الاردنية، وهذا يمكن اعتباره تهديداً استراتيجياً لأمن الخليج من النفوذ الايراني المباشر، او بالوكالة كما يجري في اليمن مع الحوثيين، وكما صرح اكثر من مسؤول ايراني، بأن النفوذ الايراني يمتدّ من البحرين الى لبنان وسورية وفلسطين واليمن والعراق، وبالتالي سيصبح هذا النفوذ متاخماً للاردن ومهدِّداً «ما بعد بعد الاردن» على ما يحب الامين العام لـ «حزب الله» ان يردد.

اما من ناحية الجولان والاراضي السورية المحتلة والحدود هناك فهو يأتي في اطار الملف النووي الايراني، ولعبة تقاسُم النفوذ بين ايران واسرائيل.

? كيف تعمل قوى الثورة على مواجهة استراتيجية النظام وحلفائه من خلال هذه المعركة؟

- نحن نقوم بما يمليه علينا واجبنا. وأفضّل عدم مناقشة استراتيجياتنا الآن. نحن ننسّق بين بعضنا البعض ونناقش الامكانات المتاحة، وسيكون لكل فعل ردّ فعل مناسب ومتناسب معه.

? ماذا لو سقطت المنطقة؟ كيف ستتصرفون وكيف يمكن لبقية الجبهات المساعدة والإنقاذ؟

- عن اي منطقة نتحدث تحديداً؟ حين بدأت الثورة لم يكن لدى المنتفضين اي أراض ولا مناطق. المسألة ليست في سقوط منطقة او تحرير اخرى، نحن نقاتل دفاعاً عن حريتنا وحقنا بالعيش الكريم، ونقاتل من اجل تحرير بلادنا من كل القوى الاجنبية، ونقاتل ضد عودة جدار الخوف لحكمنا، سواء تحت لواء النظام او قوى التشدد والتكفير.

ومن ناحية اخرى وعلى المستوى الميداني، فإننا لن نطلب من جبهات أخرى إلا حُسن إدارة أمورها والتوحد حول راية الثورة والقتال من اجل حرية شعبنا وتنظيم امورهم.

ولكن اذا كان لنا ان نطلب، فإننا نطلب من الدول التي تُستهدف من خلف هذه المعركة ان تسرع الى السماح بتسليحنا، اذ ما زلنا نقاتل كقوات شعبية لا تملك كفاءة نارية عالية، وما زلنا نفتقر الى الذخائر والعتاد، وحتى الى وسائل إسعاف الجرحى. اننا نواجه مداً احتلالياً لا يستهدف ارضنا فحسب، بل ايضا دولاً تقع خلف اراضينا، وخسارتنا هنا اليوم ستكون خسارتهم غداً.

? هل هناك هجمات معاكسة وماذا يفيد «الكر والفر» وفي النهاية يسيطر النظام كما حصل في عدة مناطق قبل ذلك؟

- بالنسبة للتكتيكات العسكرية فالافضل ان نترك نقاشها جانباً الآن، وسنناقشها حين ننفذها، ولدينا عمل يومي لجهة تقدير الموقف ورسم سيناريوات محتملة يبقى للقيادة العسكرية الميدانية القرار النهائي فيها.

? هل تشارك «جبهة النصرة» هناك وكيف تصف علاقة الجيش الحر بها؟

- نعم أرسلت «جبهة النصرة» مجموعات مساندة صغيرة. أما عن العلاقة فنحن في النهاية نلتزم بالقوانين الدولية ونحمل عقيدة قتالية وطنية، ومعاييرنا في المعارك واضحة.

? قيل ان خيانات ادت الى سقوط تلال استراتيجية ومواقع هل هذا صحيح؟

- لم نسمع بهذا الامر. وليس بالضرورة ان يصح كل كلام يقال على غضب، وفعلاً لم يمر اي تقرير يشير الى خيانة، ثم ان المعركة كانت قاسية في اليوم الاول، واستخدم الايرانيون و«حزب الله» تكتيكات عسكرية مباغتة ومتطورة، وقاتل الثوار ما أمكنهم في كل مكان. ولكن اذا كان البعض عن حسن نية يتوقع ان نخسر كل رجالنا في معركة واحدة، او ان نترك مجموعاتنا تباد من اجل قطعة ارض جغرافية خالية حتى لا يقال ان هناك خيانة، فهذا امر غاية في السذاجة. عسكرياً نحن قوات تحرر وتحرير شعبية، لا نملك مقومات لمقارعة جيش، فكيف بجيش وميليشيات وحرس ثوري؟ لن نترك العدو يبيدنا، وسنكلفه غالياً ثمن الدخول الى أرضنا وايذاء سكاننا، وهذا وعد. أما ان نموت للحفاظ على جدران ويدخل بعدها عدونا مطمئن البال الى اراضينا فهذا لن يحصل.

? هل معركة الجنوب هي معركة العاصمة؟

- لا. معركة الجنوب هي محاولة القضاء على آخر أمل للثورة. لم يحن اوان معركة العاصمة بعد.

? كيف تقرا الموقف الاسرائيلي الغامض مما يجري؟

- حالياً لا يهمنا الأمر. نحن نراقب ونقرأ ولا نهتم، ويمكن سؤال مَن يتشدق بالمقاومة والممانعة عن الأمر، وهم مَن بقوا 40 عاماً على الحدود صامتين خانعين أذلّاء، ونحن غير معنيين بالأمر اليوم.

? السكوت عن ان تصبح ايران و«حزب الله» على الحدود، كيف يُفسّر مع ان الحزب اتهم المعارضة بالتنسيق مع اسرائيل؟

- لا تعليق. ومَن يملك ادلة عن تنسيق ما مع اسرائيل فليقدّمها للناس، أما إطلاق الاتهامات دون دليل فهو امر سهل ورخيص ولا يعدو كونه دعاية سياسية وتحريضية.

? هل يوجد أسرى ايرانيون و من الحزب لديكم؟

- ليس لدينا اسرى حالياً. وفي المعارك الجارية منذ يوم السابع من فبراير الى اليوم لم يقع بيدنا اسرى. هناك الكثير من القتلى، وطلبنا عبر غرفة الاعلام العسكري ان يتعرف اهالي القتلى اللبنانيين الى صور ابنائهم حتى لا يقعوا ضحية ابتزاز من احد، ولا يقال لهم ان ابناءهم لا زالوا أسرى او أحياء او ان هناك مَن يطلب فدية لاطلاقهم. اكرر ان ليس لدينا اسرى، ومَن يقول غير ذلك يتحمل المسؤولية الاخلاقية والقانونية.

? كيف تفسر ما قيل عن ان قاسم سليماني ومصطفى بدر الدين يقودان المعارك في جنوب سورية؟ الا يؤثر ذلك في المعنويات وهو رسالة واضحة عن اهمية المعركة واهدافها؟

- فعلاً شيء محيّر. هل قاسم سليماني مَن يقود هذه المعركة؟ هل أتى فعلاً ليوجه رسالة الى دول الخليج؟ ام ان مصطفى بدر الدين المتهَم باغتيال رفيق الحريري هو مَن يقود هذه المعركة؟ ام هي معركة جيش النظام كما يقول إعلام النظام ليل نهار؟ فليتفقوا اولاً مَن هو قائدهم وبعدها نعلّق على الامر.

? هل صحيح ما قيل عن ان الايرانيين أعدموا ضباطاً من جيش النظام بتهمة الخيانة بعدما سرّبوا معلومات للجيش الحر؟

- نعم. اكدت لنا مصادرنا وجمعنا كماً من المعلومات حول الامر، وراقبنا طويلاً ما ينتشر بين الموالين، وسألنا اصدقاء لنا لا يزالون في اماكن حساسة حول الامر. وهم على الاقل أعدموا 12 ضابطاً من رتبة عميد وما دون، وغالبيهم من مناطق محسوبة طائفياً على النظام. ولكن هؤلاء لم يكن بيننا وبينهم اي تعاون، هؤلاء كانوا يتململون كما يبدو من الإدارة الايرانية لقوات النظام ومن أسلوب تعامل ضباط الحرس الثوري و«حزب الله» معهم.

? هل تتوقع ان تتحرك اسرائيل اذا تمت السيطرة على القنيطرة والحدود مع الجولان من حزب الله؟

- لا تعليق.

? ماذا عن الاردن والموقف الذي يمكن ان يتخذه لحماية حدوده؟

- هذا شأن اردني، ولن نسمح لانفسنا بأن نقول الكثير حول الأمر. نحن فقط ننبه ان الخطر لا يحدق بأرضنا فقط. الغزو الايراني سيصل الى الحدود بحال نجاحه، كما انه سيوجِد فراغات أمنية كبيرة سيستفيد منها تنظيم الدولة الاسلامية. يمكن لنا ان نطمح برفع مستوى التنسيق، ولكننا لن نقول لأي دولة ما الذي يجب ان تفعله.

? هل هناك هجرة للمدنيين؟

- مع كل هجمة يرتكب المهاجمون مجازر ويستهدفون مناطق المدنيين لايجاد حالات من التهجير وليربكوا قواتنا. ونكرر اننا قوات شعبية، ونحن أبناء هذا الشعب، وحالات التهجير تترك خللاً في عملنا، اذ نضطر الى مساعدة اهلنا على الانتقال وعلى الاستقرار في مناطق جديدة، وهو ما يسعى اليه العدو دائماً.

? ما المطلوب لإنجاح المعركة في رأيك وهل ستكون دمشق المعركة الثانية وهذا يعني معركة إسقاط الاسد؟

- من المبكر الحديث عن دمشق. الجبهة الجنوبية بحاجة الى دعم حقيقي اليوم، عسكرياً، اغاثياً، سياسياً، وإعلامياً. نحن بحاجة سريعة لكل شيء، ولحرية أكبر في الحركة. أما دمشق، فسنصل اليها، إن لم يكن عاجلا فآجلاً، هذا وعد وهذا عهد. وسنجري المقابلات حينها داخل أسوار قصر المهاجرين.