دعا كل جامعة عربية أن تحوّل 25 في المئة من مقرراتها إلى منهج التعليم الإلكتروني
الأكاديمي المصري سامي نصار لـ«الراي»: التعليم في الكويت للبحث عن المال أو «البرستيج»
| كتب غانم السليماني |
1 يناير 1970
09:59 ص
رأى عميد معهد الدراسات التربوية السابق في جامعة القاهرة الدكتور سامي نصار، أن «تجربة التعليم الالكتروني في الدول العربية محفوفة دوما بالخوف من التجديد»، مشيرا الى أن«هذا النوع من التعليم سيمر، وسيصبح شيئا اعتياديا في ما بعد».
وأفاد نصار، في تصريح لـ«الراي»، خلال زيارته الكويت اخيرا، ان«فكرة العرب عن التعليم والتعلم قائمة على مدرس يعرف كل شيء، وطالب لا يعرف اي شيء، أو مدرس يمتحن ويسأل، وطالب يجاوب ويسقط، وهو نهج نمطي عفى عليه الزمن، ولابد من تغيير عملية التعليم والتعلم كعملية تفاعلية بالاشتراك بين الطالب وأستاذه، لذا لابد من تعميم تجربة التعليم المفتوح والالكتروني وغيرها من التجارب الاخرى لمزيد من التفاعلية».
واوضح ان «هناك فرقا بين التعلم والتعليم والاخير مقصود به الشكل التقليدي المعتمد على تلقين المدرس، اما التعلم فيعني المعرفة وتنمية المعلومات والالمام.
وبعض الجامعات العربية المعتمدة على التعليم الالكتروني تعمل بطريقة رائعة، وهناك انماط لجامعات تقليدية تقدم خدمات التعلم الالكتروني مثل جامعة القاهرة، والمطلوب الان ان تقوم كل كلية وكل جامعة بتحويل 25 في المئة من مقرراتها الى منهج التعليم الالكتروني، وهناك جهات متعددة في المجلس الاعلى للجامعات تعمل على ذلك، ايضا هناك وحدة المقررات الالكترونية التي تقوم بتحويل المقررات التقليدية الى الالكترونية لأنها تعلم انه سيأتي يوم ويتم تعميم تجربة التعليم الالكتروني».
ورأى ان «هناك بطئا في التحول للتعلم الالكتروني، بل ان بعض التجارب تعثرت في بعض الدول العربية بسبب ضعف التمويل وعدم وجود اموال تقوم بالمساعدة في التحول للتعلم الالكتروني او المفتوح، لكن لو تم توفير هذه الميزانيات ستكون هناك نقلة نوعية في التعلم لأنه اقل كلفة من التعليم التقليدي، وسيوفر على الدول كثيرا من الانفاقات عبر وسائل بسيطة، وتكلفة الجامعة التقليدية مقارنة بتكلفة جامعة الكترونية تبين ان هناك فرقا شاسعا جدا». واشار الى ان «هناك جوانب متميزة في التعليم الكويتي، لانه غير معتمد على النمطية المتبعة في النظم التعليمية التقليدية، اي ان هناك مساحة لان يقول الطالب رأيه مقارنة بالكبت الذي يعانيه الطالب في الدول الاخرى، وهذا الامر عامل مهم في بناء شخصية الفرد المتنورة لا مجرد شخص خاضع وتابع، لكن المشكلة ان بناء شخص يناقش ويطرح رأيه دون بناء الدافعية في التعلم، وربطه بالفائدة المادية يحوله لدى الطالب الكويتي الى سلعة او شهادة يرفع بها من راتبه او مكانته الاجتماعية بغض النظر عن المحتوى الذي درسه، اي التعلم بغرض البحث عن المال والبرستيج، اما لو تعلم التعلم الجاد فانه سيكون نموذجا رائعا وهناك امثلة كويتية يشار لها بالبنان في هذا الامر»، مبينا ان«هذا الامر موجود في العديد من الدول وليس الكويت فقط، ويعود الى سياسة (سلعنة التعليم) او تحويله الى سلعة تجارية، بمعنى، ادفع لكي تحصل على شهادة، فهذا كفيل بتفريغ التعليم من مضمونه، وهذا ليس مقتصرا على دول الخليج بل في الكثير من الدول».
وعن قيام بعض الجامعات ببيع شهادات بكالوريوس وماجستير ودكتوراه، قال«لابد من التفريق بين تيسير التعليم للطالب، وعدم تعقيد العملية، بشرط ان يتعلم، وبين التحول الى دكاكين اكاديمية تبيع الشهادات العلمية، وارى انه في مصر اعقد نظام في الاجراءات والتسجيل مقارنة بالدول الاخرى وهناك طلبة يظلون لمدة كبيرة من السنوات للحصول على الدكتوراه حتى في الجامعات الخاصة، وهناك عدد كبير من الطلبة الكويتيين يدرسون الطب في كليات خاصة لأنه يتعلم فعلا وليس مجرد شهادة».