حروف باسمة
الديرة فنر في عيون الأهلين
| سلطان حمود المتروك |
1 يناير 1970
02:31 م
وطن يسبح في ظلام دامس حلّ على اكثر من نصف مساحته في وقت كان الناس يخرجون من بيوتهم لقضاء مستلزماتهم وحاجاتهم ومتطلباتهم حيث تكون الشوارع مزدحمة وحركة المرور متشابكة ذلك مساء الاربعاء الماضي حيث انقطع التيار الكهربائي فأمسى الناس في ساعات تبين خلالها كثير من السمات لأبناء الوطن قد جبلوا عليها من قبل.
فقد قرأنا وسمعنا عن دول انقطع عنها التيار الكهربائي فنتج عن حلول الظلام مشاكل وحوادث واهوال لا يقدر القلب ان يتصورها ولا الذهن ان يتحمل ماهيتها لبشاعتها.
ولكن لما حل الظلام على ربوع هذه الديرة العزيزة، فإن جميع المؤسسات والوزارات والمواطنين عملوا على تهدئة الروع فبيانات صدرت وتصريحات انطلقت تبشر بسهولة الحدث فحركة المرور انطلقت بسلاسة لتدافق رجال الشرطة ويعاونهم اخوانهم المواطنين وتصريحات تطمئن بانسياب حركة الطيران والموانئ من دون تأثر.
سيمفونية تناغمت ألحانها بانطلاق صافرات سيارات الاسعاف والشرطة كانت لحنا يضفي على الأنفس الهدوء لأن الناس يشعرون بأنه لا يوجد من هو عالق في مكان لا تصل اليه النجدة، حتى المرضى الذين في المستشفيات اعلن عن انهم يعيشون في نور من الصحة وان حركة العلاج لم تتأثر بانقطاع التيار واولياء الامور كانوا مطمئنين بأن ابناءهم سيداومون غدا باذن الله.
تعاون منقطع النظير بين جميع ابناء الوطن، هذه اصالة ورثناها وتعلمناها منذ القدم ونحن بخير لأنها لم تزل في اوساطنا غائرة.
ومن خلال هذه السيمفونية الرائعة نلاحظ نشازاً في اللحن والنغمات تطل علينا من خلال وسائل الاتصال الاجتماعي بنكات سخيفة واشاعات مغرضة ومشاهد ملفقة، ليتهم نشروا ما يدور في المستشفيات ودعوا للمرضى بالشفاء او نشروا جزءا مما يقوم به الناس من اعمال في تلك اللحظات ليبشروا بالفرج وحلول النور والقضاء على العطل الطارئ.
عزيزي القارئ ان ابناء هذه الديرة الحبيبة احتفلوا بعيد الحب قبل وروده بثلاثة ايام فقدم بعضهم الى بعض الحب في تعاونهم يوم الاربعاء الماضي وما نتج عن هذا التعاون من خير وطمأنينة وسلام.
فهذا الاحتفال هو افضل من الورود الحمراء التي لم تدم إلا وأن تحترق أو دمى لا تسمن او تغني من جوع أو حلوى لا تدوم طويلا.
يقولون لماذا تحب الكويت؟ لماذا اغانيك مسكونة بحب الكويت واهل الكويت؟ فقلت اسألوا الورد عن عطره اذا ما عرفتم لهذا جوابا. عرفتم لماذا احب الكويت.