مبارك مزيد المعوشرجي / ولي رأي
«صدج حنّا غير»
| مبارك مزيد المعوشرجي |
1 يناير 1970
07:59 ص
صدق الشاعر المبدع بدر ناصر بورسلي الذي يرفض أن يسمى بـ «الإعلامي» تواضعاً، وهو بنظري إعلامي وطني مليء بالأصالة متحرك، صدق عندما قال: «إن الشعب الكويتي وإن تحلطم أو تشكّى ولكنه عند الشدة غير».
في الساعة السابعة وعشرين دقيقة من مساء الأربعاء الماضي انقطع التيار الكهربائي عن 60 في المئة من المناطق الكويتية، ولكن خلال دقائق قليلة ومن دون أمر أو استدعاء باشر العاملون في وزارة الكهرباء أعمالهم لإعادة التيار الكهربائي إلى ما كان عليه، وتوزع رجال الأمن والإطفاء والطوارئ الطبية لحفظ الأمن والمساعدة في حل أي مشكلة قد تقع بسبب انقطاع التيار، وتطوع الشباب الكويتي لسد أي نقص في هذا المجال، وبادر بتنظيم حركة المرور عند الإشارات الضوئية وحراسة المؤسسات والمنشآت الاقتصادية والحيوية، وبانت الروح الكويتية الحقيقية عند الشدة، فبدلاً من لعن الظلام أشعلوا ألف شمعة وشمعة.
ومن خلال وسائل التواصل الاجتماعي بدأنا نتسامر برؤية صور وقراءة أحداث وتغريدات عما يحدث تبعث على الطمأنينة والسرور في نفوسنا، فشاهدنا حلاقة على ضوء الهواتف النقالة، وحفلة عرس على ضوء الشموع، ومن يعرض بيع المحولات الكهربائية بسعر مخفض وتكررت جملة: «الكويت منورة بأهلها» والعديد من هذا الكلام الطيب، حتى مرت ساعات الظلام دون إحساس بالوحشة أو الضيق.
تغريدتان خرجتا عن النص الأولى وكعادته طالب صاحبها برحيل الحكومة والمجلس والعودة إلى ساحة الإرادة، وأوحى صاحب التغريدة الثانية لمتابعيه بالويل والثبور وزوال الكويت.
عندما يحدث ما حدث عندنا مساء الأربعاء في الدول الأخرى ينزل رجال الجيش والحرس الوطني إلى الشوارع لمساعدة الشرطة في حفظ الأمن من المجرمين منعاً لحوادث السلب والنهب والسرقة، أما في الكويت فلله الحمد لم نسمع بأي شيء من ذلك، فشعب أدار بلده 7 أشهر تحت غزو همجي من دون أي حكومة أو سلطة عدا الولاء لأسرة الحكم، ليس بغريب عليه إدارة بلده 3 ساعات دون تيار كهربائي بسلام.