حوار / «لا أحد يملأ فراغ الكبار... ومؤسف أن جيلنا ليس به مدرسة»
سيرين عبد النور لـ «الراي»: أتمنى تجسيد شخصية الملكة رانيا
| بيروت - من هيام بنوت |
1 يناير 1970
03:34 م
• قمتُ بارتجال بعض «الإيفيهات» في فيلم «رمضان مبروك أبو العلمين حمودة»
• لستُ ممثلة كوميدية... لكن يمكنني تقديم «اللايت كوميدي»
• المال ليس أساسياً عندي... أسأل أولاً عن النص والكتابة
• لا أعرف كم تتقاضى الأخريات لأحدد إذا كنتُ الأعلى أجراً
• الأولوية عندي للتمثيل... أما الغناء فأمارسه في وقت الفراغ
• الناس يطالبون دائماً بظهوري مع مكسيم خليل... وسعيدة بثنائيتي معه
على أعتاب جيلين، كما على أعتاب فنّين، وقفت النجمة سيرين عبدالنور مقارنة، بين جيل العمالقة الذي أعطى ولم ينتظر المقابل، وبين جيل أخذته الشهرة والمصالح من رسالة الفن الحقيقية، وبين فني التمثيل الذي وجدت نفسها فيه والغناء الذي أصبحت تمارسه في وقت الفراغ، وبين «اللايت كوميدي» الذي بدأت به مشوارها مع التمثيل من السينما، والتراجيديا التي أخذتها إلى عالم الدراما التلفزيونية.
وفضلاً عن مسلسل «24 قيراط»، الذي تتقاسم بطولته مع النجم عابد فهد والنجمة اللبنانية ماغي بوغصن، تترقب عبد النور ردود الفعل حول فيلمها السينمائي الجديد «سوء تفاهم»، الذي يطلق في الصالات المصرية والعربية منتصف فبراير الجاري.
ويمثل الفيلم أهمية خاصة لعبدالنور، حيث تبتعد من خلاله عن الأدوار الدرامية، وتعود إلى «اللايت كوميدي» الذي بدأت به في فيلم «رمضان مبروك أبو العلمين حمودة» إلى جانب النجم محمد هنيدي، وتؤكد أنها ستقدم «اللايت كوميدي» أيضاً للمرة الأولى عبر الشاشة الصغيرة من خلال مسلسل «24 قيراط».
سيرين عبد النور وقفت في حوارها لـ «الراي» على أعتاب جيلين، مقارنة بين الماضي والحاضر، ومؤكدة أن جيل الكبار الذي فجعنا برحيل اثنين من أكبر رموزه خلال فترة قصيرة، هما الصبوحة وسيدة الشاشة العربية فاتن حمامة لا يمكن أن يتكرر، كما اعتبرت أن هناك فارقاً شاسعاً بين الجيلين، لأن هناك فنانين في الجيل الحالي لا يفكرون سوى في المصالح والمادة والشهرة على عكس الجيل الماضي، الذي كان كل همّه إثبات موهبته، ولكنه حقق الشهرة مع الوقت.
وتطرقت إلى ثنائيتها مع مكسيم خليل، موضحة أن الناس هم الذين يختارون الثنائي، مشيرة إلى أنها سعيدة بثنائيتها معه كما أنها سعيدة بثنائيتها مع عابد فهد. وفي المقابل، أشارت إلى أن عدم غنائها في مسلسلاتها، يعود إلى ضيق الوقت بسبب طول فترة التصوير، أما في السينما فإن غناءها من عدمه يرتبط بالدور الذي تقدمه، موضحة أنه لم يكن يفترض بها أن تغني في فيلمها الجديد «سوء تفاهم» ولكنها فعلت ذلك بناء على رغبة المنتج.
? إلى جانب مشاركتك في بطولة مسلسل «24 قيراط»، جديدك فيلم «سوء تفاهم» فهل سيكون دورك فيه كوميدياً كما في فيلم «رمضان مبروك»؟
- نعم.
? هل هذا يعني أن الكوميديا ستكون ملعبك في السينما؟
- مسلسل «24 قيراط» فيه أيضاً شيء من «اللايت كوميدي». ولم يكن يتوقع أحد أن أقدم الكوميديا في فيلم «رمضان مبروك»، لأنها كانت مسؤولية النجم محمد هنيدي، ولكنني قمت بارتجال بعض «الايفيهات» الخاصة بي كي أثبت نفسي في الكوميديا، بعدما أتيحت أمامي الفرصة للتواجد في هذا الفيلم. في فيلم «رمضان مبروك»، أبرزتُ الجهة المخبأة في شخصيتي والتي لا يعرفها الناس عني، كوني رصينة في مقابلاتي وأدواري. وبعدما تقبلني الناس في الكوميديا في فيلم «رمضان مبروك» صاروا يطالبونني بأدوار مشابهة إلى أن حانت الفرصة من خلال فيلم «سوء تفاهم». أنا كممثلة يمكنني تقديم «اللايت كوميدي» ولكنني لست ممثلة كوميدية. أنا لا أعرف مَن هن الممثلات الكوميديات في العالم العربي، ولكنني لست محمد هنيدي أو عادل أمام أو محمد سعد أو أحمد حلمي. أنا أفضّل «اللايت الكوميدي» وأتابعه، وتعجبني مثلاً، بين النجمات العالميات، ساندرا بولوك التي تجمع بين «اللايت كوميدي» والرومانسية.
? هل يمكن القول إن السينما تعوّضك وتؤمن لك هذه الفرصة؟
- ليس بالضرورة، وأنا قلت إن مسلسل «24 قيراط» فيه «لايت كوميدي»، ولكن شاءت الظروف أن الأدوار التلفزيونية التي عُرضت عليّ وأحببتها لم تكن من هذا النوع.
? من المعروف أنك تكونين دائماً في الأعمال العربية المشتركة «البطلة» التي يتنافس عليها رجلان. ألا تعتبرين أن هناك تكراراً في أعمالك من هذه الناحية؟
- هو تكرار الأعمال المشتركة وليس تكراراً في الشخصية. هذه التركيبة لها علاقة بالمنتج وما يطرحه على الكاتب وطلبات محطات التلفزة. عندما يطلب التلفزيون مسلسلاً مشتركا مصرياً - سورياً - لبنانياً، تكون التركيبة على النحو الذي أشرت إليه، ولكن في مسلسل «24 قيراط» فإن الوضع سيكون مختلفاً، لأن الكاتبة ريم حنا كتبت تركيبة معاكسة، أي امرأتان (أنا وماغي بوغصن) ورجل (عابد فهد) وأنا قبلتُ. القصة تفرض نفسها وما عليّ سوى الرفض أو القبول. أما بالنسبة إلى تهمة التكرار، فإن النقاد والجمهور يعرفون أن مسلسل «روبي» لا يشبه مسلسل «لعبة الموت»، ومسلسل «لعبة الموت» لا يشبه مسلسل «سيرة حب». في الأعمال المشتركة، يجب أن يكون هناك 3 أبطال من ثلاث دول عربية مختلفة.
? وكيف تفسرين أن تكوني أنتِ الممثلة اللبنانية التي تلعب دور البطولة في الدراما العربية المشتركة، والبطلان اللذان يقفان أمامك يكونان من مصر وسورية؟
- في «لو» كان البطل لبنانياً وهو يوسف الخال.
? أنا أتحدث عن أعمالك الخاصة؟
- لا علاقة لي بهذا الموضوع، بل هو خيار المنتج. عادة، يستعين المنتج بممثل معروف في سورية وممثل معروف في مصر وبطلة معروفة في لبنان والعالم العربي. لا مشكلة عندي في هذا الموضوع، وعندما يُطرح في أعمالي اسم أي ممثل لبناني معروف فلن أرفض أبداً، ولكن المنتجين لا يفعلون ذلك، بل يفضلون اختيار أبطال عرب، لأن العمل يكون عربياً مشتركاً وليس محلياً.
? ونحن نعيش زمن الأعمال المشتركة؟
- بالنسبة إلى أعمالي المشتركة فهي عربية وليست محلية، وعندما يختار المنتج ممثلاً للمشاركة فيه، فهو يختاره نجماً عربياً وليس نجماً محلياً يمثّل بلده فقط.
? كيف تتحدثين عن ثنائيتك مع الممثل مكسيم خليل في مسلسل «سيرة حب»، هل كان لها نفس وهج الثنائية الناجحة التي قدّمتمانها في مسلسل «روبي»؟
- لا يمكن المقارنة بين التجربتين. في «روبي» جسّد مكسيم دور شاب سوري فقير، طموحه كبير ولكن الحياة تعاكسه ويعاني من ضغوط بسبب امراة «مصلحجية»، تحب المال أكثر من حبها له، بينما في مسلسل «سيرة حب» لعب مكسيم دور شاب مصري يملك المال. مكسيم تكلّم في المسلسل باللهجة المصرية وأنا أقدّر هذه الناحية فيه، كما أقدّر قدرته على دخول مصر والتحدث باللهجة المصرية في مسلسل مؤلف من 90 حلقة، وليس في فيلم أو مسلسل مؤلف من 30 حلقة، وهو نجح بتحقيق «الرهجة» التي يستحقها في مصر. وبالنسبة إلى ثنائيتي مع مكسيم خليل، فإن الناس يطالبون دائماً بظهورنا معاً وأنا سعيدة بذلك. كما أنني سعيدة بثنائيتي مع عابد فهد. الناس هم الذين يقررون اختيار الثنائي المفضل عندهم.
? عندما نعيتِ الفنانة الراحلة فاتن حمامة، تمنيتِ لو أتيحت أمامك الفرصة للتمثيل معها؟
- كنتُ أتمنى التمثيل مع فاتن حمامة، ولكنني لست من الأشخاص الذين يتصلون ويطلبون موعداً، بل أحترم خصوصية الآخر. كنت أتمنى لو التقيتها في أي مناسبة أو مهرجان، كي أعبّر لها عن مقدار حبي لها، لكن الوقت يمرّ من دون أن نشعر به. الزمن غدار ونحن لا نعرف كيف يمضي الوقت، وكثيراً ما نتساءل: هل يعقل أننا بلغنا هذه السن وهل العمر قصير إلى هذا الحدّ!
? هل تقبلين بتجسيد قصة حياة الراحلة فاتن حمامة في عمل درامي في حال طُلب منك ذلك؟
- كلا، لأنني أعتبر أن الأولوية هي لممثلة مصرية. لكن الشخصية التي أحب أن أجسد سيرتها الذاتية على الشاشة هي الملكة رانيا. وفي حال عُرض عليّ فيلم يروي قصة حياتها سأوافق على الفور، لأنني أحبها وتعني لي الكثير على المستوى الاجتماعي وكأم، كما أنها رفعت صورة المرأة العربية، بثقافتها ومساندتها لزوجها.
? نحن نعيش في زمن رحل فيه معظم الكبار، وهؤلاء لا يمكن أن يتكرروا أبداً. هل تشعرين بأن جيلكم الفني سيتمكن من ملء الفراغ الذي تركه هؤلاء الكبار بعد رحيلهم؟
- رحمهم الله جميعاً. لكن أحداً لا يمكن أن يملأ الفراغ الذي تركه الكبار الذين رحلوا، لأنهم مدارس فنية. أما في جيلنا فلا يوجد فنان يمكن اعتباره مدرسة، وهذا شيء مؤسف. وفي أيامنا نجد فنانين لا يفكرون سوى في المصالح والأموال والأجور التي يتقاضونها، في حين أن الفنانين الكبار الذين رحلوا كانوا بسطاء جداً، ولم يكن يهمّهم ويشغلهم سوى إثبات موهبتهم، ولكنهم ومع الوقت أصبحوا مشهورين. هم لم يكونوا يهتمون أبداً لجمع المال أو كسب الشهرة، وهم لا يمكن أن يُعوّضوا، لأنهم مدارس، ونحن نعود إليهم دائماً، ليس فنياً فقط بل أخلاقيا أيضاً، كي نتعلم منهم كيف كانوا يتعاملون مع بعضهم البعض، وكيف كانوا يجتمعون في التمثيل والغناء، من دون أن يعتبر أي منهم أنه النجم الوحيد، وأن مَن يمثلون معه هم أقل منه. هذه النفسية لم تكن موجودة عند الكبار.
? وما أسباب انتشار هذه النفسية بين الفنانين الحاليين؟
- لا أعرف، اسأليهم.
? كم يشكل المال عاملاً أساسياً لرفضك أو قبولك لعمل ما؟
- المال ليس عاملاً أساسياً عندي، وقبل أن أسأل عن المال أسأل عن النص والكتابة، وعلى أساسهما أفاوض. حتى أنني لست أنا مَن يفاوض في موضوع المال، بل يوجد مَن يتكلم عني في هذا الموضوع.
? هل تقصدين زوجك؟
- بل لديّ مدير أعمال، ولكن بما أن زوجي هو الشخص الأقرب لي، وبما أن هناك منتجين أصدقاء لي، فأنا لا أحبذ أن يتدخل مدير أعمالي بيننا، بل أترك هذه المهمة لزوجي. أنا لا أتعاطى في المال والأمور المادية على الإطلاق، وما يهمني هو الرسالة التي سأقدمها من خلال العمل، والجديد في تركيبة الشخصية.
? هل يمكن القول إنك الممثلة الأعلى أجراً عربياً، بما أنك النجمة العربية الأكثر طلباً؟
- لا أعرف كم تتقاضى الأخريات كي أعرف إذا كنتُ الممثلة الأعلى أجراً.
? وكم يحق لنجمة مثلك تُعتبر من النجمات الأكثر طلباً، أن تفاوض وأن تتدلل عند طلب أجرها، من منطلق أن المسلسل يباع على اسمها؟
- أنا آخذ حقي ولا أفكر بمثل هذه الطريقة. أنا أفكر كم تعبتُ في العمل وكم تطلب مني تصويره وقتاً وجهداً، وكم يبلغ الأجر الذي أتقاضاه عن كل يوم تصوير، وعلى هذا الأساس يتم التفاوض على أجري مع مدير أعمالي. الجواب على هذا السؤال موجود في قلبي، ولكن تواضعي لا يسمح لي بالبوح به.
? وهل تغنين في الفيلم الجديد؟
- نعم، والأغنية باللهجة المصرية وهي من كلمات أيمن بهجت قمر، وتوزيع أحمد ابراهيم وألحان ياسر نور، ومن إنتاج صادق الصباح و«إيغل فيلم».
? وهل الأغنية حصرية للفيلم؟
- بل هي ستبث في الإذاعات أيضاً.
? عادة هل تعوّلين على أغنيات أفلامك في نجاحك كمطربة؟
- ليس بالضرورة.
? أقول هذا الكلام انطلاقاً من النجاح الكبير الذي حققته أغنية «باللغة العربية» التي قدمتِها في فيلم «رمضان مبروك»؟
- هذه الأغنية نجحت تماماً كما نجحت أغنياتي الأخرى «ليلة من الليالي»، و«ارجع تاني» و«عليك عيوني» و«لو بصّ في عيني» و«العيون العسلية» و«حبايبي». الأغنية الحلوة والقريبة من القلب لا بد وأن «تضرب».
? لماذا ترفض المغنيات الغناء في المسلسلات؟
- هذا الكلام لا ينطبق على كل المغنيات.
? وبالنسبة إليك، لماذا ترفضين الغناء في مسلسلاتك؟
- أنا لا أرفض، ولكنني أشعر أحياناً بأنه ليس بإمكاني تسجيل الأغنية، لأن ذلك يحتاج إلى طاقة وراحة. عندما أبدأ بالتصوير عند الساعة السادسة صباحاً وأنتهي منه عند منتصف الليل، لا يكون صوتي حاضراً لتسجيل أغنية، عدا عن أنني لا أملك الوقت الكافي، ولذلك أطلب أن يغني أحد غيري «تيتر» المسلسل. لكنني قبلتُ الغناء في «سوء تفاهم» لأنه فيلم، كما أن تصويره لم يتطلب الكثير من الوقت. وعندما انتهيتُ من التصوير وعدتُ إلى لبنان سجلت الأغنية.
? وهل تشترطين الغناء في أفلامك؟
- ليس بالضرورة! غنائي أو عدم غنائي في الفيلم يرتبط بالدور الذي أقدّمه في الفيلم. حتى في فيلم «سوء تفاهم» فإن الغناء فيه لم يكن وارداً عندي، بل فعلتُ ذلك بناء على رغبة المنتج.
? لماذا أنتِ بعيدة عن الإعلام، على خلاف غالبية النجمات اللواتي يظهرن باستمرار على الشاشات وخصوصاً على شاشة «mbc»؟
- لأنه لا يحصل اتفاق بيننا.
? تقصدين اتفاقاً مادياً؟
- طبعاً.
? هل هذا يعني أنهم لا يدفعون لك الأجر الذي تستحقينه؟
- هذا من ناحية. ومن ناحية أخرى، لأن انشغالي في التصوير يمنعني أحياناً من الظهور في المقابلات. في الأساس أنا لا أحب المقابلات، كما أنني مقلّة في إطلالاتي التلفزيونية نتيجة قرار ذاتي. أنا أختار اطلالاتي بدقة.
? كثيرون يتساءلون عن السبب الذي يجعلك تهتمين بتجربتك التمثيلية على حساب تجربتك الغنائية. فماذا تقولين لهم؟
- أنا لا أنكر هذا الموضوع. أنا ممثلة بالدرجة الأولى والأولوية عندي هي للتمثيل، أما الغناء فأمارسه في وقت الفراغ. عندما لا تكون لديّ ارتباطات تمثيلية يمكن أن أطرح أغنية.
? حتى في مقابلاتك نادراً ما تُسألين عن تجربتك الغنائية؟
- بل أنا أُسأل عنها دائماً. صحيح أن أغنياتي قليلة، ولكنها تركت صدى عند الناس ولا سيما في مصر، وأنا أغني في غالبية المقابلات التلفزيونية التي أجريها في مصر.