بعد نجاح «ذات» و«سجن النساء» و«موجة حارة»

دراما 2015 المصرية ... تنهل من الأدب

1 يناير 1970 12:16 م
• صلاح السعدني يقدّم «السمّان والخريف»... وسميرة أحمد تنتج «عقار 24» و«أجنحة الفراشة»

• خيرية البشلاوي: الروايات الأدبية تحتاج سيناريست متميّزاً لتقديمها تلفزيونياً
يبدو أن نجاح المسلسلات المنقولة عن أعمال أدبية في السنوات الأخيرة، قد شجّع صنّاع الدراما في مصر والوطن العربي على تقديم هذه النوعية من الأعمال. فبعد نجاح مسلسلات مثل «موجة حارة» للراحل أسامة أنور عكاشة، و«ذات» لصنع الله إبراهيم، وأخيراً «سجن النساء» للراحلة فتحية العسال، والتي سبقها تقديم «عمارة يعقوبيان» على شاشة السينما ثم في التلفزيون، برزت موجة من الأعمال في ذات الاتجاه، ويبدو أن الجديد كثير في هذا الإطار، وأن دراما 2015 ستكون من روايات وأعمال أدبية.

من أول الأعمال التي يتم تحضيرها في هذا الإطار، مسلسل «واحة الغروب»، الذي تقوم بكتابته مريم ناعوم، ويعتبر العمل الروائي الثالث لها درامياً مع المنتج جمال العدل والمخرجة كاملة أبوذكرى، وهو مأخوذ عن رواية تحمل الاسم نفسه للكاتب المصري بهاء طاهر. وبالرغم من تقديم القصة في مسلسل إذاعي منذ عامين، فإن نجاح الرواية جعل صنّاع العمل يبدأون في تنفيذها، ومازالت الترشيحات الفنية مجهولة بعد اعتذار نيللي كريم عن عدم المشاركة في المسلسل.

وتدور أحداث «واحة الغروب» في نهاية القرن الـ 19 وبداية الاحتلال البريطاني. وعن اهتمامها بالكتابة الروائية بشكل كبير، قالت الكاتبة مريم ناعوم لـ «الراي»: «لا أستطيع أن أجزم بأن الرواية تعطي للعمل الدرامي والسينمائي ثقلاً وقيمة أدبية كبيرة، لأنني قد أكون ظالمة لبعض النصوص التلفزيونية الجيدة، والتي كانت تكتب كمسلسلات، وأكبر دليل على كلامي الأعمال الرائعة التي كتبها الراحل أسامة أنور عكاشة، وكانت كلها ذات ثقل وقيمة فنية عالية، ولكن هذا يعود إلى الذوق الشخصي للمتفرج، فهناك مشاهدون لا يستطيعون متابعة الأعمال الأدبية فقط، والعكس صحيح».

وأضافت: «الراوية تعطي لي حرية في التعبير والكتابة، لأنها بالنسبة إليّ نقطة انطلاق أستطيع أن أبني عليها الكثير من الحقائق والأفكار والدراما الثرية، من دون الخلل بالسياق الدرامي لها».

هناك أيضاً مسلسل «السمان والخريف»، الذي يعكف المخرج والكاتب عصام الشماع منذ عامين على تحضيره، ويحاول إيجاد منتج يتبنى تقديمه، وهو مأخوذ عن الرواية الشهيرة التي تحمل الاسم نفسه للراحل نجيب محفوظ. وقد تم الاتفاق مع الفنان صلاح السعدني على بطولته والذي أكد أنه ما زال ينتظر المخرج عصام الشماع.

وقال لـ «الراي»: «عندما اجتمعت مع الشماع لكي ندرس موضوع الرواية، وجدناه الأكثر أهمية في الوقت الحالي، خصوصاً أن الرواية تناقش قضية مطالبة الأحزاب بتطهير نفسها بعد ثورة يوليو، وشعرنا بأن المجتمع حالياً يدخل في عراك سياسي مشابه لما حدث مع أبطال الرواية، ولكن هذه المرة للأسف مع المكفرين والذين يريدون نزع الحريات باسم الدين. وبناء على الورطة التي فيها المجتمع المصري، فكرنا في تقديم هذا العمل، خصوصاً أنه لم يقدم من قبل بالشكل اللائق به، إذ تم تقديمه مرة واحدة في الستينات من القرن الماضي كفيلم بطولة الراحل محمود مرسي، وهذا ما شجعنا على تحويله إلى مسلسل لأننا تمنينا أن نقدمه بشكل أفضل فتصل رسالة هذه الرواية العظيمة».

وأضاف السعدني: «بعدما كتبنا أول 8 حلقات توقف الشماع، لعدم وجود ممول ينتج مثل هذا العمل الذي يحمل قيمة عالية».

ومن جانبها، أعلنت الفنانة سميرة أحمد عن نيتها لتحويل روايتي «أجنحة الفراشة» لمحمد سلماوي، و«عقار 24» لمهاب كريم إلى مسلسلين، لتخوض بأحدهما الموسم الرمضاني المقبل، حيث ستكون منتجة فقط وتظهر كضيفة شرف في أحدهما، بينما لم يستقر شريكها المنتج صفوت غطاس على كاتب السيناريو الذي سيتبنى العملين في الوقت الحالي.

وأيضا ،بدأ منذ أيام تصوير مسلسل «أريد رجلاً»، للفنانين إياد نصار وأحمد عبدالعزيز ولقاء سويدان، وهو عن رواية لنور عبدالمجيد تحمل الاسم نفسه، وكتبت السيناريو الخاص بها شهيرة عبدالسلام.

وتدور الأحداث في إطار اجتماعي حول العلاقات المختلفة بين الرجل والنساء، والمسلسل يعد التجربة الإخراجية الأولى للمخرجة بتول عرفة، ويشارك في بطولته دينا فؤاد ومريم حسن، وسيتم تصويره على جزأين في 60 حلقة.

في الإطار نفسه، يأتي مسلسل «أنا عشقت» الذي بدأ عرضه على إحدى الفضائيات المشفرة منذ أيام، وهو مأخوذ عن رواية تحمل الاسم نفسه للكاتب محمد المنسي قنديل وقام بإعداد السيناريو له هشام هلال.

وتدور أحداثه حول حسن الذي يسافر ويترك حبيبته ورد، ما يصيبها بحالة من الغيبة عن الوعي، ويتعاطف معها بطل العمل ويتوجه في رحلة إلى مدينة القاهرة بحثاً عن حسن، على أمل أن يساعد ورد لكي تفيق من سباتها، وتكشف له هذه الرحلة عن الكثير من غموض البطل. والعمل من بطولة أمير كرارة ومنذر رياحنة وداليا مصطفى.

وعن الظاهرة، رأت الناقدة الفنية خيرية البشلاوي أن هناك عنصرين أساسيين لنجاح العمل المأخوذ عن الرواية سواء كان سينما أم دراما، أولهما أن تكون الرواية ذات قيمة ومرتبطة بالناس والأشخاص والبيئة والمجتمع المحيط. والعنصر الثاني يتمثل في سيناريست يستطيع أن يحوّلها إلى حكاية ملموسة، ومخرج يحوّل الشخصيات والأحداث إلى صورة قيّمة تظهر للناس ويتم استيعابها».

وقالت: «شهدنا عدداً من الأمثلة الناجحة لأعمال تلفزيونية أدبية نشيد بها جميعاً، واستطاعت أن تبرز لنا السياق الدرامي للرواية، ومنها (ذات) و(سجن النساء) اللذان تم تقديمهما بشكل احترافي».