من هو أبو محمد المقدسي ؟
1 يناير 1970
01:07 ص
ولد أبو محمد عاصم بن محمد بن طاهر الحافي العتيبي في قرية برقة في فلسطين في العام 1959، وانتقل مع والده الى الكويت في العام 1963.
تأثرالمقدسي بفكر «جماعة جهيمان»، التي اقتحمت الحرم المكي الشريف واحتلته لأيام بقوة السلاح، وروعت الآمنين، ومنعت المسلمين من أداء الصلوات وشعائر العمرة، قبل أن تتصدى لها القوات الأمنية السعودية، وتقضي على من كان منها في الحرم، إلا أن فكرها المنحرف كان انتشر في أنحاء عدة من المحافظات السعودية والكويت.
ثم درس المقدسي العلوم في جامعة الموصل في شمال العراق قبل أن ينقطع عن الجامعة ويتجه لدراسة العلوم الشرعية في المدينة المنورة على يد المشايخ في المسجد النبوي، وكان له هناك احتكاك واتصال جيد بطلبة العلم، وبعض المشايخ الذين أخذ عنهم بعض مفاتيح العلم ممن لم يقتنع في ما عندهم.
وعكف على مطالعة كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم وكتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب وتلاميذه وأولاده وأحفاده من أئمة الدعوة الوهابية، التي تعرف إليها أول ما تعرف من نسخة قديمة للدرر السنية في مكتبة المسجد النبوي، فعكف عليها وقتاً طويلاً، فكان لهذه الكتب بالتحديد أثر في توجهه الفكري بعد ذلك، فكان أول كتاباته المهمة التي دوّن فيها أصول الفكر التكفيري، الذي اعتنقه أتباعه ومريدوه وهو كتابه «ملة إبراهيم».
بعدها سافر انطلاقا من الكويت إلى باكستان وافغانستان مراراً وتعرف خلالها على مشايخ كثيرين وجماعات من أنحاء العالم الإسلامي، وشارك ببعض الأنشطة التدريسية والدعوة هناك، فدرس في المعهد الشرعي لتنظيم «القاعدة» بتزكية من الشيخ سيد امام – الدكتور فضل – وتعاون معه في القضاء الشرعي بين القائمين على معسكر «القاعدة»، وكان على علاقة طيبة مع زعيم تنظيم «القاعدة» الشيخ أيمن الظواهري وأبي عبيدة البانشيري وأبي حفص المصري الذي شارك أبو مصعب الزرقاوي لاحقاً في العراق وأبي مصعب السوري الذي قتله تنظيم «داعش» العام الماضي في سورية، وغيرهم من السلفيين وطلبة العلم الذين جمعتهم ساحة افغانستان، وهناك صدرت أول طبعة لكتاب «ملة إبراهيم».
كما كانت له جولات ومواجهات مع من يسميهم بـ «الكفار» فقد كان يفتي بكفر كل العسكريين المنتمين إلى قوات الجيش والشرطة، بل ومن يعمل في الجهات الحكومية، وذلك قبل أن يتراجع عن غلوه في التفكير، ليؤلف رسالة عنوانها «الرسالة الثلاثينة في التحذير من الغلو في التفكير».
غادر الكويت مع أسرته بعد تحريرها من الغزو العراقي في العام 1992 واستقر في الأردن، وصدر بحقه في الكويت حكم غيابي بالسجن سبع سنوات في البلاد، بتهمة تفجير مركز الفنون وقصفه بقذائف «البازوكا»، وما زال مطلوباً للإنتربول بهذه التهمة. كما كان قد أوقف في البلاد قبل ذلك بتهمة أمن دولة.
وشن المقدسي في مناسبات عديدة هجمات ضد السلفيين الكويتيين ناعتاً إياهم بـ «أدعياء السلفية في الكويت».