حوار / يجهّز لإطلاق «سنغل» خليجي... وتصوير كليب لـ «أيوا هغنّي»

محمد عسّاف لـ «الراي»: أعترف... مازلتُ مقصّراً في حقّ فلسطين !

1 يناير 1970 08:59 ص
• ألبومي «عسّاف» حقّق الرقم واحد للعام 2014 على «آي تونز»

• تلقيت عرضاً سينمائياً يروي قصّة حياتي

• أحب رونالدو... وأشجّع «ريال مدريد»
عمره الفني لم يتجاوز العام ونصف العام! لكن جمهوره يُعَد بالملايين... وبالرغم من أن رصيده الفني ألبوم واحد لا غير... فإنه صار «محبوب العرب»! إنه الفنان الفلسطيني محمد عسّاف الذي حصد ردود فعلية إيجابية على الصعيد العربي فور إطلاقه باكورة ألبوماته الذي حمل عنوان «عساف»، والذي جمع فيه طيفاً متنوع الألوان من الأغاني اللبنانية والمصرية والعراقية والفلسطينية. «الراي» التقت عسّاف الذي أكّد أنه بذل في ألبومه الأول، بأغنياته الإحدى عشرة، جهداً كبيراً لأجل العناية باختيار الشعراء والملحنين والموزعين الذين تعاون معهم، وكانت المحصلة أنه فاز بلقب «الألبوم الرقم واحد» للعام 2014 على «آي تونز». عسّاف أكّد خلال الحوار أنه لا يفكر حالياً في طرح ألبوم آخر، مفضلاً التريّث إلى بداية العام المقبل، لكنه يستعد لطرح «سنغل» باللهجة الخليجية، بالإضافة إلى تصوير فيديو كليب لأغنية «أيوا هغنّي» في مصر، متحدثاً بحفاوة بالغة عن تعاونه مع الموسيقار اللبناني ملحم بركات من خلال أغنية «شو بتخبرونا». وفي حين تطرّق إلى تلقّيه عرضاً لتجسيد دور البطولة في فيلم سينمائي يروي قصة حياته، والمشاركة في مسلسل درامي للموسم 2016، أعرب عساف عن عدم تأييده الفنانين الذين يكشفون عن آرائهم السياسية على الملأ، معتبراً أن الفن لا علاقة له بالسياسة... لكنه سارع باستثناء نفسه من هذه القاعدة، لأنه فلسطيني ولديه قضية «وطن محتل»، وإن كان يعتبر نفسه مقصّراً في حقه عليه حتى الآن. وعلى الصعيد الشخصي، أكد عساف رفضه لفكرة الزواج في الوقت الحالي، متأثراً بنصيحة أسداها إليه الموسيقار ملحم بركات، وموضحاً - في ناحية أخرى - أنه يشجع نادي ريال مدريد، ويدرك الشبه الذي يجمعه مع اللاعب كريستيانو رونالدو، وعرّج على موضوعات عدة تأتي تفاصيلها في هذه السطور:

• بداية... حدثنا عن الأصداء التي رصدتَها لألبومك الأخير «عسّاف»؟

- عملت على ألبومي «عسّاف» عاماً كاملاً، وتعبت في عملية الانتقاء كثيراً، خصوصاً أنها كانت بشكل شخصي، وأصررت على أن يتضمن أغنية لبلدي الأم فلسطين بعنوان «ورد الأصايل». فاخترت نخبة من الملحنين مثل محمد رحيم وفارس إسكندر وياسر عمر وعلي صابر وغيرهم، والشعراء العرب منهم عمر طاهر وملاك عادل وأحمد ماضي ومنصور خليل وسعد السروكي وفراس الحبيب. أما الموزعون، فمنهم بلال الزين وميشال فاضل وناصر الأسعد ويعقوب الأطرش ومحب الراوي، وكان هدفي من التعاون معهم أن أقدم ألبوماً كاملاً ومتكاملاً لجمهوري، وذلك بالتنسيق طبعاً مع القيمين على شركة «Platinum Records» المنتجة لعملي. وبحمد الله كانت الأصداء إيجابية جداً ورائعة مع خليط من الأغاني اللبنانية والمصرية والعراقية والفلسطينية، فحقق الألبوم الرقم واحد للعام 2014 على «آي تونز».

• حدثنا قليلاً عن تعاونك مع الموسيقار ملحم بركات في أغنية «شو بتخبرونا»، من كلمات نزار فرنسيس، وتوزيع طوني سابا؟

- هو تعاون أفتخر به، خصوصاً أن بركات من النادر أن يعطي أحد ألحانه لأيّ فنان إلاّ إن كان مقتنعاً بقدراته الصوتية، لاسيما أنه قدّر موهبتي الغنائية أكثر من مرة. وللعلم في البداية كنا متفقين على أغنية أخرى، لكنه ما لبث أن أدخلني إلى الاستوديو وأسمعني أغنية «شو بتخبرونا» قائلاً لي: «سأعطيك هذه الأغنية التي كنت أنوي إنزالها في ألبومي الجديد، ولكنها ليست خسارة فيك، وأريدك أن تغنيها».

• هل تفكر في طرح ألبوم آخر قريباً؟

- ألبومي الأخير «عسّاف» طرحته في شهر أكتوبر من العام 2014، لذلك لا أعتقد أنني في الوقت الراهن سأكون مستعداً لطرح ألبوم غنائي آخر، وأفضل التأني، ومن ثم سأجعل هذه الفكرة مؤجّلةً إلى بداية العام المقبل 2016.

• ما الجديد الذي تحضّر له على النطاق الفني؟

- خلال الشهرين المقبلين سأطلق «سنغل» خليجياً، خصوصاً أنه غاب عن ألبومي الأول، لأنه أصبح مهماً للمطرب أن يكون حاضراً في السوق من خلال الكلمة واللحن الخليجيين. لكنني إلى الآن لم أحدد اسم الشاعر أو الملحن اللذين سأتعاون معهما في ظلّ وجود كثرة من الملحنين والشعراء الخليجيين الرائعين جداً.

• هل ترى أن سوق «السنغل» أفضل من الألبوم؟

- من الطبيعي أن الأغنية الـ «سنغل» تأخذ حيزاً وانتشاراً أكبر من الألبوم، فكونها أغنية واحدة يجعلها تأخذ كل التركيز. وفي المقابل وجود ألبوم يشكل رصيداً للفنان، ويساعده على المشاركة في الحفلات الغنائية. وأنا شخصياً مع ضرورة التنوّع في الغناء بلهجات عدة وأجواء موسيقية مختلفة، وهو أمر مهم.

• هل من فيديو كليب قريب سيتمّ تصويره بعد الذي صوّرته بعنوان «لوين بروح»؟

- بعد النجاح الذي حققه كليب «لوين بروح» من كلمات أحمد ماضي وألحان زياد برجي، ومن توزيع ناصر الأسعد، سأقوم خلال الفترة المقبلة بتصوير إحدى أغاني ألبومي الجديد، وهي تحمل عنوان «أيوا هغنّي»، من كلمات ملاك عادل وألحان المصري محمد رحيم وتوزيع أحمد عبدالسلام، وسيتم ذلك في مصر. لكن إلى الآن ما زلنا ندرس اختيار المخرج المناسب الذي سيقود صناعة الكليب.

• هل ترى أن الفيديو كليب يسهم كثيراً في نجاح الأغنية؟

- أرى أنه شيء مهم لانتشار الأغنية أكثر، لكنه ليس شرطاً أساسياً. والدليل وجود العديد من الأغاني «السنغل» لكثير من زملائي الفنانين لم تصوّر، لكنها في المقابل حققت نجاحاً كبيراً، وصارت مشهورة.

• ما الصعوبات التي واجهتك خلال تجهيز الألبوم؟

- طبعاً مسألة الاختيار والانتقاء ليست بالأمر السّهل، سواء على صعيد الألحان أم الكلمات وحتى التوزيع، وهو بمنزلة التحدي الكبير «تكون أو لا تكون»، فضلاً عن أنه أوّل ألبوم غنائي لي في مسيرتي الغنائية، ما زاد من صعوبة الاختيار.

• هل كنتَ تعتمد كثيراً على الاستشارات؟

- طبعاً الاستشارات الفنّية مهمة جداً، لأنه ليس كل ما يعتقده الفنان هو صحيح تماماً، لذلك فقد استشرتُ عدداً من أصدقائي الفنانين منهم راغب علامة وشيرين عبدالوهاب، بالإضافة إلى مجموعة من الخبراء على نطاق الوطن العربي، بالإضافة إلى شباب فرقتي الموسيقية.

• إلى أيّ درجة تعتقد وجود أهمّية لمدير أعمال إلى جانبك؟

- لا شك أن وجود مدير أعمال إلى جانبي أمر مهم ويريحني من أمور عديدة، كذلك أحد العناصر المهمة هو الإدارة التي تعمل معي، وهم شركة «Platinum Records» مجموعة «mbc»، ولم أجد منهم أي تقصير معي بتاتاً. غير أنك مع ذلك تظل تشعر بأن هناك أموراً تنقصك.

• لكنك أخيراً أقدمت على تغيير مدير أعمالك... ما السبب؟

- التغيير كان لمصلحة الطرفين، ولم ينجم عن مشكلة ما بيني وبين مدير أعمالي السابق مارسيل الزغبي، والقصة باختصار أنّ شركة «Platinum Records» إحدى شركات مجموعة «mbc» التي أنتمي إليها، أرادت أن تولي مهمة إدارة أعمالي إلى شخص آخر، وهو وسام عبود.

• هل تركّز كثيراً على إحياء الأعراس... وما أهميتها للفنان من وجهة نظرك؟

- لبّيت طلبات الكثيرين من جمهوري، وأحييت العديد من الأعراس المميزة في بلاد الشام، وفي منطقة الخليج العربي، لكن فكرة إحياء الأعراس ليست واردة كثيراً لديّ. وشخصياً أعتقد أنها تبني علاقات مهمّة للفنان وتقرّبه من جمهوره الذي يعتبر مصدراً رئيسياً لنجاح أيّ فنان.

• من الصوت الذي ترغب في مشاركته أغنية «دويتو»؟

- كثير من الفنانين أرغب في مشاطرتهم الغناء، إذ هناك فكرة لتقديم «دويتو» مع الفنانة المصرية شيرين عبدالوهاب، وهو أمر أعتبره مميزاً بالنسبة إليّ، ومن المتوقع أن يرى النور خلال العام الحالي.

• هل تفكر فعلياً في خوض تجربة التمثيل؟

- متردد كثيراً من خوض التجربة، بالرغم من حصولي أخيراً على عرض للمشاركة في فيلم سينمائي يروي قصّة حياتي الشخصية، من سيناريو وإخراج هاني أبو أسعد، وأتمنى أن أكون مهيّأ كي أمثّل بطولة هذا الفيلم الذي يصوّر تجربتي الذاتية. كذلك تلقيت عرضاً للمشاركة في مسلسل درامي لموسم رمضان 2016، وإن كنت لم أُفصح عن موافقتي النهائية عليه حتى الآن، فأنا أعتقد أن خطوة التمثيل يجب أن تكون مدروسة تماماً قبل المضي فيها، لأن النجاح والفشل يكونان على المحك.

• هل يعني هذا أنك متردد في المشاركة في ذلك الفيلم السينمائي؟

- حتى الآن لم أعط موافقتي النهائية، بالرغم من أنني تدربت على مشاهدي، وهم بدورهم قد بدأوا في تصوير المرحلة الأولى من مراحل حياتي عندما كنت صغيراً.

• إلى أي درجة حرمتك الشهرة من حياتك الخاصة؟

- محبة الناس شيء جميل وعظيم، لكن حياة الشهرة صعبة، لأنك تفقد خصوصيتك، وهذا أصعب ما في الأمر. وللعلم كنت أطمح إلى الشهرة من قبل، وحصلت عليها «بزيادة».

• بعد كل هذه الشهرة التي حققتها... ألم تفكر في الزواج؟

- إلى هذه اللحظة لا أفكر في الارتباط أوالزواج، خصوصاً بعدما نصحني الموسيقار ملحم بركات، إذ قال لي عندما اجتمعنا معاً: «لا تقع في شباك الحب حالياً، لأن ذلك سيؤثّر في مسيرتك الفنية التي ما زالت في بدايتها»، بالرغم من أنني على يقين بأن الزواج هو حق مشروع لأي شاب سواء كان مشهوراً أم غير مشهور. ومن ثم فإقدامي على خطوة الخطبة أو الزواج هو من حقي الشخصي، وحينما يحصل ذلك الأمر سأصارح جمهوري به على الفور.

• كيف تصف علاقتك مع مواقع التواصل الاجتماعي؟

- مميزة جداً، فلديّ على موقع «Facebook» ما يقارب 6 ملايين صديق، وعلى «Twitter» مليون وبضعة آلاف متابع، وعلى موقع «Instagram» ما لا يقل عن 400 ألف. وللعلم أحرص على التواصل معهم شخصياً ومتابعة معظم تعليقاتهم في آخر الليل، وهي تميل في أغلبها إلى الإيجابي، لكنني لا أنكر وجود تعليقات سلبية أيضاً، وهو أمر طبيعي تماماً، لأنني لو وجدت كل التعليقات إيجابية فلا شك سيكون هذا دليلاً على وجود خلل حتمي، بالرغم من وجود «Admin» لكل صفحاتي.

• هل تغنّي ما يريده الجمهور أم ما يروقك أنت؟

- أجمع بين الاثنين، فتراني أحاول إرضاء جمهوري، بقدر ما أسعى إلى تقديم بعض الأغاني التي أشعر بأنها قريبة منّي، لأنني أعتقد أن هذا القرب يجعلها تصل إلى المستمع بإحساس أجمل.

• بدأتَ مشوارك الفني منذ عام ونصف العام... ما الأمر الذي ندمت عليه؟

- لم أندم على شيء حتى الآن، لأنني لا أزال في بداية طريقي، لكنني كنتُ أتمنى أن أقدم المزيد من الأمور الفنية، فأنا طموح جداً في هذا المجال.

• كفنان... ما الذي قدّمته لبلدك فلسطين؟

- فلسطين وطني وقضيتي التي سأظل أخدمها ما حييت، فقد خرجت من المعاناة ومثّلت شعبي من خلال فنّي، وكل ما أستطيع أن أقوم به سأفعله، وأعترف بأنني ما زلت مقصّراً في حقّ بلدي، لأن وضع القضية الفلسطينية صعب جداً، وأتمنى أن يكون الحلّ بين يديّ، على الرغم من أنني لست مهتماً بالسياسة ولا أحبّها.

• وماذا عن كونك سفيراً للنوايا الحسنة؟

- جمعتُ كثيراً من التبرعات منذ أن تقلّدتُ هذا المنصب، كما وقّعت أخيراً اتفاقية في لندن ما بين وكالة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين الفلسطنيين «UNRWA» وبين مؤسسة الإغاثة الإسلامية، من أجل إعادة إعمار قطاع غزّة. كما سأحرص في الفترة المقبلة على تقديم كلّ الدعم لكل شبر من فلسطين، ولمخيّمات اللجوء في لبنان وسورية والأردن. هذه أمور صعبة جداً على شاب في مثل عمري، لكنني أقوم به على قدر استطاعتي، فهو واجبي وليس جميلا أحمّله لأحد.

• هل أنت مع الفنان الذي يعبّر عن آرائه السياسية في وسائل الإعلام؟

- أعتقد أن الفنان يجب عليه الابتعاد عن السياسة، لأنّ الفن - في تقديري - لا علاقة له بالسياسة. لكنني شخصياً موضوعي مختلف عن بقية زملائي نوعاً ما، لأنّ بلدي محتلّ منذ أكثر من 60 عاماً، وأمتلك موقفاً مع بلدي فلسطين ضدّ الصهاينة وممارساتهم التي لا توصف.

• كيف تصف علاقتك مع الرياضة؟

- أحبّ ممارسة الرياضة كثيراً كحال كل الشباب، وخصوصاً كرة القدم، إذ إنني من مشجعي نادي «ريال مدريد»، كما أحرص دوماً على متابعة الدوريين الإسباني والإنكليزي.

• هل لاحظت وجود الشبه الذي يربط بينك وبين اللاعب البرتغالي كريستيانو رونالدو؟

- أنا من محبيه، لكن لم يصدف أن التقينا مسبقاً في أيّ مناسبة، وأما من ناحية الشبه، فأصدقك القول إن كثيرين من أصدقائي يخبرونني عن تقارب كبير في الملامح بيني وبينه.