نوبي يقدم «سيرة الرسول» بنكهة «أرض الذهب»
محمد يوسف: أتمنى إقبال الجمهور على «المدائح النبوية»
| القاهرة - «الراي» |
1 يناير 1970
10:22 م
مدائح نبوية ... باللهجة النوبية!
فقد عرفت مصر فن «المديح النبوي» منذ زمن طويل، وهو أحد الفنون الشعبية المصرية الأصيلة، الذي برزت فيه أسماء معروفة من كل أرجاء مصر، تركوا جميعاً بصمات في العقل الجمعي المصري، ومن هؤلاء أحمد التوني وياسين التهامي.
وانضم إليهم شباب جدد من مصر وخارجها، منهم سامي يوسف وماهر زين ومحمد السنباطي ومحمد العجوز وغيرهم كثيرون.
لكن وسط كل هذا بقي المديح فناً مصرياً خاصاً جداً قيد بلاده، وبجانبه المديح النوبي المغرق في القدم أيضاً، في أقصى جنوب مص ر، لكن بالرغم من وجود نجوم كبار له، فإن إصرار هؤلاء على الالتزام بلغتهم النوبية المحلية، وبكلمات بيئتهم الشديدة الخصوصية - من دون اللجوء إلى كلمات الحلاج وابن عربي - جعل خروجهم إلى النور يتأخر قليلاً.
«الله دانا» أو ربنا موجود، واحدة من أغاني المديح النبوي للفنان المصري الشاب محمد يوسف، أحد المداحين النوبيين، والذي تخصص في ذكر الله والدعاء له سبحانه، والمديح بأنواعه للرسول، لا يتغنى بعشق سواهما.
يقول محمد يوسف: «هناك أشكال كثيرة مشهورة للمدح، لكن المختلف في مديحنا الموسيقى وطريقة الإلقاء، أنا يمكنني المديح بكلمات لشعراء مشهورين، وأقول مدائح خاصة بياسين التهامي، لكن بطريقتنا النوبية».
يوضح محمد أن الحفلات التي يحييها في القاهرة هو وسواه من المداحين النوبيين قليلة العدد، إذا ما قورنت بتلك التي يقيمونها في الجنوب، حيث بيئتهم الخاصة، مشيراً إلى «أن هناك حفلات كثيرة ومناسبات دينية في محافظات الصعيد، جنوب مصر، والتي تحظى دائماً بإقبال كبير من الجمهور».
«النوبة مش بس أغان على ألحان خماسية، النوبة فيها مسرح ومديح، وتمثيل، وفيها كل الفنون».
يقول محمد يوسف، مردفاً إن هذه رسالة يحاول أن يوصلها للناس عبر حفلاته، ومعرباً عن أن أهم أمنياته، بعد ذلك، أن يبقى لحنه في أذن وذاكرة سامعيه, مضيفاً: «لو أن شخصاً واحداً فقط في كل حفلة، خرج وهو يدندن بكلمات أو لحن أغنية من أغاني أو مدائح الحفلة النبوية أعتبر نفسي رابحاً وناجحاً».
ويراهن المداح المصري الشاب، على أن يبحث الجمهور عن معاني الكلمات النوبية التي يتغنى بها، متطلعاً إلى «أن يكون هناك إقبال أكثر على الفنون النوبية ألحاناً وكلمات وأفكاراً متفردة تعبّر عن خصوصية النوبة، لا سيما تلك التي تتغنى بصفات وخصال الرسول الكريم».
يتذكر محمد يوسف حينما كان يسير مع والده المداح «الحاج يوسف العمدة» في الحفلات: «في السابق كانت الكلمات عربية والأغاني نوبية، الآن الموسيقى والكلمات نوبية، وصار المديح في النبي الكريم نوبياً أيضاً».