المؤكد لدينا جميعا أن جامعة الكويت تحمل العبء الأكبر في تنسيق وترتيب منظومة المستقبل في الكويت، كونها المصنع الأساسي لتخريج دفعات جديدة ومتجددة من الطلبة والطالبات، الذين هم العماد الذي نستطيع أن نبني عليه أحلامنا وطموحاتنا وتطلعاتنا.
أقول هذا الكلام وعيناي ترصدان، وذهني يفكر، وقلبي يتمنى ويطمح... في ظل ما تقوم به اللجنة الموقرة برئاسة وزير التربية وزير التعليم العالي الرئيس الأعلى للجامعة الدكتور بدر العيسى وبعضوية أهل الثقة والعلم والثقافة، من تحركات لاختيار مدير جديد للجامعة.
ونعرف من خلال الأخبار المتواترة أن هذه اللجنة أفسحت المجال كي يتقدم الأساتذة بترشيحاتهم لنيل هذا المنصب المهم والخطير في آن واحد، وبالتالي بات من الضروري، كما جرى العرف أن تقوم اللجنة بفرز الأسماء المرشحة، والبحث في سيرهم الذاتية، والتفاضل في ما بينهم من خلال ما قدمه المترشحون من منجزات خلال حياتهم الاكاديمية داخل الجامعة أو حتى خارجها، وبعدها يتم الاختيار للأنسب والأجدر لنيل هذا المنصب، الذي أراه مسؤولية كبيرة، قبل أن يكون قيمة اجتماعية وأكاديمية للحاصل عليه.
ومن ثم سواء أقرّ الوزير اختيار اللجنة ووافق عليه، أم أنه تصدى بنفسه للاختيار بما يراه مناسبا، فإننا نطمح كأكاديميين في جامعة الكويت، وكأساتذة للطلبة والطالبات، وأيضا كأولياء أمور، أن يأتي مدير الجامعة بمواصفات وصفات تساهم في توفير أجواء جديدة يتم من خلالها تطوير منظومة العمل الجامعي، بأسلوب يخدم الأساتذة والدارسين، وبالتالي يخدم الوطن، وهذه المواصفات والصفات التي نتطلع إليها- بشغف- تتمحور في أن يكون المدير الجديد للجامعة صاحب قدرة متميزة في قراءة المستقبل، كي تكون قراراته وأطروحاته، وتحركاته مبنية على أسس علمية تراعي التطورات المذهلة التي لحقت بكل مناحي الحياة.
كما نتمنى في المدير الجديد لجامعة الكويت أن يكون صاحب رؤية واضحة في ما يتعلق بالسعي إلى تطوير أداء العمل الجامعي في المجالين الأكاديمي والإداري، والتباحث مع أهل الخبرة والرأي في تفعيل وتيرة التطوير، والترقي والأخذ بأسباب العلم والثقافة والمعرفة.
كما نتمناه أن يؤمن إيمانا راسخا بسياسة الباب المفتوح، وتلقي كل المقترحات ووجهات النظر والآراء بصدر رحب، ثم بحثها، والاستفادة منها، وتذليل العراقيل والمشاكل التي تعترض طريق التطور في أروقة الجامعة، للمساهمة في إيجاد أجواء سليمة وصحية، يمكن من خلالها العمل بأريحية وإتقان، فلن يتمكن الأستاذ الجامعي من إعطاء كل ما لديه وهو يحمل مشكلة ما... لا يجد لها حلا عند المسؤولين، كما لا يمكن لطالب- مثلا- أن يستوعب المحاضرات- وهو يحس بأن هناك مشاكل عالقة لم تحل.
ويجب أن تتوفر في المدير الجديد للجامعة الشفافية في التعامل مع الكوادر الجامعية، لما لها من أهمية كبيرة في مسألة القضاء على المحسوبيات وإعطاء كل ذي حق حقه.
والأهم من كل ما سبق أن يكون مشهودا له بالقدرة على تحمل المسؤولية، والأعباء الملقاة عليه، فهو سيعمل في مؤسسة علمية رسمية، ذات أهمية كبيرة للوطن، لذا فإن من الضروري أن يتمتع المدير الجديد للجامعة بقدرة متميزة على تحمل المسؤولية، بكل تبعاتها وأعبائها.
ولن نتحدث عن بعض المشكلات المتعلقة بجامعة الكويت، سواء في مباني بعض كلياتها، أو المعامل، أو المكتبات، وغيرها، لأنها واضحة ومن السهولة بمكان، وضع أيدينا عليها، ولكن المطلوب هو أن نحرص على حل مثل هذه المشكلات، من خلال أملنا في المدير الجديد، في وضع استراتيجية عمل محكمة، وقابلة للتنفيذ، ومتوازية مع الرغبة في التطوير.
هذه بعض أمانينا التي نطمح أن تتحقق في مدير الجامعة المقبل، والبقية سنتحدث فيها، بعد أن يتم اختياره، ويبدأ في عمله المنوط به.
* رئيس تحرير مجلة «البيان» وأكاديمي بجامعة الكويت
[email protected]