لبلبة لـ«الراي»: ظهوري في «حسن ومرقص» مهمة وطنية ولا أخشى القيام بدور امرأة مسلمة

1 يناير 1970 08:17 م
| القاهرة - من مروة فتحي |

لبلبة، فنانة لا تعرف الخوف، جريئة في اختياراتها، وبالرغم من خروجها عن المألوف بكسر القالب الكوميدي المعروف عن أدوارها مع الزعيم عادل إمام الا انها لم تتردد في أداء شخصية «ماتلدا» أو «زينات» التي تقف الى جانب زوجها في السراء والضراء ضمن أحداث فيلمها السينمائي الجديد «حسن ومرقص» وعن الفيلم وتفاصيل أخرى كثيرة التقت «الراي» بالفنانة المصرية لبلبة وكان معها هذا الحوار:

• بداية ماذا عن رد فعل الجمهور عن دورك في الفيلم؟

- بالرغم من سعادتي بنجاح العمل ككل، الا أن كل فنان في النهاية يهتم في المقام الأول بنجاح دوره في هذا العمل، وفي «حسن ومرقص» كنت خائفة من عدم تقبل الجمهور لدوري في الفيلم. خاصة وأن كل أدواري السابقة مع الفنان عادل امام كانت جميعها كوميدية حتى ان فيلمي الأخير معه «عريس من جهة أمنية» قدمت فيه كاراكترا، وكاراكتر غني جدا مساحة الضحك فيه كانت كبيرة للغاية. ولذلك شعرت بالقلق الشديد من الصدمة التي قد تصيب البعض عند مشاهدة فيلم «حسن ومرقص» واكتشاف أن دوري فيه بعيد تماما عن الكوميديا.

• هذا يعني أنك ترددت في قبول الفيلم ؟

- لا... أنا لم أتردد في حياتي من العمل مع عادل امام فالعمل معه مريح لأبعد الحدود، حيث النظام والهدوء والألفة أيضا، وعندما عرض علىّ عادل امام مشاركته في بطولة فيلمه الجديد وافقت على الفور دون أن أسأل عن طبيعة الدور أو باقي الأبطال أو حتى أي تفصيلة صغيرة تهم أي ممثل قبل القيام بدور جديد. وبعد قراءتي للسيناريو فوجئت بالشخصية وراودني بعض القلق حيالها الا أن المخرج رامي امام قال لي انه يراني في شخصية «زينات وماتلدا» وأنه لا يرى أحدا غيري أنسب للدور، فتشجعت وبدأت التصوير دون خوف، خاصة مع مضمون الفيلم وتبنيه لقضية من أهم القضايا التي نعاصرها اثارة للجدل وهي قضية الفتنة الطائفية. فوجدت أن دوري في حد ذاته مهمة وطنية يجب عليّ القيام بها، وبصراحة أنا دائما لديّ جرأة في تقديم كل ما هو جديد، ولو لم أفعل ذلك لكنت حبيسة لنوعية معينة من الأدوار، لأن المنتجين عندما يلاحظون نجاح الفنان في دور معين يضعوه فيما بعد في نفس الدور، الى أن يأتي مخرج مختلف «ونادرا ما نجده» ويقدمه في شخصية جديدة.

• الفنان من خلال عمله يخاطب كل شرائح المجتمع، وبصراحة عند مشاهدتي للفيلم وسط الجمهور استوقفني رد فعل بعض المشاهدين عندما تساءلوا عن قلقك حيال ارتداء الحجاب وتمثيل دور امرأة مسلمة وأنت امرأة مسيحية في الأساس، فما رأيك ؟

- أكيد من طرحوا هذا السؤال هم شباب صغار لم يمتلكوا النضج والوعي الكافي، «وأكيد أيضا فيما بعد هيتأكدوا أن الفن رسالة، ويجب على الفنان أيا كانت جنسيته أو عقيدته الدينية مطالب بتقديم كل الأدوار». ولو كان الفنان يخشى من القيام بأدوار مشابهة لما قدمت هند رستم دور راهبة في فيلم يحمل نفس الاسم، وخطفت قلوب الناس معها، وما كان يوسف وهبي قدم دور الكاهن في مسرحية «راسبوتين»، أو حتى ظهرت نادية لطفي في دور مسيحية في فيلم «الناصر صلاح الدين» والكثير من الأدوار المهمة التي برع فيها كبار الفنانين وتركوا ذكرى ورسالة جميلة عند الناس من خلال أعمالهم.

• ظهرت في الفيلم في المرحلة الأولى بالحجاب العادي وفي المرحلة الثانية بالخمار ما حدود تدخلك في الظهور بهذا الشكل؟

- أنا لم أتدخل على الاطلاق في اختيار الملابس، لأنها كانت مسؤولية الاستايلست المعروفة ناهد نصر الله، فهي التي قامت باختيار ملابس كل الفنانين بمن فيهم الكومبارس، وضمن أحداث الجزء الأول من الفيلم هربت «ماتيلدا» الى المنيا متخفية في شخصية زوجة الشيخ الجليل حسن العطار.  لذلك كان لابد أن تظهر في زي أكثر تدينا فاختارت ناهد الخمار لهذه المرحلة وفقا لسيناريو يوسف معاطي. وفي الجزء الثاني هربت مع زوجها الى حيّ شبرا وهنالك اكتفوا بالتخفي في شخصية أسرة مسلمة عادية فكان الحجاب العادي هو الأنسب لهذه المرحلة، والحقيقة أنا لم يكن لي أي دور في الظهور بهذا الشكل. والدور الوحيد الذي لعبته فيما يخص هذا الاطار كان في الماكياج، حيث حرصت على عمل الماكياج لنفسي بناء على طلب مدير التصوير أحمد عبد العزيز الذي طلب مني الظهور بدون ماكياج. لأن البناء الدرامي للشخصية لا يتطلب الافراط في الماكياج خاصة وأن معظم المشاهد في المنزل فضلا عن أنها زوجة عادية مثل ملايين الزوجات، وبالفعل نفذت تعليماته بالحرف الواحد ولم أضع «ماكياج» الا في مشهدين فقط من بينهما مشهد لي وأنا في مكتب الأمين العام.

• الفيلم أظهر المرأة في شكل ثوري غاضب وكأنها سبب كل المشاكل في الدنيا ما رأيك ؟

- هو يوسف معاطي كان عايز فعلا يقول ان الستات «بتموت في الشعللة» ولما كنا بنصور المشهد قبل الأخير واللي كنت فيه أنا من ناحية بحرّض زوجي «عادل امام» على ترك المكان بعد ما اكتشفنا أن عمر الشريف وعائلته مسلمون، كانت هناء الشوربجي من الناحية الثانية تحرض زوجها «عمر» على ترك السكن لأننا طلعنا أقباطا ولسنا مسلمين. في هذا المشهد تحديدا طلب منا الجميع أن «نشعلل» الجو لخدمة الدراما في المشهد الأخير، الذي يحميني فيه عمر الشريف من الدمار الموجود في الشارع ويسترني بالجاكيت عندما خرجت بحثا عن ابني كالمجنونة وأنا بملابس النوم. ومن ناحية أخرى، ينقذ عادل امام عائلة عمر الشريف من الموت وتقف العائلتان جنبا الى جنب في مواجهة الفتنة الطائفية الغاشمة في مشهد من أجمل مشاهد الفيلم.

• لكن ما رأيك في المبدأ نفسه هل بالفعل المرأة هي سبب المشاكل؟

- بصراحة، في بعض الأوقات تكون المرأة هي المتحكم الأول والأخير في كل شيء وأوقات «بتخرب البيوت العمرانة»، وهذا لا يعني أنني أتفق أو أختلف مع شخصية المرأة في الفيلم، لأنني ممثلة أقوم بتجسيد الشخصية التي كتبها المؤلف بحذافيرها. وفي هذا الفيلم «احنا مثّلنا كما هو مكتوب في السيناريو بالضبط ولم نزد شيئا»، والشخصيات التي ظهرت في الفيلم كانت بنفس الشكل المرسوم في السيناريو، ولم نجتهد في الاضافة عليها كما يحدث في الأفلام الأخرى التي يكتب فيها الفنانون المشاهد على الهواء. وبعد انتهاء التصوير يكتشف المخرج أن زمن الفيلم تجاوز الوقت المطلوب، ومن ثم يقوم بحذف ما يحلو له من مشاهد. وهذا لم يحدث معنا على الاطلاق فزمن الفيلم كما كان مكتوبا في السيناريو هو نفس الزمن الذي نفذ به الفيلم.

• الكثير لاحظ أن الفتنة الطائفية الخاصة بالاسكندرية بالرغم من كونها حدثت بالفعل على أرض الواقع، الا أنها لم تكن مسببة دراميا ما رأيك ؟

- هذا يسأل فيه المخرج والمؤلف، فحدود معلوماتي أن هناك فتنة طائفية حدثت بالفعل في الاسكندرية قبل عدة سنوات، أما فيما يخص البناء الدرامي وغير ذلك فلا يخصني على الاطلاق أنا ممثلة أسأل عن دوري فقط والحقيقة أنا سعيدة بهذا الدور وسعيدة أكثر برد فعل الناس عنه. فمن خلال زيارتي المتكررة للسينما لمست بنفسي اعجاب الجمهور بالفيلم وبدوري فيه لدرجة أن كثيرا من الناس كانوا يضحكون في مشاهد لم نتوقع أن يضحك فيها أحد مثل مشهد نجيب الريحاني مثلا. وبصراحة أنا لم أشعر بنجاح الفيلم الا عندما شاهدته وسط الجمهور فوقتها فقط شعرت بنجاحي.

• ماذا عن المبالغة في تكرار جملة «باسم الصليب» في النصف الأول من الفيلم ؟

- لا أرى فيها أي مبالغة فهذه الجملة دائما ما تقولها المرأة المسيحية خاصة المرأة التي تنتمي لنفس جيلي، وهي جملة يوازيها في الاسلام جملة «بسم الله الرحمن الرحيم» أي أنها دائما ما ترتبط بالعقيدة الدينية، وفي بداية أحداث الفيلم كنت مازلت بشخصيتي الحقيقية «ماتيلدا» وكان من الطبيعي أن أكرر نطق الجملة كلما شعرت بالخطر.

• بعيدا عن «حسن ومرقص»، ما آخر أخبار فيلم «يوم ما اتقابلنا»؟

- الفيلم لم يتبق على الانتهاء من تصويره سوى يوم واحد، لكنه من أصعب الأيام لأنه يتم تصويره بالكامل في الشارع، والحقيقة الفيلم كان من المفروض يخلص من زمان الا أن اجراءات الحصول على تصاريح التصوير الخارجي وانشغال محمود حميدة ومدير التصوير بفيلم آخر ومن بعدها انشغالي بحسن ومرقص كل هذا أدى الى تأخير التصوير حتى الآن، ومن المنتظر أن ننتهي من تصويره في أغسطس المقبل.

• ماذا عن دورك فيه ؟

- هو دور انساني جميل وقريب مني جدا بعكس دوري في حسن ومرقص فالجميع قالوا لي ان دوري كان جريئا جدا، حيث أقوم في الفيلم بدور امرأة تزوجت من رجل يكبرها في السن وقامت بتربية ابنه وفي بعض اللحظات تشعر بالندم من الزواج من هذا الرجل. الا أنها في نهاية الفيلم تحمد الله وتشكره على كل شيء ولكن بطريقة انسانية أكثر من رائعة، وبصراحة السيناريو الذي كتبته زينب عزيز عن فكرة لتغريد العصفوري من أجمل السيناريوهات التي قرأتها في حياتي على الاطلاق.



عادل إمام