رسالتي
مقام النبوّة... ومعاداة السامية... وحماية الشواذ
| عبدالعزيز صباح الفضلي |
1 يناير 1970
06:41 م
أتساءل وغيري الكثير من أبناء الأمة الإسلامية: إلى متى يستمر مسلسل استفزاز مشاعر أكثر من مليار ونصف المليار مسلم من خلال الإساءة إلى مقام نبينا محمد عليه الصلاة والسلام عبر بعض وسائل الإعلام الغربية، والتي كان من آخرها الرسوم الكاريكاتيرية التي نشرتها جريدة «تشارلي إبدو» الفرنسية.
فقبل سنوات نشرت صحف دنماركية رسومات مشابهة، وفي مطلع هذا العام نُشرت رسومات جديدة، ولا ندري هل سيُنشر غيرها في المستقبل.
وأتساءل عن الدوافع وراء نشر هذه الرسومات؟، وهل هي فقط من باب حرية التعبير؟ أم أنها نشرت لتحقيق بعض الأهداف غير المعلنة؟
أنا لا استبعد أن يكون السبب الرئيسي هو الحقد على الإسلام وأهله، وأستطيع أن أجزم بأن الرسومات جاءت بعد الانتشار الواسع للدين الإسلامي في أوروبا وخاصة في فرنسا التي أصبح الإسلام هو الدين الثاني فيها، ونسبة المسلمين فيها تجاوزت 8 في المئة وأصبح للمسلمين أكثر من 150 مسجدا وهناك العديد من المراكز الإسلامية، ناهيك عن أن الإسلام هو أكثر الديانات انتشارا في أوروبا.
أعتقد أن هذا الانتشار هو أحد دوافع نشر الصور المسيئة، كي تصدر ردات فعل غير محسوبة من المسلمين ما يستدعي التضييق عليهم، كما حصل بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر في أميركا.
أتساءل لماذا تغض الحكومة الفرنسية الطرف عن مثل هذه الإساءات مع أن دستورها في المادة الثانية ينص على أنها جمهورية علمانية، لكنها تحترم كل الأديان، ودستورها نفسه يمنع أي كتابة أو حديث علني يؤدي إلى حقد أو كراهية لأسباب عرقية أو دينية فأين احترام الدين وهي تترك السفهاء يتطاولون على أعظم شخصية لدى المسلمين؟
العجيب أن قانون الإعلام الفرنسي يمنع تكذيب جرائم الإبادة الجماعية ضد اليهود من قبل النازيين والمعروفة «بالهولوكوست»، ويضع عقوبة السجن لمدة سنة أو دفع غرامة كبيرة، وفرنسا بالفعل تلاحق قضائيا كل من يكذب المحرقة كما حصل مع المفكر الفرنسي الذي أسلم «روجيه جارودي»، لكنها تتعامى عما يسيء للمسلمين من كتابات ورسومات!!
في الحقيقة لا ينبغي أن نلوم الغرب على ازدواجية معاييره، فمواقفه المتناقضة والمتكررة لا تخفى على أحد خاصة إذا كان فيها ضياع أو إهدار لحقوق المسلمين.
لكن العتب هو على أمة المليار ونصف المليار مسلم، فاليهود الذين عددهم في العالم 14 مليوناً استطاعوا التأثير على دول عدة لاستصدار قانون «معاداة السامية» ومنها أميركا التي أصدرت عام 2004 قانون «مراقبة معاداة السامية في أنحاء العالم» ويتضمن ملاحقة كل من يعادي اليهود وحتى إسرائيل كدولة باعتبارها دولة يهودية.
والشواذ الذي يقومون بأفعال تنافي الفطرة وتخالف الشرائع الدينية طالبوا بحقوق خاصة بهم جعلت الأمم المتحدة وبعض الدول الغربية تضع بعض القوانين والتي تنص على وجوب احترام الميول الجنسية لهؤلاء المثليين.
فأيهما أولى بالتأثير على الآخرين كي يتم احترام معتقداته، نحن المسلمون أم اليهود والشواذ؟!
لذلك نطالب الحكومات العربية والإسلامية من خلال الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي أن تقوم بواجبها الشرعي والأخلاقي بالدفاع عن مقام النبي عليه الصلاة والسلام والعمل على استصدار قانون أممي يحرم الإساءة إلى مقام الأنبياء، ويجعل المسيء تحت طائلة القانون، فهل نرى تحركا قريبا؟
Twitter: @abdulaziz2002