انعقاد الجولة الرابعة من حوار «المستقبل» - «حزب الله»
التلاقي اللبناني في السعودية يرسّخ التهدئة
| بيروت - من ليندا عازار |
1 يناير 1970
02:28 ص
استعاد لبنان حيويته السياسية امس مع انتهاء فترة الحداد الرسمي على الملك السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز والتي تخلّلتها مشهدية بالغة الدلالات عبّرت عنها حركة المعزين اللبنانيين الذين تقاطروا الى الرياض مباركين ايضاً مبايعة الملك سلمان بن عبد العزيز.
وجاء التلاقي الوطني الذي برز على خلفية الحدَث السعودي من خلال قيام «كل لبنان» بتقديم واجب العزاء سواء في الرياض او في السفارة في بيروت التي زارها امس نائبا «حزب الله» نوار الساحلي وعلي المقداد، ليشكل «خط دفاع» ثانياً عن «استراتيجية» الحوار الداخلي ولا سيما بين الحزب وتيار «المستقبل» الذي يقوده الرئيس سعد الحريري، باعتبار ان هذا الخيار هو «صمّام الأمان» لإبقاء لبنان في دائرة «الانضباط» تحت سقف مقتضيات المرحلة الإقليمية التي تقف على «مفترق طرق».
ومن خلف «غبار» محاولات رسم علامات استفهام حول تأثير التغييرات التي طرأت على القيادة السعودية على مقاربة المملكة للملف اللبناني وثوابتها حياله، بدت اول «رسائل» عدم بروز اي تبدّل في القراءة السعودية للواقع اللبناني من خلال التئام جلسة الحوار الرابعة امس بين «تيارالمستقبل» و«حزب الله».
وقبيل انعقاد الجلسة الرابعة من الحوار بين «المستقبل» و«حزب الله» مساء امس في مقر رئيس البرلمان نبيه بري في عين التينة، تلقت بيروت باهتمام اول اشارة من الملك سلمان إزاء لبنان والتي عبّر عنها خلال تعزيةِ برّي له بالملك عبدالله، اذ بعدما توجَّه إليه رئيس البرلمان قائلا: «كان لبنان موجوداً دائماً في قلب الملك عبدالله وإن شاءَ الله يستمرّ موجوداً في قلبك» ردَّ الملك سلمان: «بالتأكيد، لبنان في قلبي دائماً».
وقد استأنف «المستقبل» - «حزب الله» حوارهما من حيث انتهى اي البحث عن الآليات لتخفيف الاحتقان السني - الشيعي والذي يتمحور حول نقطتين، الاولى بدأت وإن «بخجل» وتتصل بالخطة الأمنية في البقاع الشمالي، وتحديداً في معاقل «حزب الله»، لتفكيك «المحميات» التي تتلطّى فيها عصابات السرقة والخطف على الفدية والمخدرات وسواها، والثانية تكتسب أبعاداً أكثر تعقيداً وتتعلق بـ «سرايا المقاومة» (تابعة لـ «حزب الله») التي يعتبر «المستقبل» انها «الذراع الأمنية» الخطرة على السلم الأهلي، والتي هناك صعوبة كبيرة لدى الحزب في حلّها لاعتبارات عدة ونتيجة تداخُلها في جانب منها مع «منظومته» الامنية - العسكرية المرتبطة بمواجهة اسرائيل.
وحضرت على طاولة النقاش مجمل التطورات الأمنية التي حصلت في الفترة الفاصلة بين جولتيْ الحوار الثالثة والرابعة ولا سيما الغارة الاسرائيلية على القنيطرة التي استهدفت موكباً للحرس الثوري و«حزب الله» والتي قابلها «المستقبل» بموقف متقدّم عبر تعزية رئيس «كتلة المستقبل» فؤاد السنيورة قيادة الحزب بالكوادر التي خسرها في الغارة، اضافة الى الموقف المرتقب للسيد حسن نصر الله الجمعة من هذه العملية.
كما لم تغب عن البحث التحديات المتصاعدة المتصلة بالمواجهات التي وقعت بين الجيش اللبناني ومجموعات ارهابية من جرود القلمون السورية، في جرود رأس بعلبك في البقاع الشمالي والتي أدت الى استشهاد 8 عسكريين، وسط مؤشرات الى ان هذه المجموعات ستواصل محاولات فتح ممر في جرود هذه المنطقة، وهو ما يستدعي المزيد من التماسك الداخلي لاحتواء تداعيات اي عمليات ارهابية. علماً ان الجيش اللبناني استهدف امس بالمدفعية تحركات للمسلحين في وادي رافق وجرد القاع، وذلك على وقع التقارير التي كشفت أن المسلحين يخططون لفتح طريق من راس بعلبك الى القاع ثم القصير السورية لإقامة امارة لهم، وايضاً لفتح ثغرة ضمن السلسلة الشرقية بعد قطع طريق عرسال نهائياً نحو المنطقة الجردية.
على ان انعقاد جولة الحوار بين «المستقبل» و«حزب الله» ترافق مع تطورين:
* الاول ملامح السجال، وإن «الموْضعي»، المستعاد بين الطرفين على خلفية معاودة «حزب الله» بلسان نائب امينه العام الشيخ نعيم قاسم تبني ثلاثية «الجيش والشعب والمقاومة»، وهو ما ردّ عليه وزير العدل اللواء اشرف ريفي من فريق «المستقبل» واصفاً هذه المعادلة بـ «الخشبية»، ولافتاً الى ان «محاولة الحزب إعادة إحياء هذه المعادلة التي اسقطها البيان الوزاري، هي محاولة للتذاكي، والاختباء وراء المؤسسات العسكرية والأمنية، وتدفيعها ثمن سياسة المغامرات، والتبعية للنفوذ الايراني، التي أدت الى توريط لبنان في الاحداث السورية، ولا تزال».
* والثاني انتقال العماد ميشال عون للرياض لتقديم واجب التعزية بالملك عبد الله وتهنئة الملك سلمان، وسط رصْد اذا كان زعيم «التيار الوطني الحر» الذي رافقه صهره وزير الخارجية جبران باسيل سيعقد اي لقاء مع الحريري.