«لا كادر ولا ترقيات ولا تدرج في السلم الوظيفي»

طلبة «تكنولوجيا التعليم» لـ «الراي»: مشاكلنا معقّدة ومستقبلنا الوظيفي مجهول

1 يناير 1970 03:29 م
• مريم دشتي: خريج القسم يعمل في المدرسة تحت مسمّى مصمّم تقنيات وبلا كادر

• نياف السعد: ديوان الخدمة ووزارة التربية مسؤولان عن تصنيف خرّيجي «تكنولوجيا التعليم»

• خديجة الصفار: عدم بحث مشاكل الطلبة في القسم وتجاهلها هو أكثر ما يؤثر علينا سلباً

• سعود العازمي: مهنة خريجي «تكنولوجيا التعليم» في المدرسة مصوّر مستندات أو مراسل!

• يوسف جواد: حل مشاكل التخصص يتطلب إصلاح مشاكل القسم العلمي أولاً
انتقد طلبة قسم تكنولوجيا التعليم، في كلية التربية الأساسية، في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب، المسؤولين في القسم والكلية والهيئة، لتجاهلهم ما يعانونه من مشاكل بعد التخرج، والتي تتمثل في آلية المسمى الوظيفي من قبل ديوان الخدمة المدنية ووزارة التربية، وذلك تحت مسمى «إداري».

وأشار طلبة القسم في تحقيق لـ»الراي» الى تعقد مشاكل القسم، ومستقبلهم المجهول بعد التخرج، ومن ابرزها «عدم وجود مهام محددة في جميع المدارس لخريج القسم، والذي قد يجد نفسه يعمل مصور مستندات أو مراسلا».

وبين الطلبة، أن «خريج تكنولوجيا التعليم يدرس 130 وحدة، وهي مساوية تماماً للوحدات التي يدرسها المعلم، ويحصل على شهادة البكالوريوس وهي تعادل شهادة المعلم، إلا ان الراتب الذي يتقاضاه خريج تكنولوجيا التعليم أقل بكثير من الراتب الذي يتقاضاه المعلم، وليس له كادر ولا ترقيات ولا تدرج في السلم الوظيفي».

ولفت الطلبة، الى أن «المستجدين لا يعلمون بهذا المستقبل لخريج القسم، حيث لا يوجد حتى لقاء تنويري او تعريفي للطلبة الجدد، كما ان القسم العلمي يعطي صورة للتخصص ومستقبله الوظيفي بشكل مغاير تماما للواقع، وعندما يكتشف الطالب الحقيقة إما ان يكون على وشك التخرج، او قد تخرج بالفعل» ... والى المزيد من التفاصيل في سياق السطور التالية:

قالت الطالبة خديجة الصفار، إن «مشكلة مسمى تكنولوجيا التعليم معقدة، وقد ناقشنا تلك المشكلة مع القسم في كلية التربية الأساسية، لطرح برامج حديثة متداولة الاستخدام في سوق العمل، وعدم توحيد المناهج، حيث يقوم كل دكتور بتدريس منهج وقد لا يتناسب هذا المنهج مع مستوى الطالب الجامعي، وأيضا يقوم بعض من الدكاترة بإجبارنا على التعلم الذاتي لأي برنامج، في حين ان القاعات الدراسية لاتكون مجهزة، وتحتاج الى معامل تصوير أو استديو تلفزيون».

واضافت، «توفير البيئة التعليمة الجيدة لها دور كبير في نفوس الطلبة، ومن شأن عدم توفيرها أن يعرقل من العملية التعليمية للطالب»، مشيرة الى ان عدم بحث مشاكل الطلبة في القسم وتجاهلها هو اكثر ما يؤثر علينا سلبا، حيث يقوم القسم بإلقاء اللوم على الجهات الأخرى، على الرغم من أن الحل هو بيد القسم، وهو قادر على حلها، وذلك يدل على عدم قدرة القسم بل ورفضه سماعنا».

وتابعت الصفار، «أنا حاليا قيد الدراسة، ولكني واعية بالمشاكل التي يعاني منها خريجو تخصص تكنولوجيا التعليم، فمعظم المدارس لا تستغل هذه الطاقات، بل يكلفونهم للقيام بأعمال لا تتناسب مع ما تمت دراسته، على الرغم من أن تخصص تكنولوجيا التعليم هو المحور الأساسي لجميع المواد الدراسية فعن طريق توفير المواد والوسائل التعليمية يتم تقديم المناهج بطريقة تثير انتباه الطلبة، كما أنها تراعي الفروق الفردية وهي الطريقة المتبعة في عصرنا الحالي».

وعن وعي الطلبة الدارسين بهذه المشاكل، اشارت الصفار الى ان «البعض لديهم علم، وحتى إن لم يكن لديهم علم، فالواقع الذي نعيشه يجعلنا نشعر بهذه المشاكل».

واشارت الطالبة مريم دشتي الى تقديم كتب الى المسؤولين في الكلية تتناول مطالب وهموم الطلبة، ولكن لم يتحرك أحد».

واضافت «ابرز المشاكل التي تواجهنا هي عدم وجود مهام محددة في جميع المدارس تنص على المهام الموكلة لمصممي التقنيات، ففي كل مدرسة أوامر ومهام تفرض علينا، ومن تلك المهام ان يكون المصمم مراسلا أو منفذ خدمات، وأيضا افتقارنا لكادر ينصفنا خصوصا بعد فرضهم مسمى إداري علينا، رغم أننا متخرجات من كلية التربية الأساسية».

وتابعت دشتي، إن «المسؤولين في وزارة التربية يعتقدون بأننا لانستحق الكادر، لانهم ينظرون الى أن التدريس فقط هو المهنة، في حين ان تخصصنا هو جزء لا يتجزأ من المنظومة التعليمية ويستحق الكادر بجدارة».

واختتمت، «مع الأسف الشديد غالبية الطلبة لا يعلمون ما الذي سيواجهونه في ميدان العمل من مشاكل وهموم، ولا حتى من ناحية الراتب الشهري المتدني الذي لا يقارن بالمعلمين إطلاقا، وليس لهم علم بالمهام التي ستوكل إليهم».

وقال الطالب سعود العازمي، «طالبنا أكثر من مرة بحل مشاكلنا مع القسم، ولكن لم يتم الالتفات الى مطالبنا، بل توجد محاولات كثيرة من الجهات المسؤولة في الكلية لإحباطنا، وكأن القسم يقبل بوجود تلك المشكلات واستمرارها، فلا اهتمام ولا رد، وفي حال تجمع عدد كبير من الطلاب والطالبات والتوجه إلى القسم، يتم توجيهنا إلى جهة أخرى و في النهاية لا نعلم من هو المسؤول الحقيقي وراء كل هذه المشاكل، والشيء المؤكد الوحيد هو أن الجهات العليا المسؤولة سواء في القسم أو في إدارة الهيئة أو في وزارة التعليم العالي لا تريد التحرك، لكون هذه الأمور لا تمسهم ولا تمس وظائفهم بضرر».

وعن الصعوبات التي تواجه طلبة القسم بعد التخرج، قال العازمي، إن «تخصص تكنولوجيا التعليم متنوع المجالات من الناحية الدراسية، لكن للأسف بعد التخرج والدراسة لمدة 4 سنوات، يكون المستقبل الوظيفي مهمشا وليس له دور في المنظومة التعليمية، لأن محور العملية التعليمية في الكويت هو المعلم فقط، وهذا سبب رئيسي لتدهور مستوى التعليم في الكويت».

واضاف إن «دور مصمم التقنيات كبير جداً في جميع الدول المتقدمة والدول الشقيقة، ومن أبرز المشكلات التي تواجه خريجو القسم هي وظيفته في المدرسة، حيث ان مصمم التقنيات ليس له مقر عمل في المدرسة، وفي بعض المدارس يكون هذا الموظف بوظيفة المراسل او سكرتارية يقوم بتصوير ونسخ الأوراق، أو تقديم كتب للوزارة باسم المدرسة»، مشيرا الى «أن خريج تكنولوجيا التعليم يدرس 130 وحدة، وهي مساوية تماماً للوحدات التي يدرسها المعلم، ويحصل على شهادة البكالوريوس وهي تعادل شهادة المعلم، ولكن الراتب الذي يتقاضاه مصمم التقنيات أقل بكثير من الراتب الذي يتقاضاه المعلم، وليس له كادر ولا ترقيات ولا تدرج في السلم الوظيفي، مع العلم بأن مصمم التقنيات يكون عمله في جميع المجالات والمواد الدراسية العلمية والعملية، فهل المقصود من هذا هو التقليل من مكانة متخصص تكنولوجيا التعليم، أم اجبار الخريج على العمل في القطاع الخاص حيث يتم تقدير إمكاناته؟».

وأكد العازمي، أنه «لا يوجد تحرك من قبل إدارة الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب لحل مشاكل قسم تكنولوجيا التعليم، بل توجد محاولات لاحباط الطلبة من الإدارة في قسم تكنولوجيا التعليم تحديداً، حيث تم تجمع عدد كبير جداً من الطلبة لرفع كتاب للوزارة، وهذا الكتاب يتطلب بعض الدعم من إدارة القسم، ولكن نُفاجأ بأن قسم تكنولوجيا التعليم لا يسعى لحل أي مشكلة للطلبة، بل يريد أن تكون الحال على ما هي عليه، ولا يريد للتحرك الطلابي أن ينال مراده، وقد يكون السبب هو الخوف من المهارات الشبابية الإبداعية لدى الطلاب والطالبات والتي قد تصل إلى سلب وظائف البعض في القسم».

وتابع أن «خريجي تكنولوجيا التعليم يفتقرون للكادر في وزارة التربية، لذلك من أهم الأمور والمشكلات التي أدت إلى عزوف الكثيرين عن العمل في وزارة التربية والتوجه للعمل في القطاع الخاص، حيث يتم توظيفه وتقديره وفق إمكاناته وقدراته التي يقدمها للعمل، ويرجع السبب في حرمان متخصص تكنولوجيا التعليم من الكادر هو المسمى الوظيفي الخاطئ وهو (مصمم تقنيات مبتدئ)، وفي حرمانه من التدريس ايضا، مع العلم بأن متخصص تكنولوجيا التعليم قادر على تدريس مواد الحاسوب ومواد التصميم و التصوير والمونتاج، كما ان متخصص تكنولوجيا التعليم ليس له أي ترقيات ولا تدرج في السلم الوظيفي».

وأوضح العازمي، أن «غالبية الطلبة لا يعلمون بمشاكل القسم حتى يتخصصوا فيه، وفي حال علمهم عن بعض المشاكل يقررون ترك هذا التخصص والسعي للتحويل إلى تخصص آخر مضمون من الناحية الدراسية والوظيفية، ولكن بعض الطلبة لا يحالفهم الحظ في التحويل، ويضطرون الى استكمال دراستهم في قسم تكنولوجيا التعليم وهم يعرفون مشاكل التخصص من الناحية الدراسية والوظيفية».

وقال الطالب نياف سعد، «توجهنا الى المسؤولين وعلى رأسهم وزير التربية وزير التعليم العالي الدكتور بدر العيسى، وتم عرض المطالب المستحقة لمصممي التقنيات التربوية، وايضاح الظلم الواقع علينا، ووعدنا الوزير الدكتور العيسى ان يتم النظر الى مطالبنا وتنفيذها على أرض الواقع».

واضاف، «أبرز المشاكل هي توظيف مصمم التقنيات التربوية في وزارة التربية كإداري، رغم اننا متخرجون من كلية التربية الأساسية ولدينا مؤهل تربوي، فكيف يتم توظيفنا تحت مسمى إداري؟». وتابع السعد، «سلمنا رئيس قسم تكنولوجيا التعليم في 28 سبتمبر الفائت، كتابا نطالب فيه كخريجي قسم تكنولوجيا التعليم بتفعيل اللجنة المشكّلة في القسم بخصوص كتاب وزارة التربية الذي جاء بعنوان مخرجات قسم تكنولوجيا التعليم، الذي أرسل من قِبل وزارة التربية في 8 مايو العام 2011، وهو إمكانية الاستفادة من الكوادر الوطنية من خريجي قسم تكنولوجيا التعليم للعمل في وزارة التربية كمعلمين، والى الآن لم يتجاوب معنا قسم تكنولوجيا التعليم».

وبين ان «ديوان الخدمة المدنية ووزارة التربية مسؤولان عن تصنيف خريجي تكنولوجيا التعليم كمعلم ضمن الهيئة التعليمية، وان ما يحصل الآن سلسلة من التخبطات».

وقال الطالب يوسف جواد، «لقد تواصلنا كطلبة مع العديد من المسؤولين ولا تخرج الردود من إطار اللامبالاة او الجملة المعتادة بأن الموضوع تحت الدراسة»، مبينا انه «من ابرز المشاكل التي تواجهنا كطلبة هي جهل الجهات المسؤولة بماهية التخصص لدرجة أن العديد من المسؤولين لا يعلمون بوجود تخصص في الكويت يسمى تكنولوجيا التعليم، وهذا يرجع بصورة أساسية الى ضعف الكلية والقسم العلمي، الذي فشل في تسويق التخصص وتعريف المجتمع بدوره وأهميته».

وبين أن «حل مشاكل التخصص يتطلب إصلاح مشاكل القسم العلمي أولا، حيث ان العديد من أعضاء هيئة التدريس ومع احترامي الشديد لشخصهم ومسيرتهم العلمية، ليسوا قادرين على التعاطي مع مستحدثات تكنولوجيا التعليم بسبب عمرهم او عدم رغبتهم بالتطوير، وهذه المشكلة حالت دون تطوير صحيفة التخرج، او الارتقاء بمستوى خريجي القسم، وهو ما انعكس بالسلب على التخصص ككل».

واختتم بأن «الطلبة المستجدين لا يعلمون بهذا المستقبل لخريج القسم، حيث لا يوجد حتى لقاء تنويري او تعريفي للطلبة الجدد، ومع الأسف الشديد القسم العلمي يعطي صورة للتخصص ومستقبله الوظيفي بشكل مغاير تماما للواقع، وعندما يكتشف الطالب ذلك يكون اما على وشك التخرج، او قد تخرج بالفعل».