لغة الأشياء / بو شهري والجائزة!

1 يناير 1970 06:40 م
مر انجاز المخرج الكويتي الشاب عبد الله بو شهري الشهر الماضي، من دون أن يثير اهتمام الصحافة والمجتمع! بو شهري حصل على جائزة (IWC) للمخرجين عن مشروع فيلم (الماي) ضمن فعاليات مهرجان دبي السينمائي الدولي في الدورة الحادية عشرة، هي ليست الجائزة الأولى التي يحصل عليها هذا المبدع، فأفلامه (مهملات) و(فقدان أحمد) و(ماي الجنة) سبق وأن لفتت الأنظار لموهبة أصيلة دعمتها الدراسة الأكاديمية وغذتها متابعة التجارب المهمة في حقل صناعة الأفلام. انجاز بو شهري الذي يحسب للكويت رغم عدم وجود حركة سينمائية لدينا يدل على طموح باعث على التفاؤل.

في تعليق النجمة ايملي بلنت الحائزة على (الجولدن جلوب) كعضوة لجنة تحكيم أشارت لتحدي اختيار الأفضل في المرحلة النهائية من التقييم «اشتدت المنافسة بين مشاريع الأفلام التي تميزت بحبكتها العالية وعمق رؤيتها السينمائية وما تنضوي عليه من قدرة على ملامسة قلوب وعقول الجمهور في أي مكان حول العالم». لجنة التحكيم أيضا ضمت المخرج العالمي مارك فورستر صاحب الأفلام المعروفة (The kite Runner)، و (Stanger than fiction) وآخرين، نافس عمل بو شهري في التصفيات النهائية مع السعودية عهد كامل عن فيلمها (سمكة الرمال) والاماراتي سعيد سالمين عن فيلمه (ساير الجنة). المهرجان حظى بحضور مشاهير السينما وباهتمام دولي على مستوى التغطيات، ما عدا محليا، ليمر خبر الفوز وكأنه لمخرج من استراليا!

فيلم (الماي) يتناول موجة الجفاف التي عانت منها المنطقة أوائل القرن العشرين، قبل اكتشاف النفط، جفاف الآبار وحاجة المدينة لمدها بعصب الحياة، الصراع من أجل البقاء وتعامل البشر مع الأزمات، مواضيع تم اختيارها بذكاء، يمكن اسقاطها على واقع عالمي يدفع الدول للصراع بشكل أو بآخر من أجل تلك الموارد والثروات المعرضة للنضوب. القصة أيضا تتناول حكاية حب تصطدم بالحاجز الطبقي، في مقاربة تستدعي الماضي لتسلط الضوء على حاضر لم يتخلص من همومه القديمة.

المثير للدهشة أن فيلم (الماي) تعاون فيه بوشهري مع السيناريست المعروف عبد الرحمن الصالح الذي كتب سيناريو وحوار الفيلم الكويتي الشهير (بس يا بحر)! هذا التعاون بين جيلين ومن مدرستين مختلفتين هو الأول كويتيا، ما بين أول فيلم كويتي عام 1972 وتجربة بو شهري التي سترى النور مستقبلا متى ما توفر لها التمويل اللازم، ستظل ساعة (IWC) التذكارية المنقوش عليها عبارة (في حب السينما) تحسب الوقت الذي يلزم المدينة العطشى كي تنفض الغبار عن كتفها وتحلق عالميا بحكايات تستحق المنافسة والتصفيق وصعود المنصات.