أكد أن أي تقارب إيراني - عربي يفيد كل المنطقة

أحمد الحريري: لبنان بخير... إذا كانت دول الخليج بخير

1 يناير 1970 10:56 ص
• الحوار بين «تيار المستقبل» و»حزب الله» أنتج حواراً بين «القوات اللبنانية» مع «الوطني الحر»

• سعد الحريري يسعى الى تجنيب اللبنانيين آثار تصريحات نصرالله تجاه البحرين
قال أمين عام تيار المستقبل اللبناني أحمد الحريري، ان «العلاقات بين لبنان والكويت علاقات تاريخية قائمة أساسا على علاقات اخوية بين الشعبين قبل ان تتطور الى علاقات ديبلوماسية»، لافتا الى ان «لبنان هو البلد الثاني للكويتيين».

وعن توقعاته بقيام دول مجلس التعاون باتخاذ اي اجراءات تجاه اللبنانيين المقيمين في الخليج، خصوصا بعد تصريحات أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله، التي هاجم بها البحرين، اوضح الحريري، خلال حفل عشاء مع أبناء الجالية اللبنانية قي البلاد، أول من أمس، في قاعة سلوى في السالمية، ان «كلام نصرالله يأتي ضمن اطار الصراع الكبير في المنطقة مابين إيران ودول الخليج»، لافتا الى ان «هذه احدى المحطات التي يجب عزلها عن الضرر في لبنان»، مشيرا الى «سعي سعد الحريري، من خلال اتصالاته على تجنيب اللبنانيين اثار هذه التصريحات»، مذكرا بمواقف الدولة اللبنانية تجاه تصريحات حزب الله، والتي اعتبرتها لا تمثل لبنان قطعا.

وفي شأن وجود تقارب سعودي-إيراني قريبا يفضي الى حل للازمة اللبنانية وباقي الازمات التي تشهدها المنطقة، قال الحريري ان «اي تقارب عربي -ايراني واي عودة إيرانية الى المنظومة العالمية دون اي مشاكسة تفيد كل المنطقة، وعلينا ان ننتظر مدة 6 اشهر للاعلان عن نتائج اولية للمفاوضات الأميركية الإيرانية، وعلينا خلال هذه المرحلة الحفاظ على لبنان ثابتا امينا ومستقرا، ولذا دخلنا في الحوار مع حزب الله، وهذا يعتبر تمهيدا لحوارات مستقبلية».

وعن ما جرى في القنيطرة السورية اخيرا، وما اذا كان هذا سيجر لبنان الى مواجهات مع إسرائيل، اكد الحريري ان «ما جرى هو جزء من الصراع الايراني- الإسرائيلي»، موضحا ان «توسع العمليات العسكرية لحزب الله والحرس الثوري الايراني في سورية جعل من إسرائيل ان تأخذ ذلك كحجة لضرب هذا التمدد الحاصل»، لافتا الى«تساؤلات كثيرة تدور حول ما جرى في القنيطرة من ناحية كيفية انكشاف هذا الموكب و من المبلغ عنه والخرق الذي حصل امينا، لكن من الناحية السياسية نظن ان إيران لا تستطيع ان ترد على إسرائيل حاليا وهي على طاولة المفاوضات مع الدول الست»، مؤكدا على ان«حزب الله لن يحرك ساكنا ايضا كونه اداة ايرانية في لبنان».

وفي شأن الاستحقاق الرئاسي اللبناني، قال الحريري،«نسعى لتنفيذ هذا الاستحقاق، وكما تمكنا من تشكيل حكومة تمام سلام الحالية كان هناك ابتعاد اقليمي، ولكننا استطعنا ايصال وجهات النظر وتمرير تسوية بتشكيل الحكومة»، لافتا الى ان«الحوار بين التيار وحزب الله انتج حوار حزب القوات اللبنانية مع تيار الوطني الحر»، مشيرا الى ان«الحوار بين القوات والوطني الحر جدي، وممكن ان يتوصلوا الى تسويات مسيحية»، كاشفا«عن ورقة مسيحية - مسيحية يتم تحضيرها حاليا».

وعن الخطة الامنية في لبنان، قال«اننا مستمرون في تطبيقها».

وبين الحريري، انه«افتتح هذا العام مشروعين انمائيين بدعم من الكويت في منطقة عكار وبالتعاون مع الصندوق الكويتي للتنمية والذي يولي لبنان عناية خاصة، لان لبنان بقلب الكويت والكويت بقلب لبنان»، معتبرا الصندوق الكويتي«نموزجا يحتذى به للصناديق العربية الناجحة في تحقيق التنمية في الامكان التي يتوجب تحقيق ذلك».

واشار الى ان، زيارته للكويت اصبحت محطة سنوية وحريص لان يقوم بها بمقدار حرصه على العلاقة بالجالية، متوجها كلامه الى ابناء الجالية وقال«كأبناء للوطن لبنان نرفع رأسنا بكم، ونفخر بنجحاتكم في الكويت وفي سائر الدول الخليجية».

ووصف الكويت، بـ«كويت الخير»مثل كل دول الخليج، واصفا اياه ايضا بـ«خليج الخير»للبنان ولابنائه.

وقال،«من دون احتضان الخليجيين للبنانيين المغتربين ودعمهم للبنان سياسيا واقتصاديا لما بقي لبنان».

ولفت الى ان تيار المستقبل،«ضد المواقف غير المسؤولة التي تصدر من قبل قيادات لبنان ضد دول الخليج العربي»، رافضا«لتلك المواقف التي تنكر جميل الدول الخليجية والتي تهدد لقمة عيش اللبنانيين فيها ومستقبلهم».

واضاف«عندما تكون الكويت ودول الخليج العربي بخير فان لبنان يكون بخير»، مثمنا جميع الجهود التي بذلت وتوجتها قمة الرياض الاخيرة بلم الشمل وتوحيد الصف الخليجي بمواجهة جميع التحديات في هذه المرحلة الاستثنائية من تاريخنا، بظل المؤامرات الخبيئة التي تحاك ضد أمن واستقرار دول الخليج العربي«.

وشدد الحريري على أن تيار المستقبل يعتبر نفسه في صلب المواجهة مع الارهاب، حيث قال «نحن كتيار اعتدال في هذا العالم العربي والاسلامي نعتبر انفسنا في صلب المواجهة مع الارهاب، وايضا من زمن الرئيس الشهيد».

واضاف «نقوم بمسؤولية كبيرة بمواكبة جميع الجهود العربية الدولية لمحاربة الارهاب، ومحاربة الارهاب لا تكون انتقائية»، مشيرا الى انه «لا يمكن القضاء على ارهاب»داعش«في سورية والعراق من دون القضاء على اسباب وجوده وفي مقدمتها نظام الاسد كما انه لا يمكن القضاء على اي ارهاب من دون القضاء على ارهاب العدو الاسرائيلي في فلسطين المحتلة».

واوضح الحريري آلية الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله، مشيرا الى انه «حتى الان عقد ثلاث جلسات للحوار بين تيار المستقبل وحزب الله تحت عنوان تخفيف الاحتقان وتدعيم الوضع الامني»، لافتا الى ان اللبنانيين تعبوا من التعطيل والفراغ ويريدون عودة الاستقرار والنمو الاقتصادي.

واضاف، «كتيار مستقبل نتعاطى مع الحوار بايجابية ونقيمه جلسة جلسة»، مشيرا الى ان «هذا الحوار كان مقدمة لحوار التيار الوطني الحر والقوات بحيث يمكن ان تكون هذه الحوارات مقدمة لانضاج تسوية وطنية لانتخاب رئيس جدي للجمهورية».

وعن المواضيع الخلافية مع الحزب، اشار الى ان «ربط النزاع سيبقى قائما بشأنها بخصوص عدة موضوعات اولها السلاح، سرايا المقاومة، وقتال الحزب في سورية، والمحكمة الدولية الخاصة في لبنان».

وبخصوص موضوع السلاح شدد الحريري على انه لا يمكن ان يغطوا اي استخدام للسلاح وسيبقى موقفهم بالمطالبة بحصر السلاح في يد الشرعية والبحث عن استراتيجية دفاعية.

وعن المحكمة الدولية، قال «المحكمة تسير ونشاهد جلساتها ونرى قدر التضحية للرئيس الشهيد ولن نتوقف للحظة عن الدعوة الى تسليم المتهمين بالاغتيال لان البريء يجب ان يساعد العدالة لا ان يقف بوجهها وبالتالي نريد العدالة ولا نريد الثأر ولا الانتقام».

ولفت الى انتخاب مفتي جديد للجمهورية كان أكثر من ضرورة بهذه المرحلة نتيجة ما حصل في دار الفتوى في السنوات الماضية، مبينا ان انتخاب المفتي عبداللطيف دريان اعاد الامور الى نصابها الصحيح، وتحديدا على صعيد العودة الميمونة لدار الفتوى بخدمة السلم الاهلي والوطني واليون نراهن على دورها بقيادة دريان لمواجهة التطرف والغلو ونشر قيم التسامح والوسطية والاعتدال وشد اللحمة داخل الطائفة السنية والعمل الدؤوب على التقريب بين المذاهب الاسلامية.

وتابع الاهم صون الثوابت الاسلامية والوطنية من نهائية لبنان كوطن لجميع بنيه الى التمسك بصيغته الميثاقية وبالعيش المشترك وبالنظام الديموقراطي وبالانتماء العربي وبالحريات الدينية وبالمواطنة المتساوية.

من جهته قال منسق تيار المستقبل في الكويت مازن طباره، بأن «اهمية الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله جاءت من اجل الحفاظ على الوطن والسلم الاهلي»، مشيرا الى انهم كتيار يحرصون عليه «لاجل امن لبنان وانتظام الحياة السياسية فيه وان ينعكس ايجابيا على حياة المواطنين بكافة مكوناتهم السياسية».

واشار الى ان انتخاب رئيس للجمهورية من اولويات تيار المستقبل، فالرئيس هو رأس الدولة مؤتمن على الدستور ومن دونه لا يستقيم عمل الموسسات.

واضاف ان «الاعتدال في الدين والسياسة شبكة الامان الذي نسج تيار المستقبل خيوطها منذ انشائه وحمل لوائها رغم جميع التحديات انطلاقا من مبدأ ان التطرف لا يمكنه ان يعيش طويلا».

وتابع، «لقد غرس الحريري نهج الاعتدال عندما كان اول من دان هجمات 11 سبتمبر وها هو سعد الحريري حمل الامانة ويتصدى لكل المحاولات لجر قاعدته الشعبية نحو التطرف ولا يوفر مناسبة الا ويكرر موقف التيار في رفض الارهاب والسعي للحفاظ على السلم الاهلي وتحقيق النمو الاقتصادي»، لافتا الى ان»محاربة التطرف تأتي ايضا من خلال دعم الجيش اللبناني لانه الجهة المخولة للتصدي للارهاب والفتن وما كان اهتمام الرئيس سعد على صرف الهبة السعودية المخصصة للجيش الا نتيجة لاصراره على ان امن وامان المواطن اللبناني موجود بوجود المؤسسة العسكرية.