امتلأت مدرجات استادها مرتين
ملبورن تودّع مباريات «المونديال الآسيوي»
1 يناير 1970
04:54 م
تسدل ملبورن الستار اليوم على سابع و آخر مبارياتها ضمن كأس آسيا 2015 لكرة القدم بين كوريا الجنوبية واوزبكستان في ربع النهائي بعد ان حققت نجاحا كبيرا في استضافتها على ملعب «ريكتانغولار».
يكفي القول ان ملبورن المعاصرة اختيرت أكثر مدن العالم الحافلة بالحياة للعام الثالث على التوالي، وذلك بسبب روزنامتها المليئة بالأحداث الفنية والرياضية والثقافية، حيث انها جاهزة دائما لاستقبال الزوار داخل المدينة وفي محيطها حيث الينابيع الطبيعية والقرى الساحلية والبلدات الجبلية.
هي ثاني اكبر مدن البلاد بعد سيدني، يقطنها 4 ملايين نسمة على مساحة 8800 كلم مربع، فيها المئات من السكان الاصليين وعدد وافر من المهاجرين البريطانيين والايرلنديين، لكنها تشهد هجوما كاسحا لجاليات من جنوب شرق اسيا.
عاصمة استراليا الثقافية هي عاصمة ولاية فيكتوريا ايضا ومركز اداري وتجاري لها، تضم 30 في المئة من مصانع استراليا منها صناعات ثقيلة ومصافي النفط، وهي الميناء الرئيس ومركز المواصلات.
يقول شاين مايتس مدير ملعب ريكتانغولار لوكالة فرانس برس ان «ملبورن هي عاصمة الرياضة في استراليا اذا لم تكن عاصمة الرياضة في العالم. نحن محظوظون لهذا التنوع بالالعاب، هناك الان كأس اسيا لكرة القدم وبطولة استراليا المفتوحة لكرة المضرب اولى بطولات الغراند سلام، ثم سنستضيف كأس العالم للكريكيت، ولدينا كرة القدم الاسترالية وسباق الفورمولا واحد على حلبة البرت بارك»، وبإمكان زوار المدينة الوصول إليها مشيا على الأقدام من وسط المدينة ومن اي شارع في «شبكة هودل» التي تشكل الوسط الحقيقي للمدينة الواقعة على ضفاف نهر يارا.
استضافت ملبورن الالعاب الاولمبية الصيفية عام 1956 وكانت الاولى في النصف الجنوبي من الكرة الارضية، بعدما كانت الالعاب تقام في اوروبا والولايات المتحدة، وتم اختيارها المدينة الرياضية المفضلة في 2006 و2008 و2010، بسبب المنشآت الهائلة لمختلف الالعاب.
يتابع مايتس عن المدينة التي تتنشق الرياضة ويظهر فيها المواطنون العداؤون على كل مفترق طريق: «صحيح ان لندن كانت أخيرا العاصمة الرياضية في العالم بعد استضافتها الالعاب 2012 لكن لسنا بعيدين عنها، نقوم بعمل جيد ولدينا المزيد لنقدمه وبالطبع ملبورن بارك قادرة على استضافة الالعاب الاولمبية».
لدى استضافة اي مدينة لبطولة رياضية كبرى، تعيش حمى النهائيات قبل واثناء وبعد النهائيات، لكن نظرا للكم الهائل من الاحداث الرياضية تبدو كأس اسيا وكأنها محطة اعتيادية في روزنامة المدينة المثقلة بتنظيم بطولات يساهم المتطوعون بنجاحها بشكل رئيس.
يعتقد مايتس: «ان كرة القدم الاسترالية (اي اف ال) هي الرياضة الاولى في البلاد ثم بطولة روغبي ليغ الوطنية، كما ان كرة القدم ليست على مسافة بعيدة اذ تحصل على شعبية متزايدة في السنوات الاخيرة وتواجد كأس اسيا قد يساعد في نموها في استراليا».
من المباريات الست التي استضافها الملعب المستطيل حتى الان وجمعت استراليا مع الكويت (4-1) وايران مع البحرين (2-صفر) والسعودية مع كوريا الشمالية (4-1) والاردن مع فلسطين (5-1) واوزبكستان مع السعودية (3-1) واليابان مع الاردن (2-صفر)، امتلأت مدرجاته مرتين افتتاحا بين استراليا والكويت و الثلاثاء بين اليابان والاردن بحضور 25 الف متفرج، واشارت اللجنة المنظمة ان مباراة اوزبكستان وكوريا الجنوبية غدا الخميس ستعرف المصير عينه، كما ان معدل التسجيل عليه بلغ 4 اهداف في المباراة الوحدة وهو الأعلى مقارنة مع بقية المدن سيدني وبريزبين ونيوكاسل وكانبرا.
بني استاد ملبورن ريكتانغولار من أجل توفير أفضل الأجواء لجماهير كرة القدم والروغبي في أستراليا وحاز تصميمه المكون من اشكال كرات ملتصقة ببعضها عدة جوائز.
منذ افتتاحه في مايو 2010 بات استاد ملبورن الذي يتسع لنحو 30 ألف متفرج و25 الف متفرج خلال كأس اسيا، محطة محببة للرياضة في المدينة الهانئة.
وتعرف البطولة نجاحات كبرى على صعيد التسويق والتنظيم، وما لا شك فيه ان بعض الاخطاء واردة من دون ان تكون فادحة حتى الان.
يقول السعودي سلمان النمشان عضو لجنة الأمن والسلامة في الاتحاد الدولي «فيفا» ومفتش أمن وسلامة مباريات ملبورن لفرانس برس: «ملبورن نجحت بتميز في الاستضافة واستمتعنا بمباريات تليق بان تكون بكأس اسيا. اعتمد التنظيم على الثقافة، التدريب، التجهيز وتوفير جميع المتطلبات، وعندما يكون هناك تميز في الفكر الاداري تصبح بقية الامور سهلة».
وتابع النمشان مدير ملعب الملك فهد الدولي السابق في الرياض: «حدد الاتحاد الاسيوي مواصفات خاصة بالبطولة نفذت حرفيا من قبل ملبورن وملعبها. المشكلة لدينا في الدول العربية اننا نأخذ الكتيبات ولا نقرأها فنفاجأ بمتطلبات اثناء البطولة تربكنا وتربك عملنا». طبعا قطر نظمت 2011 وكانت ناجحة لكن فلنأخذ النموذج الاسترالي ونقتدي به».