«ثورة الصخري» .. مرهونة بالأسعار

1 يناير 1970 06:58 م
كونا - يشهد العالم تغيرات جوهرية تعيد رسم خريطته النفطية ليس بفعل الثورات والأحداث السياسية الساخنة فحسب إنما بفعل ثورة أخرى ولاعب جديد لم يعد ممكنا التقليل من دوره في اعادة رسم الخريطة النفطية العالمية ويتمثل في (النفط الصخري).

ورغم أن هذا النوع من النفط لم يجد اهتماما كافيا بدايات انتاجه عام 1947 حتى بعد تطور هذا الانتاج في السنوات الأخيرة إلا أن تدهور أسعار النفط وفقدانها أكثر من 60 في المئة من قيمتها خلال اقل من ستة أشهر استوجب البحث عن أسباب ذلك ليتبين في مقدمتها (النفط الصخري).

والآن لم يعد التغير في العالم يشمل التغير المناخي فقط ولا التغيير السياسي بل يطال أيضا التغيير في القوة الاقتصادية للدول بفعل عوامل عدة على رأسها مكانة الدولة النفطية التي يحددها بشكل أو بآخر الانتاج النفطي ومنه (الصخري).

وهذا النوع من الطاقة بدأ تأثيره على الامدادات في الولايات المتحدة يلفت الانتباه منذ عام 2008 الى أن اندلعت الثورة الحقيقية للنفط الصخري عام 2013 ومازالت مستمرة الى الان في سعيها الى تحقيق أهدافها وهي الوفرة في المعروض من النفط وتحقيق الاكتفاء بحلول عام 2025 بل والتصدير بحلول عام 2030.

ولاشك أن ثورة النفط الصخري حققت الكثير من أهدافها حتى الآن لكن ربما تدهور الاسعار يكبح جماحها أو على الأقل يقلل من تأثيرها ويحول دون التوسع في الانتاج لهذا النوع المكلف من النفط الذي تتراوح تكلفة انتاج البرميل الواحد منه بين 30 و80 دولاراً حاليا بحسب البئر وموقعها والطبقات الأرضية التي يتم العمل بها وغير ذلك.

وفي تعريفه للنفط الصخري قال الخبير في استراتيجيات النفط والغاز ورئيس شركة الشرق للاستشارات البترولية الدكتور عبدالسميع بهبهاني إنه عبارة عن طبقات صخرية مصمتة اي بمسامية تقاس بالميكروميتر (اقل من 1 في المئة).

وأوضح بهبهاني أن هذه الطبقات تكون من طين متصلب مثل (ايجل فورد) او من الجير الطباشيري مثل (أوستن تشوك) او من رمل ناعم مثل (ولكوكس ساند) وطبقات الفحم الحجري التي تحوي عادة غاز الميثان وهي تغطي 10 في المئة من مخزون الغاز في الولايات المتحدة (750 تريليون قدم مكعبة).

وذكر أن هذه الطبقات تحوي كسورا دقيقة تقاس بالميكرون تكسر بالضغط المائي وتحشى بالرمل الناعم حفاظا على الكسور من الانغلاق وهذا يعني حاجتها الى كميات كبيرة من الماء والرمل وهي من اهم مصادر الكلفة للبرميل.

وبين أن طبقات النفط الصخري عادة غنية بالمواد العضوية و80 في المئة من المنتج المتوقع يكون في صورة غاز لافتا الى أن ميكانيكية النفط الصخري تختلف عن النفط الرملي الموجود في كندا.

وعن مخزون دول العالم من النفط الصخري، أشار الى أنه بعد النجاح الذي حققته الولايات المتحدة من انتاج النفط الصخري عملت غالبية دول العالم على تجربة آبار لاستكشاف المخزون الصخري عندها وبين عامي 2011 إلى 2014 ازداد عدد الدول المكتشفة للصخري من 32 الى 49 دولة ما اضاف الى المخزون العالمي المحتمل من الغاز 8290 تريليون قدم مكعبة ومن الزيت 400 مليار برميل.

وقال بهبهاني بالنسبة الى اكتشافات الغاز أن عدة دول اعلنت اكتشاف كميات هائلة ومن أهم عشر دول في هذا الصدد كانت الصين 1115 تريليون قدم مكعبة الأرجنتين 808 تريليونات الجزائر 707 تريليونات الولايات المتحدة 665 تريليونا وغيرها مثل كندا والمكسيك واستراليا وجنوب افريقيا وروسيا و البرازيل.

وعن المخزون الزيتي للنفط الحجري أشار بهبهاني الى إعلان روسيا اكتشاف 75 مليار برميل والولايات المتحدة 58 مليارا والصين 32 مليارا والأرجنتين 27 مليارا وليبيا 26 مليارا وغيرها كأستراليا وفنزويلا والمكسيك وباكستان وكندا.

وأفاد بأن أغلب تلك الدول لم تبادر بالانتاج لقصور الوسائل المحفزة للانتاج الاقتصادي وكذلك للتحوط الى حين ثبات أسعار النفط مبينا ان من الدول التي بادرت بالانتاج الولايات المتحدة التي وصل انتاجها الى 4 ملايين برميل مكافئ يوميا وكندا واستراليا بما مجموعه 1 مليون برميل مكافئ «ومجموع ذلك الانتاج يشغل 4ر5 في المئة من الإنتاج العالمي».

وقال إن عمر بئر النفط الصخري يتراوح بين أربع و خمس سنوات وبمعدل لا يتجاوز 500 برميل يوميا مشيرا الى أن انتاج 2013 يعادل 7 تريليونات قدم مكعبة ويتوقع أن يصل انتاج 2020 الى 12 تريليون قدم مكعبة.

وعن وجود النفط الصخري في دول الخليج العربي والكويت أشار الى أن السعودية في طور حفر ما بين بئرين الى خمس آبار اختبارية للغاز الصخري في ثلاث طبقات من الباليزوي والالسيلوري وذلك حول حقل غوار وعند حدود الأردن لافتا الى ان عملية الحفر تواجه عدة تحديات في طريقها الى الحل.

وذكر بهبهاني أنه بناء على دراسة تطوعية متخصصة لامكانية وجود النفط الصخري في الكويت «نلاحظ أن هناك 23 طبقة طينية جيرية بسماكة 200 متر مرشحة أن تكون مصدرا مهما للنفط والغاز الصخري وخاصة الغاز».