حوار / بعد نجاح فيلمها «حبة لولو» ... ورغم اقتصارها على تجربتين سينمائيتين

لورين قديح لـ «الراي»: لستُ جائعة للشهرة ... وأرحب بالمنافسة مع ريتا برصونا

1 يناير 1970 03:32 م
• هل ترضى مَن تكون نجمة شباك بأن تتحول إلى نجمة «صالونات»؟

• أهم ممثلة درامية في العالم العربي يمكن ألا تنجح في السينما

• سيرين عبد النور جاءت إلى التمثيل نجمةً كاملةً ... وهي «كلاس» و«شي مرتب»

• كل المسلسلات التي قُدِّمت في الفترة الأخيرة عُرض عليّ دور فيها

• أنا عالمية في بلدي ... ومتمسّكة بلبنان

• نادين نسيب نجيم فيها نبض

• أحب «هيُّوفة» ... وفرحتُ بميريام فارس

• عندما يقف بوجهي نمر ... يجب أن أصبح أسداً
«لستُ جائعةً للشهرة...وأرفض التمثيل في التلفزيون»!

هذا ما صرحت به الممثلة اللبنانية لورين قديح، معبِّرة عن أن السينما تمثل حُلمها الأهم، دون ألوان الدراما الأخرى.

بطلة الفيلم البارز «حبة لولو»، والتي تقتصر مسيرتها السينمائية على عملين فقط، تحدثت إلى «الراي»، عن أنها تضع حدا فاصلا - تقيمه هي - بين التمثيل في السينما والتلفزيون، معتبرةً «أن أهم ممثلة درامية في العالم العربي قد لا تحقق نجاحا ملحوظا في السينما، في حين تستطيع ممثلة سينمائية مبتدئة أن تحصد قبولا جماهيرياً عاليا».

قديح، التي انتهت من تصوير فيلم جديد مع المخرجة ليال راجحة، قالت إنها تجمع خلاله، في وقت واحد، بين الكوميديا والتراجيديا، وبين كونها امرأة «مثيرة»، كاشفةً عن أنها ترفض كل العروض الدرامية التي تصلها، مع أنها تؤكد أن كان لها دور في كل الأعمال التي عُرضت في الأعوام الأربعة الأخيرة، ومشيرة إلى أنها على رغم إدراكها أننا نعيش حاليا عصر الدراما التلفزيونية بامتياز، فإن عينيها تظلان معلقتين بشاشة السينما فقط.

قديح طرحت آراءها في عدد من الممثلات والمطربات، فهي تحب هيفاء وهبي وتدلّعها بـ «هيُّوفة»، وتجد أن سيرين عبد النور «ممثلة كلاس»، فيما تعتبر أن ما تقدّمه نادين نسيب نجيم «فخم جداً وملوكي»، أما الثياب فهي أكثر ما لفتها في ميريام فارس الممثّلة، وهي ترحّب بالمنافسة مع ريتا برصونا التي عادت إلى الدراما من خلال عمل جديد يجمعها بالممثلة نادين الراسي. لورين أدلت بآراء كثيرة، حول قضايا مثيرة للجدل، في ثنايا حديثها مع «الراي»، الذي نورد تفاصيله في السطور الآتية:

? انتهيتِ من تصوير فيلم سينمائي جديد. لماذا تركزين على التجربة السينمائية وتسقطين الدراما التلفزيونية من حساباتك؟

- أحب السينما، وهي حُلمي الذي أعمل من أجله. أنا بدأت من المكان الذي ينتهي إليه الكثيرون.

? هل أنتِ ضد الدراما التلفزيونية؟

- على الإطلاق، ولكن السينما هي طموحي في الحياة كممثلة، وبقدر ما تناسبني الظروف. أنا لست منتجة، ولذلك يصبح المجال أضيق. بقدر ما أحلم وبقدر ما أرفع السقف، أحصل على ما أريده.

? ماذا تقصدين برفع السقف؟

- السينما هي حلم كل فنان في أي مكان في العالم. في هوليوود يبدأون تجربتهم التمثيلية بالمسلسلات، ثم ينتقلون إلى الأفلام، وبعدها يُمنعون من العودة إلى المسلسلات. لكن عندنا يختلف الوضع، لأن الصناعة الدرامية أقوى بكثير من الصناعة السينمائية. بينما في الخارج النجم السينمائي أقوى من النجم التلفزيوني.

? هل نفهم أنك لا تتلقين عروضاً للمشاركة في الدراما التلفزيونية؟

- لعلك لا يمكنك أن تصدقي كم أتلقى عروضاً، ولكنني محصنة في السينما، لأنني على اقتناع تام بأنني سأكمل تجربتي فيها.

? هل ترين أن وجودك في الدراما التلفزيونية يخفف من وهج حضورك السينمائي؟

- أهم ممثلة درامية في العالم العربي يمكن ألا تنجح في السينما، وفي المقابل يمكن لممثلة مبتدئة في السينما أن تحقق إقبالا جماهيرياً كبيراً.

? نحن نعيش عصر التلفزيون، والأعمال التلفزيونية تلقى متابَعة أكثر من الأفلام السينمائية؟

- هذا صحيح. وأنا لم أقل عكس ذلك.

? في مثل هذه الحالة، ألا ترين أن مصلحتك تكمن في التلفزيون؟

- لستُ جائعةً للشهرة، كي لا أقول كلاماً آخر. الجمهور الذي يحضر سينما يختلف تماماً عن الجمهور الدرامي. أنا لا أتحدث عن القيمة الفكرية، ولكن عن طريقةٍ في التفكير مختلفة تماماً. مَن يحب السينما يغادر بيته بعد أن يرتدي ملابسه، ثم يصعد في سيّارته ويقصد الصالة، ويدفع المال من أجل مشاهدة فيلم، بينما مَن يحب التلفزيون يتابع الأعمال وهو موجود في بيته، مع أن كلا الجمهورين يتسليان بتناول «البوب كورن»، بل حتى إن جمهور السينما لا يمكن أن يدخلها من دون «بوب كورن»، بينما جمهور التلفزيون يجلس في بيته مع صحن التبولة. قلت لأحد الأصدقاء: «برأيك كم سأستمر في رفض الأدوار التلفزيونية لأنني أريد أن تكون السينما مهنتي؟»، فأجابني بقوله: «أنتِ قدّمتِ فيلماً حقق المراتب الأولى في العام 2013، فهل مَن تكون نجمة شبّاك تذاكر ترضى أن تتحول الى نجمة شبّاك صالون؟».

? لكن لو قارنا بين تجربتك وتجربة سيرين عبد النور فسنجد أنها تتفوق عليك شهرة؟

- هذا صحيح.

وفي الوقت نفسه لا يمكن أن ننكر أن النجومية هي حلم بالنسبة إلى أي ممثل؟

- كل إنسان يحدد خياراته في الحياة. والشخص يُعرف من خلال العمل الذي يقدمه، وربما تصل شهرة سيرين عبد النور إلى أقاصي الأرض. هي فنانة تغني، ومن خلال الغناء حصدتْ نجومية كبيرة، والمقارنة بيننا ليست في مكانها. هي جاءت إلى التمثيل نجمةً كاملة متكاملة. هي أتت من عالم الجمال وكان لديها جمهور، ومن ثم انتقلت إلى عالم الغناء وأصبح لها جمهور آخر خصوصاً جمهوراً عربياً، ومن ثم دخلتْ إلى الجمهور اللبناني، بينما أنا أقاتل في عملي «وما حدا ورايي»، وأشقّ طريقي بمفردي.

? أشرتِ إلى أنك بدأتِ من المكان الذي ينتهي إليه الآخرون، مَن تقصدين بكلامك؟

- أنا أتحدّث على المستوى العالمي وليس على المستوى اللبناني، كي لا يقال إنني أذم أحداً. كل الممثلات اللواتي شاركن في مسلسل «Friends» أمثال جينيفر أنيستون انتقلوا في مرحلة لاحقة إلى السينما، والآن هم يُمنعون من العودة إلى التلفزيون. وهذا مبدأ متعارف عليه في الغرب، بينما عندنا، يختلف الوضع تماماً بسبب غياب الصناعة السينمائية، على عكس الصناعة الدرامية التي أصبحت متقدمة جداً، وهي تُعتبر سلاحاً بين أيدينا.

? هل من دور معين يدغدغ أحاسيسك، ويمكن أن يجعلك تتراجعين عن قرار ابتعادك عن الدراما؟

- عندما كنتُ في الجامعة، الدور الوحيد الذي تمنيتُ أن يُعرَض علي لأنه يشبهني كان في مسلسل «مريانا». وهو يحكي قصة فتاة نزلت من القرية إلى المدينة وكتبه مروان نجار. كان عملاً رائعاً.

? نفهم أن أي دور مماثل هو المفتاح لاقتحامك عالم الدراما التلفزيونية؟

- هذا صحيح. يجب أن أحافظ على الصورة التي اكتسبتها من وراء السينما، ولا يمكنني أن أنتقل من محطة إلى أخرى، لأن الناس لن يُقبِلوا (بعدها) على مشاهدتي في السينما. أنا تعلمتُ في الجامعة أن المجالس في الأمانات، وهنا أقول إن الأدوار التي رفضتُها بالأمانات. كل المسلسلات التي قُدِّمت في الفترة الأخيرة عُرض عليّ دور فيها، ولا توجد تركيبة من التركيبات التي تمت في السنوات الأربع الأخيرة إلا وكنتُ ضمنها.

? ألا تخافين أن تخذلك السينما، بسبب غياب الصناعة السينمائية؟

- هذا ما حاولتُ أن أقوله. إلى متى يمكن ان أصمد! الأمل موجود دائماً والصناعة السينمائية انطلقت، ولكن هناك مَن تعب قبلنا وشاركتْ أفلامه في العام 1950 في مهرجان «كان» السينمائي، ويجب أن نعطيهم حقهم، واليوم هناك مَن يتعب أيضاً من أجل تطوّر السينما، وليال راجحة واحدة منهم. هي تؤمن بأنه يوجد شيء اسمه سينما، وبقدر ما يؤمن الإنسان يعطيه الله.

? لكن عندما يتم التطرق إلى موضوع السينما اللبنانية، لا يخلو الأمر من الخفة والسخرية من الأفلام التي تُنتج عندنا حتى أن البعض يقول «شو هالأفلام»؟

- من قال هذا الكلام؟

? كثيرون، ومن بينهم نادين الراسي؟

- هي تحدثتْ عن الأفلام التي عُرضت عليها وقالت إنها عُرضت عليها أفلام دون المستوى، ولكن الأفلام التي تُعرض عليّ فيها مستوى. نادين الراسي أشادت بفيلم «حبة لولو» في برنامج «المتهم».

? كيف تتحدثين عن دورك في الفيلم الجديد معها؟

- لن أتحدث عن العمل، ولكن هناك مَن كتب أن ليال راجحة ولورين قديح «سينما البهجة».

? انطبعتِ في أذهان الناس من خلال صورة معينة. هل يزعجك هذا الوضع؟

- عن أي ناس تتحدثين؟

? عن الجمهور...

- هناك أناس لم يشاهدوا الفيلم، ويقولون إنني انطبعت بصورة معينة.

? كل الفنانين ترتبط صورهم في أذهان الناس من مرحلة البدايات، والأمر لا يقتصر عليك وحدك؟

- تجربتي تقتصر على فيلمين فقط.

? وأنا أتحدث عن أول أفلامك «My last valentine in Beirut»؟

- لسنا هواة، بل نحن نتعب وندرس، وتجربتنا يجب أن تُحترم، وأنا لا أزال في مرحلة البدايات. فما معنى «انطبعتْ صورتي» إذا كنت لم أقدم سوى فيلمين؟ إن أحدا لم يشاهد الفيلم ولم يعرف نهايته ولم يفهمه.

? ماذا تقصدين؟

- لم يفهم الفيلم. لأنه تم ّ تعديله وليست النسخة الأولى هي التي تمّ عرضها وشاهدها الناس. ليس هذا هو الفيلم الذي مثّلته، بل جرى تعديله وأضيفت إليه لقطات لأنه من وجهة نظرهم «قوي جداً»، وقصته حزينة. المشاهد الدرامية التي حُذفت منه هي حلم، ولو أنهم تركوها لما قال لي أحد: «أنتِ انطبعت بصورة معينة».

? يبدو أنكِ تأذيتِ بسبب هذا العمل؟

- الأذى الذي حصل لم يكن على قدر الأصداء الإيجابية التي أعطاني إياها سليم الترك، هو الذي اكتشفني وراهن عليّ سينمائياً ولابد أن نتعاون مجدداً، أما ليال راجحة فهي التي تعطيني كل النجاح وأنا أشتغل معها «عالعمياني». وأنا اقول بصوت عال إن سليم الترك صنع من مبتدئة ممثلة سينمائية وليال راجحة هي التي خلقت مني نجمة شباك تذاكر.

? وإلى أي الألقاب تطمحين مستقبلاً؟

- الألقاب هي مجرد أوهام، ونحن نعيش عصر الألقاب. لست أنا من أطلق على نفسه هذه الألقاب، والنقاد هم عادة مَن يمنحون الفنان ألقاباً، ولا يجوز أن يلقب الفنان نفسه بـ «ملك الملوك» أو أن تلقب الفنانة نفسها بـ «نجمة جماهيرية». هذا أمر معيب وأعتبره قلة فهم. الطريق لا تزال أمامي طويلة، وأنا لم أقدّم شيئاً حتى الآن.

? هل يمكن القول إنكِ وزينة مكي وحدكما الممثلتان السينمائيتان؟

- زينة شاركت في مسلسل درامي جديد، وأنا الوحيدة التي حصرت تجربتها في السينما عن اقتناع واختيار.

? هل أنتِ سعيدة لأنك سينمائية بامتياز، ولأنك تحتكرين السينما وحدك؟

- انا لا أحتكر السينما، بل هي لكل الناس وأنا مع هذا المبدأ. بقدر ما نكون محبّين تعطينا الحياة، وبقدر ما تكون «عيونّا بشغلنا وليس برزق العالم» الله يعطينا ويعطي الناس. نجاحنا من نجاح الناس وفشلنا من فشلهم. عند فشل أي فيلم أنزعج كثيراً لأن هذا الأمر يجعلنا أضحوكة للناس، في حين أن نجاح أي فيلم يعطي المنتج حافزاً كي يضع ماله في عمل آخر جديد. بعد نجاح فيلمنا «حبة لولو»، صار المنتجون يتعاملون معنا «عالعمياني».

? هل تطمحين إلى خوض تجربة السينما المصرية، بل وربما العالمية؟

- العالمية مهمة جداً، ولكنها تتطلب منا أن نعيش في الخارج. لنكن واقعيين أنا عالمية في بلدي، وهذا هو حلمي، وأنا متمسكة بلبنان.

? ألا تحلمين بالعمل في السينما المصرية؟

- طبعاً. السينما المصرية حُلم، ولكنها ليست هاجساً ولا أشتغل لها.

? هل يمكن أن تشتغلي مستقبلاً من أجل تحقيق حلم السينما المصرية؟

- طبعاً. لست محدودة أو ساذجة. وإذا لم أعمل من أجل تحقيق هذا الحلم وبقيت متقوقعة على نفسي «هيدي قلّة فهم».

? هل تعتقدين أن السينما اللبنانية هي التي ستوصلك إلى السينما المصرية أم إنك ستصلين إليها عبر طرق إخرى؟

- «كل شي بوقتو حلو». أحياناً نصرف النظر عن فكرة معينة فتصل إلينا من تلقاء نفسها، وأحيانا أخرى نسعى وراء فكرة ولكنها لا تتحقق على الإطلاق. أنا تخرجت في الجامعة قبل 12 عاماً، وعملتُ في إذاعة «صوت الغد»، في المجال الإداري، وهو مجال مختلف كلياً عن المجال الفني، وأنا ضحيت في كل حياتي كي أبتعد عن الفن، لأنني لم أكن أرغب في العمل به، إذ كانت لدي مشاريع أخرى، ولكن قررتُ العودة، وفي العام 2010 وجدتُ ما أبحث عنه.

? ولماذا كنتِ تريدين الابتعاد عن هذا المجال وما الذي جعلك تتراجعين عن اقتناعاتك؟

- لم أكن أريد العمل في المجال. لكن وضع الدراما اختلف كثيراً، وأنا اليوم سعيدة جداً بالدراما اللبنانية، وهناك مسلسلات محلية «بترفع الراس».

? من الممثلة التلفزيونية الأولى في لبنان؟

- كل ممثلة هي أولى بطريقة أدائها، ولا توجد ممثلة تشبه الأخرى.

? ومن الممثلة التي تلفتك ويقنعك أداؤها؟

- الممثلة التي أشعر بأنها قريبة مني من خلال ما تقدّمه هي نادين نسيب نجيم. ما تقدمه «فخم جداً وملوكي». هي فنانة فيها نبض.

? والذي تقدمه سيرين عبد النور؟

- سيرين «كلاس» و«شي مرتب».

? وماذا عن هيفاء وهبي؟

- أنا أحب هيوفة.

? وميريام فارس؟

- من أي ناحية تقصدين؟

? كممثلة؟

- أنا فرحتُ بثيابها لأنها كانت تختار ملابس أنيقة.

? وكيف تتحدثين عن نفسك كممثلة؟

- في فيلمي الجديد سأعيد تقديم الخلطة التي قدمتُها في فيلمي السابق، من خلال كاراكتر لا يوجد عند غيري من الممثلات. سألعب دور الفتاة التي تجمع بين «الإثارة» والكوميديا والدراما. عادة مَن يقدمن الأدوار الكوميدية يكُنّ سمينات ولا اجد تفسيراً لذلك، ومن هنا لا نجد ممثلة «سكسي» وكوميديان. في الفيلم الجديد سنركز على الهضامة وفي الوقت نفسه على الدراما. أنا سألعب «هيدي اللعبة» درامياً خصوصاً في الكوميديا.

? ريتا برصونا سبقتك إلى تقديم هذه الخلطة في بعض أدوارها؟

- المنتج الذي كنت أتحدث إليه قال لي إن ريتا برصونا هي الوحيدة التي قدمت هذه الخلطة، ولو أنك أكملتِ كما كنا خططنا «كنت هيك بتكوني»، ولكنك ابتعدتِ.

? هل تعتبرين نفسك «بديلة» ريتا برصونا؟

- كلا، أنا لست بديلتها. ريتا عادت إلى الساحة وهي ستتشارك مع نادين الراسي في مسلسل جديد سيعرض في عيد الميلاد.

? في حال عادت ريتا وقدمت هذه الخلطة مجدداً، هل ستكون المنافسة شرسة بينكما؟

- المنافسة حلوة، وفي حال وُجدت سأرحب بها، وسأكون سعيدة جداً. أهلاً بمثل هذه المنافسة، لأن ريتا ممثلة مرتبة ومتميزة. عندما يقف في وجهي نمر يجب أن أصبح أسداً.

? ألا ترين أن داليدا خليل قدّمت هي أيضاً هذه الخلطة في «حلوة وكذابة»؟

- داليدا «بتجنن»، ولكن جمهورها من الجيل المراهق. هي شكلت حالة عند هذه الفئة من الجمهور، لأنها حلوة ومهضومة، مثّلت أدوار التلميذة. هي تشبه نانسي عجرم من هذه الناحية، فنحن لا نرى نانسي سوى الطفلة «الطيوبة» مع أنها تزوجت وأصبحت أُماً.

? هل تعتبرينها منافِسة لك؟

- كلا، لأن جمهورها من فئة عمرية تختلف عن جمهوري. أنا أحب داليدا كثيراً لأنها تخرّجت في الجامعة اللبنانية قسم التمثيل. كل النجمات على الساحة الدرامية يصنفن أنفسهن صفاً أول - مع أنه لا يوجد في الخارج مثل هذا التصنيف، فالنجمة نجمة ولا يوجد صف أول وصف ثانٍ، وهذا الاختراع انطلق من لبنان - وهن لا توجد بينهن ممثلة واحدة تخرجت في معهد التمثيل. لا يُعقل أن المنتجين لم يكتشفوا بين خريجات الجامعة اللبنانية - قسم التمثيل، منذ 2002 أي منذ العام الذي أنهيت فيه دراستي الجامعية وحتى اليوم، ممثلةً استطاعت أن تشكل حالة في لبنان، سوى أنا وداليدا خليل. أنا لا أقول إن هذا الوضع خطأ، ولكن الوضع الصحيح هو أنه كما أنه مطلوب ممن يمارس مهنة الطب أن يكون قد درس الطب ومَن يمارس مهنة المحاماة أن يكون قد درس القانون، فالأمر نفسه يجب أن ينطبق على مهنة التمثيل. في لبنان كل شيء معاكس تماماً. تشارليز ثيرون كانت عارضة أزياء كما أنها تحمل لقب ملكة جمال جنوب أفريقيا، وصحيح أنها دخلت إلى السينما وفازت بجائزة أوسكار عن فيلم «Monsters»، لكنها خضعت لتمارين تمثيل. الممثلات عندنا يصنعن أنفسهن بأنفسهن، والسائد عندنا في لبنان يخالف القاعدة. كما أنني أفرح لريتا حايك لأنها خريجة معهد تمثيل، أما بالنسبة إلى الشباب فهم كثر...هناك نيكولا مزهر وهو خريج الجامعة اللبنانية ومثله نيكولا معوض وطارق سويد الذي برع ككاتب. أنا أفرح كثيراً ولديّ نقطة ضعف تجاه الممثلين الذين يتخرجون في الجامعات، لأننا الأصل وأنا لا أقول هذا الكلام بتكبّر، بل ببراءة تامة. هكذا يقول المنطق.

? ألا تعتقدين أن الموهبة أهمّ من الدراسة؟

- لقد علّقتُ على «تويتر» أن أعظم ما في فيلم «وينن» أنه يجمع «ست الستات» من أساتذة وخريجات معهد الفنون الجميلة في الجامعة اللبنانية مع أنني لم أشارك فيه. «بيكبر قلبي» لأن لطيفة ملتقى وتقلا شمعون وكارمن لبس وندى أبو فرحات وديامان أبو عبود هن خريجات الجامعة اللبنانية. الموهبة ضرورية وهناك كثيرون درسوا التمثيل، ولكنهم لا يملكون الموهبة والكاريزما، ولكن كحد أقصى على مَن تعمل في التمثيل أن تدرسه ومَن لا تريد أن تدرس التمثيل، يمكنها أن تخضع لدورات «ورك شوب». كل ممثلة في حاجة إلى الخضوع لمثل هذه الدورات، وحتى مَن درسن التمثيل، للاطلاع على التقنيات الجديدة والأفكار الجديدة. ولكن الأهم من الموهبة هي الكاريزما و«نيّال قلبو اللي عندو كاريزما، الله بيكون راضي عليه». هي كل شيء وقبل كل شيء، حتى قبل الدراسة الجامعية والموهبة. مَن يملك الكاريزما، في أي مجال كان، قادرعلى تغيير المعادلات، ويجب أن نعترف بأن الكاريزما هي السبب الذي يقف وراء نجاح النجمات اللبنانيات، ولا يمكن أن ننكر أنهن يتمتعن جميعاً بالموهبة، وكلهن يملكن التجربة وموجودات في المجال منذ أكثر من عشر سنوات.

? ما جديدك الفني؟

- لا يحق لي أن أتكلم عن جديدي. هو عمل ضخم جداً.

? فيلم سينمائي؟

- تجربتي لا تقتصر على السينما فقط، بل كانت لديّ تجربة العام الماضي بعيداً عن السينما من خلال برنامج «لوري بالدنيا».

? هل تقصدين أن جديدك سيكون برنامجاً تلفزيونياً؟

- هو عمل تلفزيوني، ولكنه ليس تمثيلاً.

? هل نسأل عنه ليلى عبد اللطيف؟

- بل اسأليني أنا، هو ليس عملاً تلفزيونياً ولا يمكنني أن أضيف المزيد.

? هل يدخل في إطار تلفزيون الواقع؟

- أنا سأكون واقعية فيه.

? هل هو لمصلحة محطة محلية؟ ومتى سيعرض العمل؟

- نحن لا نزال في مرحلة التحضير استعدادا لتصوير «البيلوت». لا يمكن أن أباشر في عمل قبل أن أصوّر «البيلوت»، وأهم نجم في العالم يجب أن يفعل ذلك. عندنا يعاني الفنانون عقدة «الكاستينغ» مع أن أهم نجوم هوليوود يخضعون له، بل هم مضطرون إلى ذلك. لأن الممثلة يمكن أن تشعر بأنها مناسبة للدور وعندما تقف أمام الكاميرا يختلف الوضع. أنجلينا جولي وبينيلوبي كروز تخضعان للكاستينغ. بينما عندنا حين تُطلب ممثلة للقيام بكاستينغ لدور معين فإنها تغضب، لأنها تعتبر نفسها النجمة الأولى. أنا لم آتِ من الدراسة إلى التمثيل فوراً، ولو أنهم يعرفون كم كنا نتعذّب وما معنى «كاستينغ» لما كان رفضه أحد.

? ماذا أضافت إليك تجربة «لوري بالدنيا»؟

- اسم. كان اسمي لورين فصار الجميع ينادونني: «لوري بالدنيا».

? قطفتِ لقباً جديداً؟

- الاسم تحوّل شعاراً، وهناك أشخاص يحفظون اسمي على هواتفهم «لوري بالدنيا». كما أنني اكتسبتُ ثقافة جديدة من خلال السفر والتعرف على عادات وتقاليد الدول التي زرتُها. هذا البرنامج أكسبني نضجاً لأنني قمتُ بكل شيء وحدي، فأنا كنت معدّة الحلقة وأضع الماكياج وأصفف الشعر ولم يكن ينقصني سوى أن أصوّر نفسي.