يسكنون بيوتاً «محمولة» في غياب الكهرباء والماء

عمال «سكراب النعايم»: أغيثونا من «مدينة الأشباح»

1 يناير 1970 09:40 م
• عبدالفتاح: برميل الماء وصل إلى 12 ديناراً

• الزعبي: البرد قارس جداً والمباني «كيربي»

• حسين: كيف يريدون منا الاستمرار في "السكراب" بلا خدمات؟!

•محمد: أزور أصدقائي في الشهر مرة واحدة أشتري خلالها احتياجاتي لمدة شهر
«مدينة الأشباح»... إحدى الألقاب التي أطلقها عمال «النعايم» على منطقة سكراب السيارات الجديدة، إذ «تخلو مـــن الأنام» و«تـــفـتـــقــد الكهرباء والماء» و«لايجرؤ على دخــولـــهــا إلا الـــكــلاب الضالة».

وبسبب ما تفتقده تلك المدينة، أطلق عمال السكراب العديد من الألقاب عليها بعد ان انتقلوا إليها على أمل توافر الاماكن والمرافق والخدمات، فمنهم من قال «إنها ديزني لاند» في تسمية تهكمية على ما لا يوجد فيها، ومنهم من شبهها بمعتقل غوانتنامو في مبالغة لما يعانيه قاطنوها، وبعضهم أطلق عليها «مدينة الأحلام الزائفة»، وجميعها ألقاب لم تأت من فراغ، فهي نتيجة الوعود التي وافق بسببها ملاك ومستثمري السكراب على قرار نقلهم من سكراب أمغرة، فالحياة في «النعايم» قاسية جداً مع عدم وجود الخدمات التي يحتاجها أي عامل.

«الراي» زارت موقع سكراب النعايم والتقت بعض العمالة، وكان لهم آراء عديدة ومطالب عدة جميعها تتعلق بحياتهم اليومية «كهرباء وماء وطعام».

وفي هذا السياق، قال محمد عبدالفتاح (ميكانيكي): أنا أعمل في سكراب السيارات منذ ما يقارب 15 عاماً، وما يحصل لنا الآن في سكراب النعايم لايجوز شرعاً ولا قانوناً، فنحن محرومون من أقل الخدمات ووزارة الكهرباء لم توفر التيار وكذلك أنابيب الماء لم يتم إيصالها إلى المنطقة».

واضاف: الموقع الحالي ينقصه العديد من الخدمات، فلا يوجد مشفى قريب ولا مستوصف، ولاحتى البنية التحتية متوفرة، ولا صرف صحي للموقع بالكامل.

وبين عبدالفتاح أن «سعر برميل الماء وصل إلى 12 دينارا ووجبة الغداء تكلف العامل 3 دنانير نظراً لعدم وجود مطاعم، لاسيما أن ارتفاع الديزل أثر تلقائياً على عمليات النقل، مع رفض العديد من المطاعم إيصال الطلبات إلى السكراب».

وأوضح أن «المواصلات مقطوعة تماماً والطرق غير ميسرة لدخول السيارات إلى موقع السكراب، فهو طريق مخيف في الليل، لذلك اتمنى من وزارة الاشغال أن تعبد الطريق وتقوم بإنشاء التفاف سلس عند مدخل المنطقة».

ومن جانبه، قال حسام الزعبي: «نعاني جداً من انعدام الرؤية ليلاً، ونتوقع حدوث الجريمة في أي وقت ممكن لانعدام التواجد الأمني، وبالتالي نلجأ دائماً إلى مغادرة السكراب ليلاً والمبيت في إحدى المدن القريبة من السكراب».

ولفت إلى أن «البرد قارس جداً ومعظم المباني من كيربي والبيوت محملة على أذرع حديدية ما يجعلها عرضة للسقوط مع هبوب أي رياح شديدة ويهدد حياة قاطنيها ومن تحتها»، مؤكدا ان «حياتنا في خطر، والأمراض تعتري أجسادنا، من شدة البرد، وأغلب العمالة يعانون من أمراض العظام نتيجة أن المنطقة مكشوفة بالكامل ولايحيط بها مبان تذكر».

وشدد على أن «سكراب أمغرة أفضل من السكراب الحالي، فهناك توجد خدمات وهنا لا يوجد شيء يذكر»، متسائلاً «من المستفيد من نقل السكراب؟ لقد دفعنا مبالغ طائلة على حسابنا الشخصي لبناء الحوط من جديد على أساس أن تقوم الجهات المعنية بتوفير الخدمات لنا، ولكن للأسف لم يتحقق شي من الوعود».

وفي السياق ذاته، قال أجمل حسين: «نحن بشر، والكويت أرض خير وشعبها معطاء، أوجدوا لنا حلاً لمشكلتنا، لا مواصلات ولا خدمات، حتى الماء بارد ولا نستطيع الاستحمام نظراً لعدم وجود كهرباء».

وأشار إلى أن «وزارة التجارة والصناعة رفضت إعطاء تراخيص لإنشاء بعض البقالات والمطاعم وصالونات الحلاقة، فكيف يريدون منا المكوث في السكراب ولا خدمات توفر لنا؟»، مشيراً إلى أن «وزارة الصناعة أكدت أنها ستقوم بإحاطة السكراب بحائط وتنظم عملية الدخول والخروج منه مع وجود نقطة أمنية، ولكن لم يحدث أي شيء من هذا القبيل».

وهو ما أيده فيه يوسف محمد الذي قال «في حال وقوع أي حادث أو جريمة فإن دوريات وزارة الداخلية تحتاج إلى ساعة على الأقل لكي تصل إلينا، وأحياناً أخرى لا تأتي مطلقاً»، مؤكداً أن «المنطقة أصبحت بعيدة عن أنظار وزارة الداخلية وبالتالي ازدياد نسبة الجريمة متوقع».

ولفت إلى أنه يزور أصدقاءه خارج السكراب في الشهر مرة واحدة فقط، كما يقوم بالتسوق وشراء احتياجاته التي تكفيه لمدة شهر كامل، مؤكداً أن «الإقبال والحركة على السكراب في فصل الصيف ضعيفة وفي الشتاء ضعيفة وفي الربيع تتحرك ولكن المسافة تلعب دورا كبيرا في ذلك، لاسيما أن الطريق المؤدي إلى السكراب مخيف وغير سوي نهائياً».