تحدّث عن «وصول الإرهاب إلى الدول التي منحته فيزا»

نصر الله: الجماعات الإرهابية أساءت للإسلام أكثر من أعدائه

1 يناير 1970 02:28 ص
أكد الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله، ان «مواجهة الجماعات التكفيرية لم تعد دفاعا عن مناطق وحكومات وخريطة سياسية وعن اعتدال، بل صارت دفاعاً عن الإسلام الذي يتهدده سلوك هؤلاء على مستوى العالم»، لافتاً الى ان «هذه الجماعات التكفيرية والارهابية تسيء الى الاسلام أكثر من أعدائه بأفعالها المشينة، فحين تَقطع الرؤوس وتذبح الآلاف وتنشر على وسائل الاعلام، وحين يُقتل الالاف في اليمن لاحيائهم مولد النبي فهل هكذا يدافع عن دين النبي محمد؟».

واعتبر ان «ما ساعد على نشر هذه الاساءات هو انتشار هذه الجماعات الجغرافي من افغانستان مرورا بالعراق الى سورية، والآن وصل (الإرهاب) الى الدول التي سهّلت وأعطت فيزا لوصول الارهابيين الى بلادنا - وهذا كان متوقعاً - والى وسائل الاعلام» في اشارة غير مباشرة لاستهداف مجلة «شارلي ايبدو» الفرنسية. وقال نصر الله في كلمة ألقاها في أسبوع المولد النبي الشريف ان «الارهابيين أساءوا للرسول (صلى الله عليه وسلم ) كما لم تتم الاساءة له طوال التاريخ منذ البعثة»، مضيفاً: «يجب ان تتكاتف الامة الاسلامية في مواجهة الممارسات الارهابية، وفي نفي اي علامة او علاقة للاسلام بها، وايضا العمل على عزل الجماعات الارهابية وإنهائها. واقول بكل وضوح ان هذه الجماعات تشكل تهديداً لدول المنطقة في الكرامات والاعراض في المستقبل والحاضر، وبات واضحاً انها صارت خطراً فوق السياسة والكرامة اي خطرا على الاسلام نفسه كدين ورسالة وعلى الرسول (صلى الله عليه وسلم) ومكانته وعلى القرآن الكريم».

وفي الشق اللبناني، أوضح أن الحوار بين «حزب الله» و«تيار المستقبل» يسير بالجدية المطلوبة من الطرفين وفيه مصلحة كبيرة للبلد، معتبرا ان «البلد ارتاح» بدرجة كبيرة بعيد الاعلان عن الحوار رغم ان «البعض حاول ان يشكك بحصوله لكنه حصل وما زال البعض مستمراً بالتشكيك في النتيجة والجدوى».

ولفت الى انه «من خلال جلستيْ الحوار اللتين عقدتا أستطيع ان أتحدث عن ايجابية كبيرة بامكان الوصول لنتائج». واضاف: «نحن واقعيون ولم نطرح جدول اعمال من الصعب الوصول لنتيجة فيه ولم نرفع السقوف. وثمة اشخاص لا يناسبهم ان يلتمّ اللبنانيون على بعضهم وخصوصاً بين السنة والشيعة»، لافتاً في السياق نفسه الى ان «هناك من يريد حربا اسلامية - مسيحية ويساعده عليه»حمقى«من الجماعات الارهابية». وزاد: «قلنا منذ البداية ان لبنان يعيش في منطقة هي في قلب العواصف لكن يمكننا وقف انهيار وسقوط البلد إن لم نتمكن من الاتفاق على جميع الملفات»، موضحاً ان «الحوار لا ينوب عن بقية القوى السياسية في لبنان وهو ليس بديلاً عن حوار وطني وتفاهم وطني بل هو طريق اليه». كما شدد على دعم كل اشكال الحوار الثنائي والثلاثي بين اي جهات في لبنان. واذ اشار الى «ان اي حوار بين قوى سياسية نحتاج اليه، وهذه الحوارات يمكن ان تمهد لحوار جامع وشامل ويؤدي لنتائج اكيدة وليس الى جلسات عقيمة قد تؤدي لاحباط»، أوضح ان «المسعى الجدي لانتخاب رئيس للجمهورية هو بالحوار الداخلي واي حوار خصوصا مسيحي - مسيحي يمكن ان يساعد لانجاز هذا الاستحقاق»، لافتاً الى «ان مَن يستطيع ان يوصل لانتخاب رئيس هم اللبنانيون انفسهم فالخارج لن يفعل لنا شيئاً ويجب عدم انتظار شيء منه بل المطلوب تفاهم داخلي». وتطرق الى ملف الحدود مع سورية، فرأى «ان الجماعات المسلحة على الحدود اعجز من ان تقوم بعمليات واسعة (ضد بلدات لبنانية)»، معتبراً انه «بمواجهة هذ الخطر، اللبنانيون ليسوا عاجزين وليسوا بحاجة لمساعدة احد ويمكن هزم الارهابيين والتكفيريين وكل من يفكر بالاعتداء على لبنان».

وقال: «بقوانا، اي بالجيش والشعب والمقاومة، نستطيع ان نحمي البلد، ولا الثلج ولا الشهداء ولا الجراح او الآلام يمكن ان تغيّر عزيمة المجاهدين، خصوصاً في الدفاع عن شعبهم، نحن انتصرنا في وجه اعتى الجيوش في العالم، فكيف بوجه الجماعات الارهابية الـ«الملزّقة تلزيق».